قبل أن تقرأ: أنت وطني وعميل في آن واحد! كلنا أبرياء وكلنا متهمون..الأدلة علي وطنيتنا موجودة ومتوافرة، بنفس القدر الذي تتوافر فيه الأدلة علي اتهامنا وعمالتنا وارتكابنا لكل المصايب السودة التي يمكن بسهولة ربطها بأسمائنا وبأقل مجهود، حتي وإن لم تكن هذه المصايب يوماً مما أردنا أو رغبنا أو حلمنا بحدوثها لأحد.. عدواً كان أم حبيباً! - أنت وطني ولدي الدليل فقد كنت أراك في الميدان كل يوم تهتف ضد الظلم وضد القمع وضد مبارك ونظامه القمعي الفاسد، وظللت بالميدان صامداً 18 يوماً حتي أجبر علي التنحي. - انت (نفسك.. نعم انت نفسك يمكن أن تتهم بانك عميل من عملاء «سوروس» (الصهيو-أمريكى) والمتدربين في صربيا الذين ثاروا علي حسني مبارك، بطل الضربة الجوية، الذي لم يفرط في سيناء، ولم يزر إسرائيل وكانت تبعيته للإدارة الأمريكية مختلفة فلم يكن «ذليلاً» للأميريكيين علي طول الخط! أنت وطني لأنك وقفت أمام الاستبداد، لم تخش مدرعات العادلي ولم ترهبك هراوات جنوده ولا رصاصات قناصي «الطرف الثالث» التي كانت تحصد أرواح المتظاهرين، حيث لم نعرف حتي الآن لمن ينتسب هؤلاء القناصون الذين حصدوا الرؤوس واخترقوا الرقاب وفقأوا العيون.. من صاحب هذه البطولة (القذرة) أهم الإخوان المضللون أم من العسكريين الموصومين في الشرطة والجيش، من المصرين علي الإبقاء علي امتيازات هذين الفريقين دونما مشاركة من الشعب الفقير المسكين. وفي نفس الوقت أنت عميل وفلول لأنك لم تشارك في حصار «أبوسماعين» وأنصاره لمن أسموهم ب«إعلام العار» في مدينة الإنتاج الاعلامي، ولم تشارك أيضا في حصارهم والإخوان لقضاة المحكمة الدستورية! - أنت وطني لأنك عصرت علي نفسك «لمون»، ووقفت ضد أحمد شفيق، ورفضت انتخابه لكي لا يعود نظام مبارك، لكنك عميل إخواني و«خلية نايمة» تابعه للإخوان المسلمين -أو حتي للقاعدة- لأنك انتخبت مرسي وظللت تؤيده رغم أنه فاشل هو وجماعته الذين كانوا يأخذون مصر إلي «ستين داهية وليس داهية واحدة.. ولا يريد -مرسي وجماعته- الاستماع لكلمة واحدة من المعارضين له، سواء أكانت كلمة نصح أو نقد واحدة، بل حصن نفسه وقراراته ضد النقد وضد الأبطال واضربوا دماغكم في الحيط! - أنت وطني لأنك الآن اكتشفت أن ثورة يناير «وكسة» (خسئتم جميعا.. خسئتم ثلاثاً) وأن من قام بها عملاء إبريليون وتروتسكيون واشتراكيون ثوريون وأناركيون وإخوان، وأنت أيضا عميل لأنك وثقت في هؤلاء الذين أعلنوا انحيازهم للثورة، وبشروا بالفجر الوليد مع اندفاعهم المحموم إلي مقار أجهزة أمن الدولة لإحراقها والاستيلاء علي وثائقها إيذانا بتدمير سمعة هذا الجهاز «الحقير» لكي لا تقوم له قائمة، فتجاهلت أنهم تدربوا في صربيا علي إسقاط النظم السياسية الحاكمة عن طريق تصنيع وتخليق الثورات الشعبية، وتجاهلت