أثارت تصريحات رئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم أمس موجة من الجدل والتساؤلات، حول تدخله السافر فى الشأن المصرى، ولعل أبرز ما قاله هو طرحه تساؤلاً بأنه فى حال قيام اثنين مليون مصرى بثورة ضد المشير عبد الفتاح السيسي إن أصبح رئيسًا هل سيترك الحكم أم لا؟ مسقطًا على الشرعية، وهل سيعدّ نفسه حينها حاكمًا شرعيًا أم سيسلم السلطة؟ بالإضافة إلى حديثه عن تخاذل أدوار بعض الدول العربية فى مواقفها بالمنطقة بما لا يتناسب مع وضعها فى المنطقة، وأن قطر عندما تتخذ خطوة عوضًا عنها يُفهم بأن قطر تريد أن تحتل مكانها، وقد يكون فى هذا إسقاط على مصر، نظرًا لما تردد كثيرًا فى السابق أن قطر تريد أن تكون سيدة الشرق الأوسط بديلاً عن مصر. ولحسم هذا الجدل استطلعت بوابة الوفد آراء عدد من الخبراء السياسيين لمعرفة الغرض الرئيسى من مثل هذا التصريح الذى لن يزيد العلاقات المصرية القطرية إلا تعقيدًا.. من جانبه انتقد الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس حديث رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم واصفًا إياه بالفوضوية، متهمًا إياه بأنه عميل للولايات المتحدة ومتآمر لصالحهم. وأضاف "زهران" فى تصريحاته ل"بوابة الوفد" اليوم السبت أن المشير عبد الفتاح السيسي رد على تصريحات جاسم من قبل التصريح بها، إذ أنه قال فى إحدى حواراته التلفزيونية إنه فى حالة نزول المصريين ضده سينزل عن حكم مصر حفاظًا على سلامة البلاد، متسائلاً "لماذا يتوقع ما يحدث فى مصر ولا يتوقع مصير بلاده؟" مؤكدًا أن هذا الحديث اهتمام بمصر ليس فى محله. كما أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن قطر تلعب دور "العصا لمن عصَى" فى المنطقة العربية لأنها تنفذ الأجندة الأمريكية الصهيونية فى الشرق الأوسط، لافتا إلى أنه لا يكترث بمثل هذا الحديث قائلاً "إنه كلام فارغ". فى سياق متصل أوضح الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان أن تصريحات رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم ما هى إلا استمرار فى محاولات التشكيك فى القوات المسلحة المصرية، واصفًا التصريحات بال"الشبورة" لا داعى لها ناتجة عن انهيار قطر بصورة شديدة. وأضاف "عودة" فى تصريحاته ل"بوابة الوفد" اليوم السبت أن قطر لن تكون يومًا بديلاً عن مصر فى المنطقة العربية، إذ أن إمكانياتها ووضعها الإقليمى لا يمكِّناها من هذا، معترفًا أن لديها علاقات خارجية نشطة، ولكن دون دعم دولى أو إقليمى بما يجعل هذه العلاقات دون فائدة. كما أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أنه ليس عيبًا أن تكون قطر دولة صغيرة حجمًا، ولكن العيب الحقيقى فى محاولتها أن تلعب أدوارًا لا تصلح لها. فى حين وصف الدكتور أحمد دراج القيادى بالجبهة الوطنية للتغيير هذه التصريحات بأنها "ملغَّمة"، مخاطبًا بن جاسم بأن يعى أن من ثاروا على المعزول مرسى لم يكونوا مليون فقط، بل أكثر من ثلاثين مليون مواطن نقموا على حكمه. وأضاف دراج فى تصريحاته ل"بوابة الوفد" اليوم السبت أن جماعة الإخوان الإرهابية من الممكن أن تذيع أن مليونًا قد ثاروا على حكم المشير عبد الفتاح السيسي حال وصوله لرئاسة الجمهورية، كنوع من الكذب على غرار كذبها فى قدرتها على حشد 25 مليون مصرى فى منطقة مثل حلوان، ومن ثم يُعد هذا التصريح "ملغمًا". وتابع "دراج" أن هذا التصريح يوضع لتشجيع الخارجين على القانون من أنصار الجماعات المتطرفة والإرهابية للنزول بأعداد لا تصل إلى المليون، بل من الممكن أن تكون بعشرات الآلاف لتغيير بنية المجتمع واستقراره. كما أشار "دراج" إلى أن هذا الحديث يُنبئ عن "خباثة" من رئيس الوزراء القطرى السابق، وتعاطفه مع الجماعة الإرهابية حتى وإن أنكر هذا.