شدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما على أن بلاده لا تسعى إلى زيادة وجودها العسكرى فى الفلبين عبر اتفاق التعاون الأمنى الذى وقع اليوم الاثنين فى مانيلا. وقال أوباما - خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الفلبينى بنينو أكينو عقد اليوم الاثنين فى العاصمة الفلبينية مانيلا -: إن الولاياتالمتحدة لا تحاول استعادة قواعدها العسكرية القديمة اواقامة قواعد جديدة بالفلبين، وإنما - بناء على دعوة الجانب الفلبينى - سيتم تناوب أفراد القوات الأمريكية على المنشأت العسكرية الفلبينية للعمل مع القوات الفلبينية من اجل الاستعداد لمجموعة من التحديات من بينها الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى التعاون من أجل تنمية القدرات الدفاعية للفلبين. وأكد أوباما أن الفلبين تعد شريكا رئيسيا للولايات المتحدة لاسيما فى مجالات الأمن البحرى وحرية الملاحة بالنظر إلى موقعها الاستراتيجى فى المنطقة، لافتا إلى أن بلاده ستقف دوما إلى جانب الفلبين فى مساعدتها على تخطى أزماتها لاسيما المتعلقة بالكوارث الطبيعية، ودعمها فى عمليات إعادة الإعمار. وأعلن الرئيس الأمريكى أن بينى بريتزكر وزيرة التجارة الأمريكية ستقوم بزيارة الفلبين فى يونيو المقبل على رأس وفد من رجال الأعمال الأمريكيين لمناقشة فرص إقامة مشاريع مشتركة جديدة بين البلدين. على صعيد منفصل، أعرب أوباما عن تعازية لأسر ضحايا الأعاصير التى ضربت عددا من الولاياتالأمريكية فى وسط وجنوب البلاد وأدت إلى مقتل 12 شخصا على الأقل. بدوره، قال الرئيس الفلبينى بنينو أكينو: إن علاقة الصداقة والشراكة التى تربط بين الفلبين وأمريكا ساهمت فى نمو البلدين وساعدت على توطيد العلاقات بينهما. وأضاف أنه يتفق مع نظيره الأمريكى على ضرورة تسوية النزاعات الإقليمية فى المنطقة بشكل سلمى وبالاستناد الى القوانين الدولية من اجل إحلال الاستقرار والسلام فى المنطقة برمتها. واعرب الرئيس الفلبينى عن امتنانه البالغ للحكومة الامريكية لمساندتها للفلبين خلال فترات اعادة الاعمار بعد الكوارث الطبيعية التى حلت على بلاده فضلا عن دعم الولاياتالمتحدة للمشروعات التنموية فى الفلبين كمشروعات البنى التحتية وتشييد الطرق والتخفيف من حدة الفقر عبر تخصيص منح لمانيلا بلغت قيمتها 434 مليون دولار . جدير بالذكر أن اتفاق التعاون الدفاعى الذى وقع صباح اليوم بين الفلبين وامريكا سيستمر لمدة عشر سنوات، وهى مدة أقصر من التى طلبتها الولاياتالمتحدة فى البداية، الا انه قابل للتجديد بناء على احتياجات أقدم حليفين فى منطقة آسيا والمحيط الهادى. ويسمح الاتفاق العسكرى الجديد للولايات المتحدة بتناوب تشغيل السفن والطائرات والقوات لمدة زمنية أطول من المدة القصوى الحالية التى تبلغ أسبوعين خلال التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، فضلا عن تخزين المعدات والمؤن الإنسانية الأمريكية لمواجهة الكوارث مثل مولدات الكهرباء وأجهزة تنقية المياه والرافعات الشوكية والخيام .