في الوقت الذي يمثل فيه سرطان القولون المستوى الثانى من الإصابة بالسرطانات على مستوى العالم، بدأت نسبة الإصابة به في مصر في التزايد بشكل ملحوظ خلال العشر سنوات الأخيرة، إلا أن الدراسات الحديثة جاءت لتثبت أنه من الأمراض القابلة للشفاء حتى فى المراحل المتأخرة. جاء هذا خلال المؤتمر الطبي الذي عقده عدد من الأطباء المتخصصين فى علاج أورام القولون فى مصر أمس الأحد، معلنين عن "إنشاء أول جمعية مصرية لسرطان القولون"، والذي حظي بعدة اكتشافات علمية حديثة أهمها العلاج الموجه الذى رفع نسب الشفاء من 15% الى 50%، والتحليل البيولوجى الذى يحدد طبيعة علاج المريض ومدى استفادته من العلاج . خطوات العلاج وقد ألقى د. ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام ورئيس مركز علاج الأورام قصر العينى، الضوء مبادئ "إنشاء أول جمعية مصرية لسرطان الجهاز الهضمي والقولون"، ومن أهم أهدافها، الاكتشاف المبكر لأورام وأمراض الجهاز الهضمي، زيادة الوعي الصحي لدى المواطنين ولدى الأطباء الممارسين العموميين في المدن والقرى والنجوع بأعراض ومقدمات الإصابة بهذا المرض. ستعمل الجمعية على تفعيل مبدأ روح الجماعة بين أطباء الأورام، والجراحين، وأخصائي العلاج الإشعاعي، وأخصائي الأشعة العلاجية، فضلا عن أخصائي التغذية، فروشتة علاج أورام الجهاز الهضمي تتضمن، العلاج الكيميائي، ومهدئ وتغذية. وأوضح الدكتور ياسر أن هناك لجنة عليا لعلاج الأورام فى مصر تابعة لوزارة الصحة قد تم تكوينها أخيرا وهى معنية بوضع بروتوكولات وقواعد إرشادية للاكتشاف المبكر والعلاج الحديث، معتمدين على القواعد الإرشادية الأوروبية والأمريكية، وانه تم الاجتماع بوزير الصحة والسكان وأعطى صلاحيات للجنة وسيكون مقرها فى مركز أورام معهد ناصر بغرض توحيد العلاج بين المرضى دون الفرق بين الغنى والفقير، وسيساعد ذلك فى التوصل الى نتائج دقيقة عن الوبائيات فى مصر ونتائج العلاج مما يساعد فى العملية التعليمية ونشر البحوث العلمية والتواصل مع الجهات العلمية العالمية . مميزات سرطان القولون كما ميز الدكتور ياسر سرطان القولون عن بقية أنواع الأورام من حيث استجابته في مراحله المتقدمة للعلاج الكيميائي والموجه، فبعد أن كانت نسبة الشفاء لا تتعدى 5% أصبحت تقترب الآن من 50%. و أشار إلى تأثير الإصابة بسرطان القولون والمستقيم على الحالة الاقتصادية، فنسبة الإصابة تمثل حوالي 10-12% من إجمالي حالات السرطان في مصر، حيث ينتشر المرض بنسبة أعلى لدى الذكور تبلغ 3:1، كما يصيب 30% من المرضى في سن مبكرة (أقل من 45 سنة) . وأضاف انه لا يوجد رقم دقيق في تصنيف دقيق لمرض سرطان القولون ولكن سوف يمكن الحصول على ذلك قريبا بعد ان يتم الانتهاء من البرنامج الاحصائى للسرطان فى مصر الذى بدأ بالفعل. وأوضح أن 25٪ من الحالات المصابة بسرطان القولون تأتى مصاحبة لثانويات، عكس سرطان الرئة مما يؤكد ان فرص الشفاء من سرطان القولون هى الأكبر، وهناك 50٪ من مرضى سرطان القولون سوف يصابوا بثانويات. لافتا النظر إلى أن مرض سرطان القولون هو الوحيد الذى يبدأ الطبيب بعلاجه بهدف الشفاء التام، ويعود ذلك الى العلاج الكيميائي الحديث الموجه، ف 15٪ من الحالات المصابة بثانويات وخاصة الكبد كانت قابلة للشفاء والجراحة ما بعد العلاج الكيميائي، ومع استحداث أدوية بيولوجية جديدة زادت نسب الشفاء من 15 الى 50٪ شفاء كامل. عوامل الإصابة من جانبها، أوضحت الدكتورة ابتسام سعد الدين أستاذ علاج الأورام والطب النووي، أن من أهم العوامل التي قد تؤدي للإصابة بسرطان القولون، الاعتماد على الوجبات السريعة، التقليل من الوجبات الطازجة والخضروات