مازالت العادات القبلية القديمة، تسيطر على عقول وأفكار الصعايدة، فمازال الرجل يعيش فى جلباب (سى السيد) الكلمة كلمته ولايجرؤ أحد على الاعتراض ومازالت نظرته للمرأة كما هى، ليس لها سوى حقوقها الشرعية والمأكل والمشرب، والراجل مايعبوش غير جيبه، مفيش عندنا بنات لا تنقى ولا تختار، بناتنا متربية على الطاعة والأدب، كرامة الرجل وهيبته تحرق من أجلها آلاف المنازل، وتحصد من أجلها مئات الأرواح، حتى أن هناك البعض من شباب الصعيد قد يقدم على الانتحار أو قتل نفسه بالرصاص، إذا لا قدر الله خرج غير لائق من التجنيد بالجيش، خشية أن يعايره شباب العائلة أو العائلات الأخرى بأنه مش (راجل)، فما بالكم أن تتجرأ فتاة وترفض أن تتزوج من أحد شباب القرية، تكون بمثابة الكارثة وعار يظل يلاحقه حتى مماته، أن فلانة رفضت أن تتزوجه. فمن المعروف شرعاً وعرفاً وللقاصى والدانى، أن فترة الخطوبة هى بمثابة فترة تعارف وتفاهم، من أجل تأسيس أسرة متماسكة ومترابطة، إذا تفاهم الشاب والفتاة أكملا ارتباطهما بعقد القران والزفاف، وإذا لم تتوافق أفكارهما، تم فسخ الخطبة، هذا هو الشىء الطبيعى الذى يحدث بمناطق كثيرة بربوع المحروسة، لكن بصعيد مصر، شأن آخر، هذا ما حدث مع الفتاة مها محمد مصطفى «23 سنة» حاصلة على ليسانس أداب، وخطيبها السابق، محمد أحمد عاشور «23 سنة» حاصل على دبلوم وعاطل، حينما رفضته، وتم خطبتها لغيره بقرية أبوجرج ببنى مزار شمال المنيا (سكت الكلام والبندقية اتكلمت). فوجئ أهالى قرية أبوجرج غرب مركز بنى مزار، إحدى مراكز شمال محافظة المنيا، ظهر السبت الماضى، بسماع دوى طلقات رصاص متتالية، وهرع الجيران، ولاحظوا فرار شخصين مستقلين دراجة بخارية. وهرع الأهالى إلى داخل المنزل ليجدوا مها محمد مصطفى، وخطيبها أسامة محمد محمد، ابن خالها، وسط بركة من الدماء، وعلى الفور قاموا باستدعاء الإسعاف لنقلهما لمستشفى بنى مزار العام، لكن كانت طلقات رصاص الغيرة أسرع، حيث فارقت مها الحياة أثناء نقلها للمستشفى ولحقها أسامة بعدها بلحظات أثناء دخوله للباب الرئيسى للمستشفى، متساءلين أى ذنب اقترفنا حتى تزهق روحان بهذا الشكل المحزن والأليم، قبل أن تتم فرحتنا ويتم زفافنا. وأكدت تحريات البحث الجنائى بالمنيا، التى قام بها ضباط وحدة مباحث بنى مزار بالمنيا، تحت إشراف العميد هشام نصر، أن وراء واقعة قتل أمين شرطة بنى مزار، وابنة عمه، خطيبها السابق الذى تم فسخ خطبتها منه قبل أيام من الواقعة. كان اللواء أسامة متولى، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطاراً من العميد هشام نصر يفيد مصرع أسامة محمد محمد وشهرته 37 سنة، أمين شرطة بشرطة كهرباء حلوان من قرية أبوجرج ببنى مزار، وابنة عمه مها محمد مصطفى «23 سنة» ليسانس آداب، على يد ملثمين مجهولين يستقلان دراجة بخارية أثناء تواجدهما بمنزل المجنى عليها بمفردهما. وكشفت التحريات أن أسرة المجنى عليها قامت بفسخ خطبة ابنتهما من خطيبها، ويدعى محمد أحمد عاشور «23 سنة عاطل»، بعد أن تبين تورطه فى قضية سرقة، وقاموا بإعادة الذهب إليه (الشبكة) إلا أن المذكور قام بتهديد الفتاة بأنه لن يتركها وأنها لن تكون لأحد غيره. وأضافت التحريات، أن أمين الشرطة تجمعه علاقة صداقة قوية بشقيق الفتاة، فضلاً عن صلة القرابة، وهم معتادو السهر يوم الجمعة سوياً بمزرعة مملوكة لهم، إلا أن شقيق الفتاة، طلب منه التوجه للمنزل قبل القدوم إلى المزرعة، للاطمئنان على ما به وبمجرد وصوله لم يكن بالمنزل سوى الفتاة وخطيبها ووالدتها، وعندما حضر خطيب الفتاة السابق ووجدهما بمفردهما فى إحدى غرف المنزل، قام بإطلاق النيران عليهما هو وصديقه ويدعى بهجات خالد فتحى «22 سنة فلاح»، حيث أصاب المجنى عليها بعدد 6 طلقات نارية بالصدر والبطن، فى حين أصاب خطيبها بطلقتين فى الصدر والقدم، وفر هو وصديقه هاربين على دراجة بخارية، ولايزال المتهم الرئيسى هارباً، فى حين تمكنت قوات الأمن من ضبط شريكة بالجريمة. كما واصلت نيابة بنى مزار بالمنيا، برئاسة كل من محمد جيزاوى، مدير النيابة، وكريم دولة، وكيل النيابة، التى استمعت لأقوال شقيق المجنى عليها، ويدعى باسم محمد مصطفى، الذى أكد أن المجنى عليه معتاد التردد على المنزل وذلك لوجود صلة القرابة التى تجمع الأسرة، وكشف أيضاً فى التحقيقات أن خطبة شقيقته المجنى عليها، تم فسخها منذ وقت قصير وأن خطيبها السابق هو من قام بقتل شقيقته وخطيبها الحالى، فيما استمعت النيابة لأقوال زوجة شقيق المجنى عليها ضمن تحقيقات موسعة تجريها النيابة العامة، للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة. كما اعترف بهجات خالد فتحى «22 سنة فلاح»، شريك المتهم الهارب، أنه سائق مقابل مبلغ مالى قدره 500 جنيه، وأن المتهم اتفق معه، للذهاب لمنزل خطيبته، وقام بإطلاق النار عليهما، فور مشاهدتهما سوياً بالمنزل، وأنا ساعدته على الهرب فقط. وكانت النيابة قد أجرت المعاينة فى مكان الحادث، وتبين أن المجنى عليهما كانا يجلسان بصالة المنزل على الأرض وأمامهما شاشة «LCD» تليفزيون، وبعرض المجنى عليها للطب الشرعى تبين أنها عذراء، وقد طلبت النيابة سرعة ضبط وإحضار المتهم، وقد تحرر عن الواقعة المحضر رقم 6 أحوال لسنة 2014. وأصدرت النيابة العامة بالمركز، قراراً حبس شريك المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وسرعة ضبط المتهم الهارب.