أكاد أجزم أن وزير التموين الحالى لا يتذكر وزن الرغيف البلدى كان زمان.. قد إيه!! ولذلك من السهل عليه أن يصدر قراراً بخفض وزن الرغيف من 120 جراماً إلى 90 جراماً.. أقول ذلك لأن رغيف زمان كان «يشبع» الواحد. الآن أصبح الرغيف مكوناً من «أربع لُقم» يعنى يقطعه الواحد أربعة أرباع.. يدوبك يعمل الربع منه: «ودن قطة!!». وفى الثلاثين سنة الأخيرة كان وزن الرغيف سراً حربياً لا يعرفه أحد.. إذ لجأت الحكومة مرات عديدة إلى تعديل سعر الرغيف.. باللعب فِى وزنه!! ومنه لله الدكتور كمال رمزى ستينو وزير تموين عبدالناصر عندما لجأ إلى أسلوب زيادة الأسعار بتخفيض وزن السلعة.. وكان أسلوبه هو إلغاء الوزن «بالأقة» ويعتمد نظام الوزن بالكيلو جرام.. وبضربة قلم واحدة تم رفع أسعار كل السلع بنسبة «25٪» مرة واحدة.. لأن الأقة كان فيها كيلو وربع الكيلو تقريباً. وجاء بعده وفى السنوات الأخيرة من عبث فى وزن الرغيف باللعب فى وزنه.. رغم أن العبث فى وزن الرغيف كان جريمة كبرى تدخل مرتكبها السجون..ولكن هذا كان زمان. وربما كان الدكتور خالد حنفى وزير التموين الحالى أكثر جرأة من زملائه وزراء التموين قبله.. عندما اعترف بقراره خفض الوزن الرسمى للرغيف بنسبة 30 جراماً أى أن الوزير «أكل» على المصريين ثلث رغيف مرة واحدة.. وببساطة زاد السعر.. دون أن يقول ذلك صراحة!! وبذلك لم يجرؤ على إعلان زيادة سعر الرغيف.. ولكنه خفض من وزنه.. يل ترى كم وفر الوزير بهذا القرار؟! وهذا الأسلوب لجأ إليه الكثير من منتجى السلع الغذائية.. وبالذات المعبأة.. إذ أصبحنا نجد «العبوة» 900 جرام بدلاً من 1000 جرام.. ويشتريها المواطن على انها كيلو، وكذلك العبوة نصف الكيلو أصبحت 400 جرام، وليس 500 جرام. وهكذا وبالذات فى المكرونة وهناك معركة مكرونة رهيبة بين شركات انتاج المكرونة وكلها تتسابق فى أسلوب خفض وزن العبوة، وكذلك لجأت شركات المياه الغازية لنفس الأسلوب فزادت من «حجم الزجاجة الزجاج» يعنى أصبحت أكثر سمكاً لكى تستوعب مياهاً غازية أقل.. دون أن يلاحظ معظم المستهلكين!! أسلوب غير شريف بالمرة. ويبدو أن الحكومة تخشى أن تعلن صراحة زيادة أسعار الرغيف «الحكومى» خوفاً من رد فعل الآكلين.. ولا تنسى الحكومة هنا ما حدث من انتفاضة الخبز أيام الرئيس السادات، عندما استجاب لرأى وزير اقتصاده الدكتور القيسونى بزيادة سعر الرغيف، فخرجت المظاهرات وهى نفس المظاهرات التى حاصرت مبنى مجلس الشعب عندما كان المهندس سيد مرعى هو رئيسه.. فقد هتفت المظاهرات قائلة خارج مقر البرلمان «سيد بيه.. يا سيد بيه.. كيلو اللحمة بقى بجنيه!!» يا ترى بماذا يهتف الناس إذا تظاهروا الآن معترضين على أسعار اللحوم. ونعود الى وزن الرغيف الحكومى وأنا لا أعترض على إعادة النظر فى سعره ولكن قبل ذلك هناك كما قال المشير السيسى وسائل أخرى لمواجهة عجز الموازنة بسبب الدعم ودعم الخبز فى المقدمة ولكننا نقول ان المصرى لجأ إلى الخبز الطباقى الذى تطور سعره من 20 قرشاً الى 25 قرشاً الى 50 قرشاً.. الى 60 قرشاً الآن، ولكن أغلبية الناس مازالت تعيش على الرغيف الرسمى أبو خمسة قروش. فأين هذا الرغيف من رغيف أيام زمان وما كان منه من رغيف ملدن، ورغيف محمص، ورغيف مقمر، وكان الواحد منها يشبع الواحد من الرجال وأتذكر وأنا طالب بالجامعة كان عشائى عبارة عن «كسرولة» حلبة حصى.. وعليها شوية سكر سنترفيش.. وأقوم بعمل فتة من رغيف واحد محمص.. ووالله كان هذا يشبعنى تماماً.. بينما رغيف الحكومة الآن لا يشبع رضيعاً.. ونفسى ياوزير تموين مصر تقول لنا كيف تطور وزن الرغيف الحكومى وكان رغيفاً معتبراً حتى وصل وزنه الآن الى «4» لقيمات، يعنى كله وزنه 90 جراماً وحتى هذا لم يعد مضمونا.. ناهيك عن سوء الصنعة فهو رغيف بلا خميرة.. لا يؤكل إذا بات، يعنى تعافه النفس فى اليوم التالى. ويا سيسى!.. إنت رئيسى.. انت حبيب الكل.. انت رغيفى.. هل من حل لانقاذ رغيف الحكومة.