خلال الأسبوع الماضى جرت حوارات كثيرة بينى وبين مصريين فى الخارج ... كل الحوارات أفزعتنى... كل الكلمات أدخلت القلق على قلبى ... لكن معظمها دفعنى للتفكير فى حل ... لكن ما الحكاية؟ ... من حقك أن تسأل ... ومن واجبى أن أجيب ... ولكى أنقل صورة واضحة أقول إن الحوارات دارت بينى وبين مصريين يعيشون فى الخارج منذ سنوات ... ومعظمهم من المسلمين ... ورغم أننى لا أفرق بين المصريين بسبب الدين ... فالكل مصرى ... تربى على هذه الأرض ... وأكل مما ينتجه طينها ... وشرب من هذه المياه ... إلا أن هذه الملحوظة مهمة فى سياق الحدث ... ودلالات الحوار ... والحديث كان عن مصر ... وما يحدث فيها ... وما يفعله بعض أبنائها ... فى معظم أبنائها. والحقيقة أن ما أفزعنى أن الجميع لا يملك صورة حقيقية لما يحدث فى وطنه الأم ... رغم أنهم يعيشون فى دول مختلفة ... بعضهم فى أمريكا ... والآخر فى أوروبا ... وقليل منهم فى استراليا واليابان ... والقاسم المشترك أنهم تغربوا عن مصر تحت وطأة البحث عن فرص أفضل للحياة ... أو بحثا عن فرص دراسية أحسن ... وسواء من حقق منهم نجاحاً فى مجالات لم يسافر من أجلها ... أو من نجح فيما سافر له ... كانوا جميعا مجمعين على معرفة أخبار مصر من وسائل الإعلام الغربية ... ومعظمهم يعتمد على ما تكتبه صحف أجنبية ... أو على قنوات أمريكية وانجليزية متحيزة ضد ما تشهده مصر من تغيرات ... وأحداث... أو وسائل إعلام أخرى إلا أنها جميعا غير مصرية ... ولا تتحدث لغة مطمئنة ... ولا تقدم صورا حقيقية ... وساهمت جميعها فى رسم صورة مشوهة لما يحدث فى مصر. أخذنى قلقى إلى قنوات التليفزيون المصرى... زادت صدمتى ... وقلقى ... وشعرت أننا بلا جهاز إعلامى يقدم صورة ما يحدث فى مصر للخارج ... إعلامنا مشغول بأن يشرح للداخل ولا يخاطب الخارج ... قنوات التليفزيون المصرى مجندة للدفاع عن اقتراح الوزيرة بميثاق الشرف ... ولا تدافع عن مصر ... ترسم صورة درية ولا ترسم صورة خضرة ... حتى قنواتنا الموجهة تخاطب الداخل ولا تستهدف العالم الخارجى ... نشرات الأخبار فى القنوات الانجليزية مجرد ترجمات لنشرات القنوات العربية ... الفكر غائب ... والتوجه مفقود ... والفلسفة عقيمة ... والاستراتيجية جامدة والعقول غبية. يجب أن يعرف القائمون على إعلامنا المسموع والمقروء أن نصف معركتنا الحالية إعلامية ... وأن جهود وزير الخارجية فى حاجة إلى جهاز إعلام يساندها ... وجهاز الإعلام الغائب عن الدفاع عن مصر لانشغاله بالدفاع عن ميثاق شرف درية شرف لا يصلح فى مرحلتنا الحالية... وكنا كثيراً ما نهاجم التليفزيون المصرى لأنه يتحدث فقط عن الحزب الحاكم ... أما اليوم فقد أدخلوا على دوره تطويرا جديدا ... وأصبح لا يتحدث إلا عن الست ... ومقترحاتها ... وجهودها. ارحمونا ... وارحموا مصر من سياسات الهواة. Email: