ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية فى نسختها الإنجليزية خمسة أسباب لفشل صفقة الأسلحة المعلن عنها فى وسائل الإعلام بين مصر وروسيا. ودللت الصحيفة على ذلك من خلال تقرير شهر مايو لمعهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى الذى أكد أنه فى حال صحة تقارير وسائل الإعلام عن مخططات مصر لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "ميج-35"، فإن ذلك يمثل حدثا هاما فى الصورة الاستراتيجية فى الشرق الأوسط، وسيكون علامة أخرى على خفض تدخل الولاياتالمتحدة فى المنطقة". وقال التقرير بالإضافة إلى المنفعة الاقتصادية لصفقة الأسلحة هذه، فإن المصلحة الروسية واضحة فى المجال السياسى الاستراتيجى أيضا، مضيفا انها صفقة تسعى بها روسيا لإعادة تأهيل مكانتها فى الشرق الأوسط التى قوضت بشكل كبير خلال الربيع العربي". ووفقا للتقرير، تسعى روسيا لتحسين العلاقات مع دول المنطقة من خلال العودة إلى "دبلوماسية إمدادات الأسلحة". ولفت التقرير الانتباه إلى خمسة عقبات رئيسية أمام صفقة الطائرات "ميج 35" المقاتلة وهى كالآتي: بداية مازالت الطائرة المقاتلة من طراز "ميج 35" لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج. والعقبة الثانية أنه منذ الثمانينيات قد تحول الجيش المصرى من أنظمة الأسلحة السوفيتية الصنع إلى التكنولوجيا الأمريكية. وقال التقرير: "نظرا لأستمرار استخدام مصر لعدد من الأنظمة الروسية المصنعة – خاصة أنظمة الدفاع الجوى – فإن شراء الطائرات الروسية الحديثة سيتطلب نظاما لوجستيا جديدا منفصلا عن النظام المستخدم للطائرات الأمريكية الصنع" . وأضاف التقرير: "هذا لا يشمل فقط شراء الطائرات، ولكن أيضا أنظمة الأسلحة غير المألوفة الجديدة، ويتطلب كل نظام سلاح صيانة خاصة به ونظام تدريب. وهذا سيحتاج عملية طويلة ومكلفة، ومنطق الشروع فى ذلك أمر مشكوك فيه". أما العقبة الثالثة فهى التشكيك فى إمكانيات مصر المادية واستطاعة تحملها مثل هذه الصفقة الباهظة الثمن. حتى إذا كانت تعتمد فى تمويلها على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فهناك تحفظ من السعوديين بسبب دعم روسيا للرئيس السورى "بشار الأسد". ويبدو أنه من أهم العقبات أيضا عدم استعداد مصر واقعيا لقطع العلاقات والتخلى عن المساعدات الدفاعية الأمريكية وشراء الأسلحة من الولاياتالمتحدة". وأخيرا، لم يتم تأكيد صفقة الأسلحة عن طريق مصادر موثوق بها وهو ما يجعلها مازالت فى علم الغيب.