الرسالة التي وجهها المصريون بالخارج بعد إقبالهم على التصويت بالانتخابات الرئاسية بهذا الشكل المشرف منذ بداية الاقتراع وحتي نهايته لهي خير دليل على أن مصر بخير مهما حاول الطامعون والمغرضون إجهاض مسيرتها وعزمها علي استكمال خارطة الطريق التي وضعها لها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لعزتها ونصرتها والحفاظ على وحدة أراضيها. نعم يا سادة هذه هي مصر، الصبر والجلد والتحمل والإيمان بأن نصر الله قريب مهما طال ظلام الفساد والظلم والقهر لشعبها وتراثها وتاريخها ونضالها علي مر العصور.. هي مصر الصامدة أمام المؤامرات التي تحاك ضدها داخلياً وخارجياً وهي قادرة بإذن الله أن تعبر تلك المحنة التي نعيشها إلى آفاق أفضل، كما عبرت من الهزيمة والنكسة في 1967 إلي النصر المبين في أكتوبر 1973.. حقاً مصر تعيش محنة ولكن ما أعظمها محنة تلك التي كشفت عن معدن هذا الشعب الأصيل وأظهرت المتاجرين باسم الدين من أجل السلطة والمتربحين على حس الديمقراطية والمتنطعين علي أكتاف الشباب الذي خُدع وصدق كذب مجموعة ضالة من الشباب باعوا أوطانهم من أجل حفنة دولارات.. يا سادة بالله عليكم ماذا يفرق هؤلاء عن الخونة والجواسيس الذين تحكي عنهم أفلام ومسلسلات الثقافة المصرية أيام الاحتلال الصهيونى؟! لماذا لا توجه لهم تهم التجسس والتخابر مع دول أجنبية بعد أن أثبتت تسجيلاتهم الصوتية أنهم تآمروا علي مصر هذا الوطن وكانوا النواة الأولى لتخريب مصر وتقسيمها وتفتيتها.. هل تعلمون يا سادة أن أحد عناصر هؤلاء الشباب ولن أعطى له شرف ذكر اسمه قام هو وأقرانه بحرق المجمع العلمي، كما أنه قام بارتداء زي الأمن وقام بضرب الفتاة التي كانت تلبس العباءة السوداء أمام مجمع التحرير ليصور أمام العالم أن الأمن يضرب الشعب والفتيات حتي يؤجج مشاعر المصريين ضد مؤسساتهم الأمنية هو وأقرانه بالاتفاق مع الجماعة الإرهابية كانوا أول من رددوا وهتفوا «يسقط يسقط حكم العسكر» لأنهم يعلمون أن قوة هذا الشعب في جيشه وتعلم الدول التي تمولهم أنه بسقوط جيش مصر تسقط المنطقة العربية بأسرها. ألا يعد كل ذلك مبرراً قوياً ودافعاً علي خيانة هؤلاء؟! ولكنها إرادة الله التي كشفت الغمة عن عيون المصريين فانتفضوا وخرجوا بعد أن فهموا تلك المؤامرة في 30 يونية، وهذا أكبر دليل علي فشل المخطط الاستعماري الأمريكي وقريباً ستسمعون عن تفتت أمريكا إلي دويلات صغيرة فمما لا شك فيه أن السحر سينقلب علي ساحره أمريكا التي كانت تريد تفتيت مصر والمنطقة العربية تحت دعوى «الربيع العربى» سنسمع قريباً عن «الربيع الأمريكي» ولذلك فهم يحاولون بشتي الطرق أن يفشلوا خارطة الطريق المصرية وقوي رئيس اختاره الشعب بعد أن أنقذ وطنه وحماه من جحيم التقسيم ونار الفرقة.. الأمريكان يا سادة قارئون جيدون للتاريخ ويعون عبره وسطوره ويعلمون أن السيسي هو منقذ مصر وأنه المارد الذي خرج لهم من القمقم فهو «أحمس هذا الزمان» و«قطز مصر» و«صلاح الدين الأيوبي العروبة»، منقذ القدس بإذن الله، بالفعل وليس قولاً وإذا ما قال إن اتفاقية السلام إذا احتاجت لتعديل فلنعد لها مما يعني أن القدس في قلبه ووجدانه ولما لا وهو يحمل شرف الجندية التي لا يعلم عنها الخونة شيئاً ويهتفون ضدها لأنها تقف ضد أطماعهم.. يا سادة ثورة 25 يناير فجرها الممولون وأنجحها الشعب المصرى الذي خرج بالملايين داعماً فكرة التحرر من الفساد وإلا ما خرج مرة ثانية في 30 يونية لإنقاذ وطنه من يد الإرهابيين والممولين، وما خرج للمرة الثالثة في 27 يوليو للوقوف ضد الإرهاب.. أما دماء المصريين التي سالت وتسيل فهي في رقبة النظام الذي كان يحكم ويقول «دمى فداءً للشرعية» وهو لا يعنيه إلا كرسى السلطة الذي تنعم فيه وشعبه بأكل الحسرم!! ضحكوا علي الشباب بفكرة الحرية والديمقراطية وهم من ورائهم يكنزون الدولارات، والشباب يموت في الشوارع والطرقات واسألوا أين كان يعيش من باع وطنه وأين يعيش الآن ماذا كان يرتدى وماذا الآن يرتدى؟! «همسة طائرة».. أفيق يا شباب مصر، المغرر بك والمخدوع بمعسول الكلام، فالعزة والقوة والحرية في وحدة وطنك وجيشك ومؤسسات دولتك ضد الطامعين في أرضك وثرواتك.. أفيقوا قبل فوات الأوان لأن الشعب المصرى قال كلمته ولبى نداء وطنه.. والعبرة بوحدة مصر وعدم تفتيتها.