أن هناك رسائل دكتوراه نوقشت العام 2008 تقول بالبراهين بأن ما جري في 2011 في مصر كان معداً سلفاً، (بحسب رسالة الدكتوراه المذكورة)، ثم أنك تتجاهل تسريبات عبدالرحيم علي التي تكشف علاقاتهم الخاصة وتعاونهم مع جهات أجنبية وتلقي دعم معاهد ومنظمات حقوقية دولية! - أنت وطني لأنك مع الثورة، وأنت عميل أيضا لأنك مع الثورة! أنت وطني لأنك مع ثورة مجيدة عظيمة قامت لتخليص المصريين من حكم مستبد ديكتاتوري، يسعي للتوريث ويستمر في نهب خيرات البلد لصالح ثلة من الفاسدين، وأنت عميل لأنك انقدت لثلة من الشباب الموتورين المأجورين الذين يريدون هدم الدولة وهدم الشرطة وهدم المؤسسات القائمة في الدولة، ليبنوا دولتهم الجديدة، وكأنها مجرد بيت يجب هدمه ليعاد بناؤه ببساطة! - أنت بريء لأنك رفضت امتطاء الإخوان للشعب وبيع مقدرات وأرض الوطن، وسلخه قطعة للسودان وأخري لغزة وثالثة للقاعدة، لصالح فكرته الجهنمية المتمثلة في تحقيق وهم اسمه دولة الدين أو الخلافة الجديدة علي طريقتهم، التي لا تقيم وزنا لمصر أرضا وشعبا (طظ في مصر) وإنما تستند إلي مشروع الفوز بلقب «أساتذة العالم»! كل العجب في الوطن الآن.. ما يجعلك وطنيا هو نفسك ما يجعل منك خائنا..ما يجعلك تحمل أناشيد ومعاني البراءة هو نفسه ما يجعلك تحمل أناشيد الإثم والخيانة والعمالة هذه هي حالتنا بعد ثلاث سنوات من التخبط والارتماء في أحضان «طنطاوي وعنان» تارة وأحضان شفيق تارة، وأحضان مرسي تارة، والآن نرتمي بين أحضان حمدين والسيسي تارة أخري.. لا نعرف هل تكون الأخيرة أم لا؟ أنت مع حمدين فأنت وطني لأن حمدين سيفرج عن المعتقلين وسيلغي قانون التظاهر وسيعدل كامب ديفيد وسيمنح الشباب 10 آلاف جنيه وفدان أرض، وأنت مع السيسي فأنت خائن لأن الجيش بوجود السيسي قتل المتظاهرين وسلم البلد للإخوان وكذب بشان تزوير الانتخابات الرئاسية، واليوم يرضي الأمريكان بحديثه عن استقرار كامب ديفيد في الوجدان؟! أنت مع حمدين فأنت عميل وخائن ومرتشٍ لأن حمدين عاطل لا مهنة له، وليس له وظيفة يتكسب منها، وأنه ارتبط بنظامي صدام والقذافي فقاما بتمويله. وأنت مع السيسي فأنت وطني حتي النخاع لأنك ثرت علي النظام الإخواني الذي باع أرض الفيروز للأمريكيين مقابل 8 مليارات دولار، واتفق علي التنازل عن أجزاء من سيناء لحماس. بعد أن قرات: المشهد المرتبك في مصر بعد التخبط الحاصل علي مدي 3 سنوات يجعل الأفق غائماً والرؤية ضبابية وكل شيء وعكسه صائباً! أنت وطني لأسباب محددة وأم المفارقات أنها هي نفسها الأسباب التي تجعلك خائنا وعميلا عند الآخرين، ولا أمل في الخروج من هذا الوضع، وهذه الحالة المزرية إلا بشيء واحد فقط، وهو أن يعود إلي المصريين شيء من «ضمير».. في بلد اعترف العالم يوما بأنه شهد ميلاد فجر الضمير!