طالب رئيس مجلس الأمن والسلم الافريقى «بول لولو بولس»، بعدم إرسال بعثة من الاتحاد الافريقى لمراقبة الانتخابات الرئاسية بمصر، والمقررة يومى 26 و27 مايو المقبل. جاء ذلك فى تعميم سرى وزعه رئيس المجلس، يرفض فيه مبدأ المشاركة فى الانتخابات، وتعد التوصية مخالفة لما قالته مؤخرًا دلامينى زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقى، بأنه «سيتم إلغاء تعليق عضوية مصر بالاتحاد الافريقى عندما ينتخب المصريون حكومتهم». كما تخالف المطالبة تصريحات ألفا عمر كونارى، رئيس الوفد الافريقى المعنى بالأزمة المصرية، والتى قال فيها: «ليس فى وسع الاتحاد الافريقى إلا أن يثق فى الشعب المصرى الذى قام بثورة 25 يناير، وثورة 30 يونية 2013»، وأضاف كونارى، أنه يجب استئناف الاضطلاع بجميع الأنشطة بطريقة طبيعية فى ظل احترام القانون والحريات، فى إشارة لأنشطة مصر فى الاتحاد الافريقى. كان مجلس الأمن والسلم الافريقى قد جمد أنشطة مصر فى الاتحاد الافريقى فى 5 يوليو الماضى، عقب قيام الجيش بالاستجابة للتظاهرات الشعبية المطالبة، بعزل الرئيس السابق محمد مرسى إثر احتجاجات شعبية ضد حكمه، ومجلس الأمن والسلم الافريقى هو المسئول عن اصدار هذه القرارات داخل الاتحاد الافريقى، غير أنه ليس بالضرورة أن يأخذ المجلس بتوصية رئيسه. وأرجع «بولس» وهو دبلوماسى نيجيرى ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس توصيته إلى أن ترشح المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع السابق، لرئاسة مصر، مخالفًا ميثاق الاتحاد الافريقى، ويأتى تعميم رئيس مجلس الأمن والسلم الافريقى قبيل اجتماعات المجلس، الذى سيستمع إلى تقرير لجنة حكماء افريقيا والخاصة بمصر، برئاسة «ألفا عمر كونارى»، الرئيس المالى السابق، والتى ستقدم تقريرًا حول نتائج زيارتها الأخيرة للقاهرة. وكان المجلس قد قرر من قبل تعليق عضوية مدغشقر بالاتحاد، كما رفض تولى أندرى راجولينا، المدعوم من الجيش، رئاسة البلاد، فى 2009، واضطرت مدغشقر إلى إجراء الانتخابات الرئاسية وتم اختيار «راجاونار يمامبيانينا» نهاية العام 2013 لتسجّل بذلك عودة تدريجية نحو النظام الدستورى، ورفع الاتحاد الافريقى، مطلع مارس الماضى، تعليق عضويتها، بعد تولى الرئيس الجديد السلطة. ويتكون مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقى من 15 دولة، 10 منها غير دائمة العضوية، ويتم انتخابها بشكل دورى حسب التقسيم الجغرافى للقارة، وال10 الحاليين تم انتخابهم فى يناير الماضى ويستمرون لمدة سنة وهم: شرق افريقيا (إثيوبيا – تنزانيا)، غرب افريقيا (جامبيا – غانا – النيجر)، وسط افريقيا (بورندى – تشاد)، شمال افريقيا (ليبيا- تم انتخابها بدلًا من مصر)، جنوب القارة (جنوب افريقيا - نامبيا). وهناك 5 دول أخرى «دائمة العضوية»، ويتم انتخابها كل 3 سنوات، وهى حاليًا: إقليم الوسط (غينيا الاستوائية)، إقليم الشرق (أوغندا)، إقليم الشمال (الجزائر)، وإقليم الجنوب (موزمبيق)، بالإضافة إلى (نيجيريا) التى ترأس الدورة الحالية للمجلس وتمثل إقليم الغرب.