رغم ما جلبه البترول من أموال جعلت قطر من أغنى دول العالم وأهلتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم بالفعل, أكدت شبكة "بى بى سى" الإخبارية أن تلك الأموال لم تفلح فى جلب السعادة للمجتمع القطرى، بل فاقمت من مشكلاته وجعلت من الاستقرار عملة نادرة فى البلاد. ويؤكد "كلثم الغانم" أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر, أن مع تغير المجتمع والتحضر, تفككت العائلات وحلت ثقافة الاستهلاك فى المجتمع. كما أكدت الشبكة أن حالة الأمراض المجتمعية مثل الاكتئاب وعدم الشعور بالسعادة المنتشرة فى الدوحة نتيجة التغير المفاجئ الذى حل بالبلاد, انعكس على ارتفاع حالات الطلاق ل40% - كما جاء بوسائل الإعلام المحلية. كذلك يعانى ثلثا القطريين من السمنة فى مختلف الفئات العمرية. وأشارت إلى أن توفير التعليم والرعاية الصحية المجانية خلق مشكلات, حيث يشكو خريجو الجامعات من فوز الأجانب والوافدين بأغلب فرص العمل, مما أصاب القطريين بالإحباط. كما أكدت أنه وسط حالة التنمية والتطور التى تمر بها قطر, شيء ما قد فقد, وتففكت على إثره العائلات, التى دوماً ما توكل للمربيات الأجانب بتربية أبنائها, وهو ما زاد من الفجوة الثقافية فى المجتمع. وعلى الصعيد السياسى، أكدت الشبكة على انفصال السياسيين عن المواطنين, وهو ما ظهر فى السعى الشاق – وربما الملتوي - للحصول على استضافة كأس العالم 2022. كما أكدت على المستوى غير المسبوق من فرض الرقابة على وسائل الإعلام. ومع انهيار التحالفات الإقليمية مع السعودية وغيرها من الدول المجاورة، وانتشار الخوف بين القطريين حول تأثير كأس العالم, أشارت إلى أن الحكومة قد تجد نفسها تحت ضغوط ملحة من أجل الإصلاح. لذا, دعا باحث أمريكى فى علم الإنسان لإبداء المزيد من التعاطف مع القطريين بعد أن فقدوا تقريباً كل شىء مهم يملكونه.