مصر في قلبي.. لا بل في قلب كل كويتي وكل عربي.. مصر هي أصل الاستقرار في المنطقة.. كلما استقرت مصر استقرت الأمة العربية، والتي تضبط بوصلتها دوماً على ايقاع مصر.. وقد اهتز المشهد السياسي في مصر منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، حينما تقاذفت مصر المؤامرات والدسائس.. وشاهدنا أحداثاً مؤسفة.. ومن كان يريد ان يختطفها ويأخذها الى مصير مظلم!!. ٭٭٭ عاشت مصر ثلاث سنوات تحلم بأن تكون للثورة وجهها الذي تصافح به المستقبل، لكن هذا لم يحدث طيلة هذه السنوات.. وعندما اختطف «الاخوان المسلمون» الثورة، انتظر المصريون الفجر الجديد ممن كانوا يسمون أنفسهم بالعامية المصرية «بتوع ربنا».. تفاءل الناس واستبشروا وصبروا، واحتملوا ودعوا ربهم.. وصّلوا.. وأقاموا كل الشعائر الدينية، ثم حان فجر يوم آخر.. اكتشفوا فيه ان «بتوع ربنا» يسيرون في طريق الشيطان، «طريق الندامة».. «سكة اللي يروح ما يرجعش»، كما يقولون بالعامية!!. ٭٭٭ أخذوهم الى حيث يريدون!! الى امارات اسلامية يحلمون باقامتها بها، والى شراذم جهادية يتعاونون معها وجماعات يأمرونها بأن تدين لهم بالسمع والطاعة.. فيحدث ذلك.. أما في مصر فتركوا كل شيء يسير من سيئ الى أسوأ.. وكأنهم امتلكوا الدولة.. وانتهى الأمر!!. بعد عام تقريباً «تمرد» المصريون على الاخوان، وهبوا وتأمروا عليهم وأسقطوا حكمهم، وسجنوا رئيسهم.. ووضعوا خارطة طريق جديدة، واختاروا قيادتهم المؤقتة وهو رئيس المحكمة الدستورية، ووضعوا دستوراً جديدا على ان يتوج باجراء انتخابات رئاسية.. هي التي تجرى حالياً.. وشهدنا في الدول العربية والغربية بداياتها، مع تصويت المصريين في الخارج.. على مدى الأيام الأخيرة.. والتي عكست بحق عرس المصريين الجديد. ٭٭٭ أستطيع ان أقول ان المصريين استفتوا مرة أخرى على الاخوان وانهم اعلنوا من خلال الاعداد الكبيرة التي اصطفت تحت الشمس، منذ السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساءً، لكي يدلوا بأصواتهم متحملين كل الأعباء في هذا السبيل، أعلنوا رفضهم التام لحكم الاخوان.. وانهم مجدداً مع خارطة الطريق التي حاول الاخوان عاماً كاملاً افشالها، واخفاقها.. واجبار مصر على التراجع عنها.. دون جدوى.. فقد واصل المصريون حياتهم على الرغم من القتل والتدمير والتفجير والتعذيب، والتظاهر غير السلمي اليومي الذي مارسه الاخوان!!. ٭٭٭ واصلوا حياتهم وخارطة طريقهم وهم الآن يبدأون أولى خطواتهم نحو اختيار رئيس جديد يقودهم الى بر الأمان.. رئيس يستطيع ان يجمع شتاتهم من جديد ويوحدهم بعد ان تسبب الاخوان في انقسامهم بعنف!!. الاختيار الآن بين المشير عبدالفتاح السيسي، الذي استقال كقائد عام للجيش، ليرشح نفسه بعد ان استدعاه المصريون لمهمة جديدة.. باعتباره بطل ثورة 30 يونيو.. الذي انحاز هو وقادة الجيش الى الشعب مرة اخرى، وقام بعزل الفاشي الفاشل محمد مرسي، وبات الطريق ممهداً أمام العدالة وأمام القضاء لمحاكمتهم عن جرائمهم التي ارتكبوها منذ ما قبل الثورة (حينما هربوا من السجون وأحرقوا أقسام الشرطة واستولوا على السلاح) وصولاً الى الفترة التي حكموا فيها وتحالفوا مع كل القوى الأخرى التي تمكنهم من تحقيق مآربهم في ان يحكموا الدول التي تدين بالاسلام ليجعلوها مركزاً للخلافة التي يحلمون برفع لوائها وعقدها لهم. ٭٭٭ أطاح المشير السيسي بأحلام الأخوان المسلمين، الذين فشلوا على مدى عام كامل في كل امور الحكم في مصر.. ولم ينجحوا سوى في شيء واحد فقط وهو ان يبرزوا مساوئهم أمام الشعب فما كان من الشعب الا ان استدعى قادة الجيش لانقاذه. لم تكن مصر وحدها التي تهددت بخطر «الاخوان».. فها هي الامارات تكشف الخلية التي كانت تدير لاسقاط الحكم هناك، وها هي السعودية تكتشف مؤامرة اخرى قبل أيام.. وبين هؤلاء وهؤلاء.. جاء وقت على الكويت كادت فيه ان تضيع بسبب محاولات هؤلاء التي تم احباطها في توقيت مناسب!!. استدعى الشعب المشير السيسي وطلب اليه ان يترشح رئيساً للجمهورية.. وان يعيد اصلاح الأمور.. واعادتها الى نصابها والى سابق عهدها بعد ان كادت خيوط التواصل تنقطع مع الدول العربية والخليجية، السعودية والامارات والأردن والبحرين والكويت. ٭٭٭ ووفقاً لخارطة الطريق، فان «السيسي» لا يجد منافسة كبيرة من جانب ممثل «التيار الشعبي المصري» الذي كان نجماً لامعاً في انتخابات 2012.. وفاز بنحو 4.5 ملايين صوت، حيث حل في الترتيب رابعاً.. والان هو ينافس المشير «السيسي» من أجل اعادة بناء الدولة. من خلال ما نستقرأه من متابعة القنوات المصرية، نجد ان المشير السيسي هو الأجدر بالمنصب، فالثقة التي حصدها من الشعب، ثم من خلال تعامل الدول العربية، خاصة الخليجية معه.. تجعلها مطمئنة للتعامل معه من أجل استقرار مصر.. ولديه برامج طموحه لتحقيق هذا الاستقرار والتنمية الاقتصادية بالتعاون مع الدول العربية. ٭٭٭ «السيسي» أيضاً تربى في مؤسسة عسكرية تحترم تعاقداتها، فهو يعرف ان بلاده لديها علاقات مع الدول الغربية وأمريكا بالتحديد، وهناك معونة اقتصادية وعسكرية تحصل عليها مصر بموجب معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التي تؤكد ان «السيسي» سيحترم تعهدات مصر. أما «صباحي» فان برنامجه يعتمد على رفع شعارات الثورة في الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية، والانتصار لحقوق الشهداء.. ويعتمد على مساعدة الشباب من خلال منحهم الأراضي والأموال لاستصلاحها. ٭٭٭ يقدم «السيسي» مشروعاً لاعادة بناء الدولة من خلال الجهد والعمل المتواصل. ويقدم «صباحي» للمصريين الأمل ويبشر بتحقيق أهداف الثورة واسقاط نظام حسني مبارك.. لكي تحكم الثورة!!. وفي كل الأحوال.. وبعيداً عن الاخوان فان الشعب المصري هو المنتصر.. فما أظلم وأسوأ حكم الاخوان. لذا.. كل التمنيات الطيبة لمصر في استحقاقها الجديد.. وسواء كانت أسهم «السيسي» أعلى من «صباحي» كما يقول المصريون او ان «حمدين» منافس قوي «للسيسي».. فان مصر اليوم على الطريق الصحيح. .. والعبرة لمن يتعظ!!.