تواترت الأنباء خلال الأيام الماضية، عن احتمالات وصول فيروس «كورونا» الجديد وإصابة حالات بشرية في مصر وزادت المخاوف لدي المسئولين والمواطنين، لغموض طريقة انتقال العدوي وتناقلت المواقع الاجتماعية معلومات كثيرة حول ظهور المرض وكثافة إصابته بالشرق الأوسط، وثار جدل حول مدي خطورته ووجود لقاح وعلاج لهذا المرض. بدأ ظهور «فيروس كورونا» في المنطقة العربية مؤخراً، وتكمن خطورته في أن أعراضه تشبه الأنفلونزا، تصيب البشر والحيوانات والطيور بأمراض في الجهاز التنفسي تختلف في شدتها من البرد العارض إلي الالتهاب التنفسي الحاد وقد يسبب الوفاة. وسمي الفيروس بهذا الاسم «كورونا» التي تعني التاج، لأنه يبدو تحت المجهر الإلكتروني محاطاً بهالة شبيهة بالتاج، ويتكاثر الفيروس داخل الخلية الحية ثم يخرج إلي سطح الخلية في كميات كبيرة ليهاجم خلايا حية أخري. وأكدت تقارير منظمة الصحة العالمية إصابة 213 حالة منهم 89 حالة وفاة منذ ظهور المرض في نوفمبر 2012 وحتي الآن، والحالات المكتشفة من 11 دولة هي: السعودية وقطر والأردن والإمارات والكويت وعمان وتونس وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا، وتعتبر السعودية الأكثر إصابة بالفيروس فعدد الحالات المبلغ عنها وصل إلى 162 حالة. مصدر رسمي بإدارة الترصد والوبائيات بوزارة الصحة –رفض ذكر اسمه– قال إن الوزارة مستمرة في رفع درجة الاستعداد واليقظة والحذر لتطبيق الخطة الموضوعة في حالة ظهور أيه حالات إصابة بفيروس كورونا. وأوضح: أن خطة الوزارة تتضمن خطوات احترازية منها إجراء الفحوصات والمسوح الطبية لمعرفة المصابين في أماكن المسافرين المزدحمة بالتجمعات البشرية كالمطارات والمواني، سواء العائدون من الخارج أو المعتمرين أو الحجاج، بخاصة الأمهات الحوامل والأطفال وكبار السن والمرضي بأمراض مزمنة مثل السكر والقلب والكبد ونقص المناعة والسرطان. وندعو المواطنين إلى التبليغ عن الحالات المصابة. وأضاف: الفيروس لم يصل إلي حد الوباء حالياً، وأنه لا قيود علي السفر. متلازمة نفسية الدكتورة كوكا سعد الدين، أستاذ الفيروسات والمناعة بكلية طب جامعة الأزهر ومستشارة المناعة ضد الأمراض الفيروسية في منظمة الصحة العالمية سابقاً، قالت: مرض فيروس «كورونا» هو متلازمة تنفسية حادة ووخيمة مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة والتهاب رئوي سفلي شديد يسببه الفيروس، وأطلق عليه مؤخراً «فيروس نوفل كورونا» وهو ليس شديد العدوي، لكن لوحظ زيادة عدد الوفيات من الخارج بمرض الالتهاب الرئوي الذي يتسبب فيه هذا الفيروس الذى يتكون من عائلة كبيرة من الفصائل اكتشفت فى منتصف القرن الماضي، وتبين وجود ست فصائل للفيروس في أنحاء العالم منها: الفصيل السادس الذي اكتشفت أول حالات الإصابة به في السعودية وقطر عام 2012، وسمي الفصيل ب«نوفل كورن» أي كورونا الجديد. وذكرت «كوكا»: أن المرض ينتقل بالعدوى داخل المستشفي بعد الاتصال وجهاً لوجه مع المريض أو من خلال مريض انتقل للإقامة في سرير المريض مصاب بالفيروس بعد إخلائه أو بمشاركة المعدات الطبية المستخدمة بين مريض وآخر مصاب بالفيروس ولا يوجد تطعيم لهذا المرض وقد يسبب الوفاة. الدكتور محمد عبد الرازق، رئيس قسم الباطنة بجامعة قنا، أكد أن المعلومات المتوفرة عن الفيروس استناداً إلي حالات المرض التي شخصت حتي الآن والمنتشرة في غرب وشرق آسيا تؤكد أن المرض لم يصل إلي حد الوباء، ولكن ينصح بمتابعة التبليغ عن الحالات وإجراء المسوح الطبية للحد من الإصابة به. مقترحاً توزيع استمارات استبيان علي العائدين من الخارج والمعتمرين والحجاج في المطارات والمواني، لأن مخاوف ظهور المرض تتزايد في شهري مايو ويونية أي مع بداية عودة المصريين من دول الخليج والسعودية. وعموماً.. الفيروس ينتقل مع الرذاذ من المرضي إلي الأصحاء عن طريق السعال والعطاس، وعن طريق الأيدي الملوثة بالفيروس، والمطمئن نسبياً أنه ليس شديد العدوي، ومن ثم علي وزارة الصحة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة بشأن الاستعداد والاستجابة للمرض، بشكل كافٍ وليس روتينياً، حيث أرجعت نتائج الدراسات العلمية أن مصدر العدوي لهذا الفيروس هو الجمال وكذلك احتمالية أن تكون الخفافيش هى مستودع العدوي لهذا المرض. ودعا الدكتور «عبد الرازق» المواطنين إلى ضرورة إجراء احتياطات احترازية ومنها: الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الازدحام و المرضي الذي يعانون من السعال والعطاس والحفاظ علي نظافة اليدين وارتداء الماسك الطبي وتوفير بيئة صحية والتشديد علي النظافة الشخصية والنظافة العامة. مصدر الفيروس الدكتور أشرف رياض، استشاري أمراض الباطنة بقصر العيني، قال إن فيروس الكورونا الجديد الأكثر تشابهاً للكورونا الموجودة في الخفافيش، ولا يزال يحاول العالم معرفة مصدر الفيروس وكيفية انتشاره، ولكن يجب زيارة الطبيب فوراً إذا ظهرت الحمي أو أعراض الجهاز التنفسي السفلي مثل السعال أو ضيق التنفس. وأوضح «رياض»: أن المصاب بالفيروس يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وسعال وضيق في التنفس مصحوباً بالتهاب في الجهاز التنفسي وقد ينتهي بالتهاب رئوي وهبوط في الكليتين، وهذه الصورة الإكلينيكية مبنية علي المعلومات المتوافرة حالياً عن الفيروس، وقد تتغير الصورة في المستقبل مع تغير طبيعة الفيروس. وحذر من عدم وجود لقاح واق، كما لا يوجد علاج معروف لفيروس كورونا بكل فصائله مثل: أمراض الفيروسات، والعلاج المتبع هو تخفيف وطأة المرض مع بداية الإصابة به والوقاية من حدوث المضاعفات، وذلك بتناول مخففات الحرارة والمسكنات وإعطاء بعض الأدوية التي توقف تكاثر الفيروس أو تمنع الالتهابات الجرثومية أو ترفع من مناعة المريض، وجميعها يجب أن تعطي تحت إشراف طبي.