أكد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الكنيسة الأرثوذكسية وبطريرك الكرازة المرقسية، عدم تدخل الكنيسة فى السياسية، مشيرًا إلى أن المشاركة فى بيان 3 يوليو كان تأدية للدور الوطنى للكنيسة بعيدًا عن السياسة. وأوضح البابا فى حوراه مع فضائية سكاى نيوز مساء اليوم الأربعاء، أن الفارق بين الأدوار الوطنية والسياسية صغير جدًا، وأن الكنيسة مؤسسة وطنية، مضيفا أن الوطن كان يجتاز أزمة دفعت الملايين للنزول إلى الشارع ليعبروا عن رفضهم وكان مفترض أن ينزل مهعهم إلى الشارع ولكن منصبه منعه من ذلك وأتيحت له المشاركة عبر بيان 3 يوليو. واستطرد قائلًا: "ظروفى لم تسمح بالنزول مع المتظاهرين فى الشارع يوم 30 يونيو، و3 يوليو كانت تعبير عن نبض الشارع وليس تعبيرًا عن موقف سياسي تجاه أشخاص، وكنت مشارك كواطن مصرى". وعن الحشد للتصويت بنعم على الدستور عبر مقاله الذى نشر فى جريدة الأهرام اليومى بعنوان "نعم تجلب النعم" قال تواضروس، إن الاستفتاء له خصوصية خاصة، وكان تصويتاً على نشاط للجنة الخمسين التى شاركت فيها الكنيسة وانتهى بالتوافق بينها، موضحاً أن الكنيسة وافقت مسبقاً على الدستور لأنها شاركت فى وضعه، مضيفا أنه كتب المقال مقتبسًا أحد أمثال العرب وبصفته مواطن مصرى. من ناحية أخرى، قال البابا إن الأقباط أصبحوا أكثر اندماجًا بالمجتمع عن قبل 25 يناير، وكل منهم له رأى يقتنع به، وليس قطيع كما يعتقد البعض. وعن حكم الإخوان، قال بطريرك الكرازة المرقسية، إن عام الإخوان جعل كل المصريين فى بوتقة واحدة، وخاصية بعد الشعور والتخوف من سرقة الوطن التى جعلت الكل يلتف حول رأى واحد، مضيفًا أن هذا اتضح بعد خطاب التفويض 26 يوليو الذى كان يوافق شهر رمضان حينما تلازم دق الأجراس مع الآذان. وأضاف أن فى عام حكم الإخوان تم ولأول مرة فى تاريخ مصر الاعتداء على المقر البابوى فى 7 أبريل 2013، مؤكدًا أنها فى سابقة لم تحدث من قبل، قائلًا: الكنيسة القبطية هى أكبر كنيسة فى الشرق وأقدم كنيسة فى العالم ولها تاريخها، ومعروف مكانتها عند الجميع.. فماذا يتبقى بعد الاعتداء على المقر البابوى لها؟". وتابع: "بعد 30 يونيو تم الاعتداء على أكثر من 100 كنيسة ومنشئة مسيحية"، مشيرًا إلى أن الاعتداء كان منظمًا للحرق والتدمير، وهذه نواتج لاتجاهات دينية لا تراعى مصالح الوطن، مضيفًا أن المجتمع المصري يعيش فى صورة اعتدالية منذ بداية التاريخ، مضيفًا أن المسيحيين عاشوا أكثر من 14 قرنًا من المشاركة مع المسلمين فى حياة مترابطة بصورة غير عادية، وما حدث فى هذا العام –عام حكم الإخوان- يجعل من العلاقة متخلخلة أو بمعنى أن هناك طرفًا يمثل نغمة نشاذ بلغة الموسيقى. ورفض تواضروس التعقيب على الأحكام القضائية الصادرة ضد جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، مؤكدًا أنه يثق فى القضاء المصرى وفى قراراته، مشيرًا إلى أنه لو تم التشكيك فى الأحكام القضائية فالمجتمع المصرى يفقد توازنه. وأكد قداسته أن الكنيسة لا تستطيع أن تتحدث فى مسألة المصالحة مع الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن دور السياسيين، الذين يرون الصالح، وصالح المجتمع هو الأهم، مضيفًا أن عنف الإخوان فى الشوارع يجعل من المصالحة أمر صعب، ولكن الضغط الخارجى على داعمى العنف كحل دبلوماسى خارجى والحل سياسي والقدرة المتمثلة فى الشرطة والجيش والوعى تحد من هذا العنف إلى أن يتوقف. وأوضح أن نواتج الربيع العربى لم تكن نواتج إيجابية أو مفرحة وكانت تقترب من الشتاء، وخاصة فى مصر وسوريا، موضحًا أن الوضع فى مصر أشبه بآلام المخاض الذى يعطي أملًا فى المستقبل. وعن الانتخابات الرئاسية والمرشحين المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحى، قال البابا إن كل منهما يعرض برنامجه الذى يراه مناسبًا لإصلاح مصر، والشعب هو الفيصل فى العملية الانتخابية؛ ولكن هناك 3 عوامل يحتاجها المجتمع بصفة عاجلة وهى الاستقرار الأمنى والاقتصادى والتنشيط السياحى، فإذا نجح المجتمع من جنى أرباح الثلاث يحول نظره إلى 3 أهداف أخرى وهى التعليم والإعلام والقانون، ستؤدى بنا إلى مجتمع يتحقق فيه العدالة الاجتماعية. وأثنى تواضروس على دور مؤسسة بيت العائلة التى أنشأت فى ديسمبر 2010 بعد أحداث بمشاركة الكنيسة والأزهر، والتى تم الاعتراف بها من قبل الدول، مشيرًا إلى أدوارها الاجتماعية، مضيفًا أن المؤسسة بدأت تعترض مشاكل المناهج الدراسية، ووضعها بصورة تخدم الوطنية المصرية، والتنشئة المتوازنة. وأنهى حواره بالإشادة بدعوته من قبل الشيخ خليفة لزيارة الإمارات، واصفا إياها بالدعوة الكريمة، مشيرا إلى أنها كانت زيارة محبة وشكر لرعايتهم للمصريين وشكر لنموذج التسامح. شاهد الفيديو: