داهم فى الآونة الأخيرة فيروس "كورونا" المملكة العربية السعودية بشراسة، ليلتهم المرض 81 شخصًا حتى الآن، الأمر الذى تسبب فى إقالة وزير الصحة السعودى لاستمرار ارتفاع الضحايا، أما على الصعيد المصرى، كانت وزارة الصحة قد أعلنت فى بيان لها أن هناك احتمالاً متوقعاً لإصابة حالات بشرية فى مصر بفيروس الكورونا بناءً على الدراسة التى تم تنفيذها بالمركز القومى للبحوث المصرى؛ والتى أثبتت وجود الفيروس فى مصادره المحتملة من الجمال، وكذلك ارتفاع حجم تردد المسافرين من وإلى دول شبه الجزيرة العربية وكذلك المعتمرين والحجاج. ويعتبر فيروس كورونا والذى تم اكتشافه فى 24 سبتمبر 2012 من قبل الدكتور المصرى محمد على زكريا, المتخصص فى علم الفيروسات فى جدة فى السعودية, وهو المعروف باسم سارس السعودى سابقًا, ومن المعروف أن فيروسات كورونا فصيلة كبيرة وتسبب العديد من الأمراض التى تصيب الإنسان والحيوان أيضًا, وقد يصل حدة المرض إلى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. ونفت الأبحاث العلمية وجود أى صلة بين فيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا, إذ أكدت الأبحاث أن فيروس الإنفلونزا ينتمى إلى عائلة فيروسية تختلف تمامًا عن فيروس كورونا, وإن وجد هناك تشابه فى بعض الأعراض الناتجة عن الإصابة بكلا الفيروسين, وظهرت أول حالة وفاة ناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا بالسعودية فى يونيو عام 2012, وإصابة آخر بدولة قطر, وهو الأمر الذى أدى إلى قيام منظمة الصحة العالمية بإصدارها تحذير دولى عن ظهور نوع جديد من فيروسات الكورونا. وفى سياق متصل أكدت مختبرات عالمية أن فيروس كورونا الجديد يشبه إلى حد ما فيروس سارس، ولكنه مع وجود عدد من الاختلافات من أبرزها انخفاض نسبة انتشاره بين الناس، ولكن ارتفاع نسبة الوفيات التى تصل إلى حوالى 50٪ خصوصًا عند كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة, وتعد المملكة العربية السعودية الأكثر إصابة بالفيروس, ووفقًا لآخر الإحصائيات التى نشرتها منظمة الصحة العالمية فى 15 أبريل 2014, أنه تم تشخيص 222 حالة مؤكدة فى العالم، وتوفى منهم 80 شخصًا بسبب إصابته بالفيروس. والجدير بالذكر أن وصلت عدد الإصابات والوفيات من فيروس كورونا الشرق الأوسط, خلال الفترة من أبريل 2012 إلى 19 أبريل 2014 إلى 218 شخصًا، وبلغ تعداد حالات الوفيات إلى 73 حالة, ومن الملاحظ أن ارتفعت نسبة حالات الإصابة فى السعودية بين الذكور لتصل إلى 80%, وأرجح البعض ذلك إلى أن النقاب والزى الإسلامى كان له دور كبيبر فى تقليل نسبة الإصابة بالفيروس, لأنه يحمى انتقال الفيروسات إلى الفم والأنف. وأما عن فيروس كورونا الجديد؛ والذى ظهر مؤخرًا، وخاصة فى المملكة العربية السعودية؛ والتى هاجمها بضراوة فى الفترة الأخيرة، فيرجع ظهوره إلى حدوث تطفيره فى سلالة فيروس كورونا, ومن ثم أصبحت السلالة الجديدة المطفرة قادرة على إصابة الكلى وهى الخاصية غير الموجودة فى فيروسات كورونا الأخرى, ونتيجة لإصابة الإنسان به أصبح الفيروس تحت ضغط مما أدى إلى تكيفه وأصبح الفيروس قادرًا على إصابة الإنسان؛ وبالتالى قدراته الإضافية تمثلت فى القدرة على إصابة خلايا الكلى بدلًا من إصابة الجهاز التنفسى فقط. وقد انتهت بعض الدراسات التى قام بها فريق طبى مشترك من وزارة الصحة السعودية مع جامعة كولومبيا الأميركية ومختبرات "إيكو لاب" الصحية الأميركية, أن الخفافيش هى مصدر الفيروس الأساسى ولكن لم يثبت ذلك بشكل قطعي, إذ تمت الدراسة على 732 عينة من عينات من مخلفات الخفافيش فى المناطق التى سجلت فيها حالات مؤكدة للمرض فى السعودية. وأضافت أن عينة واحدة من خفاش حى آكل للحشرات أظهرت وجود تركيبة جينية مطابقة 100% لفيروس "كورونا الشرق الأوسط" . فيما أظهرت دراسة أخرى أعدها فريق هولندى نُشرت فى دورية "لانست" للأمراض المعدية، أن الإبل وحيدة السنام قد تكون مصدر فيروس كورونا الشرق الأوسط التى تستخدم فى المنطقة من أجل اللحوم والحليب والنقل والسباقات. وتكمن أعراض الإصابة بفيروس الكورونا فى التهاب قناة التنفس العلوية وبأعراض مشابهة للإنفلونزا مثل العطاس، والكحة، وانسداد الجيوب الأنفية، وإفرازات مخاطية من الأنف مع ارتفاع درجة الحرارة، وأيضًا قد يؤدى إلى إصابة حادة فى الجهاز التنفسى السفلي، والالتهاب الرئوي، مع العلم أن فترة حضانة المرض 12 يومًا ومن بعدها تبدأ أعراض المرض فى الظهور. فضلًا عن التأثير على الجهاز التنفسى بشكل عام، فإن فيروس كورونا الشرق الأوسط قد يؤدى إلى فشل الكلى مع احتمال عالى للوفاة خصوصًا لدى المسنين أو من لديهم أمراض مزمنة أو المثبطين مناعيًا، إذ أصيب معظم المرضى بالتهاب رئوي. وظهرت لدى الكثيرين منهم أيضاً أعراض معدية معوية، منها الإسهال، وأصيب بعضهم الآخر بفشل كلوي، وتوفى تقريباً نصف الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، وقد تظهر لدى الأشخاص المنقوصى المناعة أعراض غير عادية للمرض. أما عن طرق انتقال العدوى فإنها تكون عن طريق استنشاق الرذاذ التنفسى من المريض، أو عن طريق الأسطح الملوثة، مثل الوسادات والألحفة وغيرها وتوصى منظمة الصحة العالمية العاملين فى مجال الرعاية الصحية باستخدام الإجراءات الوقائية من الأمراض التنفسية عند الكشف على المصابين بالفيروس.