أعلنت محافظة أسوان اليوم التوصل إلى اتفاق لإبرام هدنة بين طرفى النزاع قبيلتى "الدابودية" و"بنى هلال"، والتى أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة 40 آخرين على مدار الأيام الثلاثة الماضية. جاء اتفاق الهدنة بمباركة من محافظ أسوان مصطفى يسرى صاحب الدعوة، وبجهود من أجاويد وعواقل كبار العائلات العربية الأسوانية، حيث تحدد الهدنة - التى لا تقل عن 3 أيام من الآن- اتفاقا غير مشروطا بين الجانبين لوقف الاحتراب والاقتال بينهم والحملات الإعلامية المتبادلة وإطلاق سراح كل من تم القبض عليه من قبل الأمن من شباب القبيلتين باستثناء المتهمين فى قضايا جنائية. كما تنص الهدنة على حصر المشكلة فى مجال التنازع بين القبيلتين فقط دون امتدادها إلى باقى المناطق أو الأطراف الأخرى، مع عدم قيام أى طرف بقطع الطرق أو عمل أكمنة للتفتيش وتجنب حدوث أى أعمال تؤدى إلى زيادة حالة الاحتقان والاحتكاك، مع سرعة تقديم المتهمين المتورطين فى أحداث العنف والقتل إلى العدالة تحقيقا للأمن وتفعيل سيادة القانون على الجميع. وتضمن الاتفاق أيضا سرعة دفن الجثامين من الجانبين بعد تصريح النيابة العامة بذلك، وأيضًا بدء لجنة تقصى الحقائق فى أعمالها للوقوف على أسباب الأحداث، مع الحصر الفورى لكافة التلفيات والخسائر سواء كانت فى المنازل أو المحال أو العربات أو المواشى. وأشاد محافظ أسوان بحكمة قيادات القبيلتين لاحتواء الخلاف وحقن الدماء، وخاصة أنهم أهل جوار ولديهم ارتباط ومصالح مشتركة، لافتًا إلى أن تدخل العقلاء وقيادات وعواقل القبائل العربية ساهمت بشكل فعال فى تقريب وجهات النظر ووأد الفتنة التى حاولت أطراف خارجية تأجيجها وتضخيمها خاصة فى ظل انزعاج كافة مؤسسات الدولة من تطور الأحداث وعلى رأسها فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء. وفى سياق متصل، كثف رجال الأمن جهودهم لدعم فريق من كبار القبائل والعائلات ومشايخ الأزهر والأوقاف وعدد من الشخصيات البارزة فى الصعيد من لجان المصالحات وحكام الدم لإقناع الطرفين بالجنوح للسلم والتخلى عن السلاح وروح الانتقام وتحقيق القصاص بالأحكام العرفية التى ستصدر من اللجان التى تشرف على عملها القوات المسلحة والشرطة.