رغم مرور 32 عاماً علي تحرير أرض سيناء الغالية بعد ملاحم رائعة في الحرب والسلام. إلا ان هذه البقعة الغالية التي شهدت أروع صور التضحيات بالروح والدم. وتجاهلتها السينما المصرية ومازالت بعيدة تماماً عن خيال السينمائيين يعبر عن سيناء وتحريرها. والأفلام الوطنية بصفة عامة قليلة للغاية وأبرزها فيلما «الطريق إلي إيلات» ويوم الكرامة وهما فيلمان يعبران فقط عن غرق المدمرة إيلات عام 1967. إلي جانب ذلك هناك بعض الأفلام تناولت الجاسوسية، منها «إعدام ميت وبئر الخيانة، ناصر 56، وأيام السادات» وما دون ذلك لا توجد أفلام وطنية وقد تحدثنا في هذا الأمر مع المخرج الكبير علي عبدالخالق صاحب النصيب الأكبر من إخراج الأفلام الوطنية منها: «أغنية علي الممر، ويوم الكرامة، وإعدام ميت، وبئر الخيانة، والكافير»، ومسلسل «البوابة الثانية». قال: للأسف الشديد سيناء بشكل عام علي الهامش منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. والأفلام التي تم إنتاجها عقب نصر أكتوبر 73. تم إنتاجها بمجهود شخصي يشكر عليه أصحاب هذه الأفلام. من هذه الأفلام «بدور» والرصاصة لاتزال في جيبي، والوفاء العظيم، والعمر لحظة». وللأسف الشديد تعثرت العديد من المشروعات السينمائية والدرامية في السنوات الماضية. ولي شخصياً أكثر من تجربة في هذا المجال، منها مسلسل بعنوان: «أشباح» كتب ولم يصور وهو في صوت القاهرة منذ عهد الراحل مدحت زكي الرئيس الأسبق للشركة. حيث عرضت عليه هذا العمل وكان وهو من تأليف إبراهيم مسعود، وتناول بطولات أفراد من المخابرات الحربية، كونوا ما يسمي بمنظمة سيناء. هذه التجربة كانت تقوم بعمليات داخل تل أبيب، ونجحت في بث الذعر داخل المجتمع الإسرائيلي وللأسف الشديد واجه هذا العمل العديد من الصعوبات في حقبة التسعينات حالت دون إنتاجه. وقبيل ثورة يناير 2011 انتهي الكاتب الصحفي الكبير صلاح قبضايا من كتابة فيلم «حدث في أكتوبر» حيث كان الرئيس الأسبق مبارك قد دعا لإنتاج فيلم يعبر عن العبور العظيم. وهذا الفيلم تناول الفترة من أكتوبر 72 حتي أكتوبر 73. وهذه الفترة مليئة بالأسرار التي ربما لا يعلمها الكثيرون. وحدث خلاف بيني وبين الراحل ممدوح الليثي حيث كانت يرغب في تغيير اسم العمل بعنوان: «كيف بدأت الضربة الجوية». وكان من السهل التغلب علي هذا الأمر. وخروج المشروع إلي النور. ومع قيام ثورة يناير أصبح من الصعب إنتاجه ولأننا لم نكن نستطيع تجاهل دور الفريق حسني مبارك. في قيادة القوات الجوية في أكتوبر 1973. وفي عهد المجلس العسكري، أكد لي اللواء إسماعيل عثمان عضو المجلس العسكري أن الجيش يتولي بنفسه إنتاج فيلم أو أكثر من نصر أكتوبر. ومازلنا ننتظر. وهناك العديد من المشروعات لم يكتب لها الظهور منها تكليف الراحل أسامة أنور عكاشة بكتابة فيلم عن الصبور. في التسعينيات من القرن الماضي وتصدي لهذا العمل الصحفي الكبير إبراهيم الذي قال في حملته الصحفية كيف يتولي كاتب لا يحب السادات كتابة فيلم عن نصر أكتوبر. وقال عبدالخالق أتمني في الفترة المقبلة ان تتولي الدولة إنتاج أكثر من فيلم عن نصر أكتوبر والبطولات علي أرض سيناء. والأعمال موجودة كما قلت كل ما في الأمر هو خروج أمر التصوير. وفي العصر الجديد أتمني أن تنظر الدولة بشكل أكبر للفن والسينما. ودورها في التعبير عن مشاكل المجتمع، بعيداً عن الإسفاف السينمائي في المرحلة الحالية.