والفاكهة، السمنة، التدخين، عدم ممارسة الرياضة، التعرض للضغوط، ونسبة قليلة من المصابين بأمراض عضوية في القولون، أو الوراثة. وأوضحت الدكتورة ابتسام، أن ممارسات بسيطة جدا تقينا بإذن الله من الإصابة بهذا المرض، منها الاعتماد على الفواكه والخضروات الطازجة، وتوعية المزارعين بترشيد استخدام المبيدات أثناء الزراعة، التي أصبح لا يمكن الاستغناء عنها بشرط الاستخدام المقنن والصحيح. وسائل الاكتشاف المبكر من جانبها قالت الدكتورة وفاء المتناوى أستاذ الباثولوجى قصر العينى جامعة القاهرة، إن العلاج الكيميائي الموجه لمرضى سرطان القولون المنتشر أو المتقدم يعتمد على بيولوجيا الورم وليس المريض فقط، ولقد تم استحداث تحليلات بيولوجية حديثة تعرف ب " كيراس " وبناء علي إيجابية هذا التحليل أو سلبيته يتحدد العلاج بالأدوية الموجهة ومدى الاستفادة منها . كما أكدت دكتورة وفاء على وجود أكثر من طريقة حديثة للكشف المبكر عن سرطان القولون، كالمنظار، أو التحليل الجيني، للكشف عن أي زوائد في القولون لا تسبب مشاكل إلا أنها قد تتسبب في الإصابة بهذا المرض مع الإهمال وعدم الاكتشاف المبكر لها. أما فيما يتعلق بالتحليل البيولوجى فلم يعمم حتى الآن إلا فى المراكز الطبية الخاصة وبعض الحالات بالمعهد القومى للأورام، لذا فلا بد من إدراك أهمية هذا التحليل حيث يحدد الخطة العلاجية لمريض سرطان القولون، موضحة أن المطالبة بتعميمه تعتمد على تكاليف تتراوح مابين 800 الى 1000 جنيه، فى المراكز الخاصة ويمكن خفض السعر فى حالة استخدامه من قبل وزارة الصحة. وأضاف الدكتور مصطفى الصيرفى أستاذ علاج الأورام بمعهد الأورام أن علاج سرطان القولون يعتمد على الجراحة أساسا، والعلاج الاشعاعى لسرطان المستقيم، ويلى ذلك العلاج الكيميائي فى بعض حالات سرطان القولون، كما يمكن إعطاء العلاج الكيميائي لبعض الحالات التى لديها انتشار للأورام فينكمش الورم ويتم استئصال العضو. مشيرا الى أنه حدثت طفرة فى علاج سرطان القولون فى الفترة الأخيرة فقد أثبتت الدراسات العالمية أن استخدام الأدوية الموجهة الحديثة يساعد على إيقاف نمو وتضخم الورم، وبالتالى يمكن استئصال ورم القولون وكذلك الأورام الثانوية بالكبد جراحيا. أعراض سرطان القولون والمستقيم وأوضح الدكتور علاء قنديل أستاذ علاج الأورام بجامعة الإسكندرية أن سرطان القولون يحدث إما على جدار سليم أو نتيجة تحورات في زوائد قولونية نتيجة استعداد جيني للمواد المسرطنة، ومع زيادة نمو الورم في القولون يبدأ في الانتشار من خلال الجدار أولا ثم إلى الغدد الليمفاوية وبالتالي الدم، ومن هنا يحدث الانتشار في الكبد والرئة. وأشار الى أن أعراض سرطان القولون والمستقيم تتشابه في المراحل المبكرة مع أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، وهناك علامات عند ظهورها يجب طلب نصيحة الطبيب فورا ومنها التغيير في عادات الجهاز الهضمي فمثلا شخص حدث له إسهال ثم إمساك أو العكس لفترات تصل الى شهر، وجود دم من الشرج، انتفاخ في البطن غير مستجيب للعلاج التقليدي، أما في الحالات المتأخرة تكون هي أعراض المكان الذي انتشر فيه الورم مثل تضخم في الكبد أو ظهور صفراء الكبد أو ضيق في التنفس. من جانبه، تناول الدكتور طارق هاشم أستاذ علاج الأورام جامعة المنوفية الفئات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والتي تدور حول التاريخ العائلي أو الشخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأورام الحميدة، والتعرض المتكرر لالتهابات الأمعاء، نمط الحياة، كما يرتبط سرطان القولون والمستقيم بالإفراط فى تناول المشروبات الكحولية، ومرضى السكر من النوع الثاني .