تبلغ المفارقات قمتها والمهازل ذروتها حينما يتكرر ويتصاعد الخطأ بنفس الوتيرة وعليها وفى إصرار بأن يتعمد بعض مقدمى البرامج على القنوات الفضائية استضافة مجموعة من الشباب المُسْتَفِزِّين للناس والمُستَفَزَين من نفس الناس كرد فعل لأفعالهم وأقوالهم!.. أولئك الذين يصنفون ويصفون أنفسهم بالثوار أو بالنشطاء السياسيين أو ما شاكل ذلك من مسميات سيئة السمعة تحت قناع حقوق الإنسان وهم دائمًا أو غالبًا ما يدعون أنهم يمثلون الشعب أو الغالبية من جماهيره وأنهم يعملون وينشطون لصالحه بينما هم يسعون لتحقيق أهداف أيديولوجية لهم ولمن يسخرونهم ومع ذلك فهم جد قليلون وهم يعلمون ذلك بالقطع!، ولكنهم يظنون أنه بالصوت العالى والشوشرة المستمرة يكتسبون أرضًا ويستميلون جمهورًا!.. ينطبق عليهم ما جاء بمحكم التنزيل فى سورة الشعراء (إن هؤلاء لشرذمة قليلون) صدق رب العزة تقدست أسماؤه وآلاؤه.. أكرر ما سبق أن أبديته هؤلاء وأمثالهم ستطالهم حتمًا يد العدالة بما أضمروه وخططوا له مع أعداء ضالعين فى محاولة تحطيم أركان الدولة. ولعل ما ذكره السيد اللواء أسعد حمدى وكيل جهاز المخابرات الأسبق للأستاذ نصر القفاص على برنامجه فى 19/3/2014 من أنه تم صرف مليارات الدولارات لهدم مصر يعنى أن بالمحروسة عيون وعقول تبصر وتعي!.. ولهؤلاء الذين أفرج عنهم فى يوم 24/3/2014 بكفالة عشرة آلاف جنيه مرددين أنهم مكملون أقول لهم.. إن غدًا لناظره قريب وفيه سيرى الظالمون لمصر وللمصريين أى منقلب ينقلبون وأنهم إلى ساحات القضاء سيعرضون بإذن الله حتمًا مقضيًا!.. مرة أخرى.. يالها من مسميات سيئة السمعة فى سرابيل شباب التيار الثوري.. نشطاء حقوق الإنسان.. نشطاء سياسيين.. شباب الثورة.. القوى الثورية.. ائتلاف الثوار.. مسميات رنانة شكلًا والشر المستطير موضوعًا!.. فى عموده كلمات حرة بأهرام 26/2/2014 تحت عنوان شكرًا د. ببلاوى جاء فى نهايته هذا السطر (.. أما فيما يتعلق ببقاء النظام الجديد فقد كُتب الدستور الجديد فى عهده، ولكن فى عهده أيضًا وُضع قانون التظاهر المرفوض من قوى الثورة والذى دافع عنه الببلاوى كثيرًا..) لعمرى ما أدرى استحقاق مفهومه للعدل فى مسمى «المرفوض من قوى الثورة!».. لماذا هذه القوى–كما يراها أو يريد أن يراها هكذا–كاتب المقال–ثورية؟!.. وهل حقًا هى قوى ثورية أم قوى فوضوية هدامة؟!.. وهل لازمها أو تلازمت هى مع مواقف دولية مخابراتية أم هى لا هذا ولا ذاك وإنما مجموعات مدفوعة تحاول أن تكون دافعة للفوضى التى يصنفها البعض بالخلاقة!!.. وهنا نقول ولحساب من؟؟.. أما الأستاذ سيد على فى عموده بأهرام 27/2/2014 تحت عنوان (الناصريون فى فخ الأخوان) متضمنًا عبارة مقدمتها صحيحة وتاليتها مريبة وهاكم نصها: (... ذلك أن المشروع القومى كان ابن زمنه الإقليمى والعالمى ويحسب للرجل على الأقل فضل اجتهاده وإعلاء مشروع الكبرياء الوطنى ولا يستطيع أى أحد أن يزايد على شرف الرجل ووطنيته وإخلاصه الشديد لأمته هو ورفاقه، غير أن تجار الناصرية ما خيروا بين أمرين إلاَّ واختاروا أسوأ هما...).. ولعل البعض وأراهم الكثرة يعجبون أشد العجب من تقييمه–أ. سيد على–لا رؤيته فحسب للأمور فهو يرى أن عبد الناصر، فى حد ذاته وشخصه، شيء والناصريون شيء آخر وهذه مغالطة فجة فعبد الناصر بما أقدم عليه ما كان ينبغى أن يمر دون محاكمة، كررنا هذا الأمر مرارًا فى أكثر من مقال مدعمًا بالأسانيد والأسباب إن ما أقدم عليه وقام به وحرض عليه كان إثمًا عظيمًا!، وعن رأيه فى الناصريين الآن فقد لا يكون عليه ثمة خلاف أو اختلاف كبير بين المصريين من وجهة نظرنا.. أيضًا.. ولكن أكان فيما دُفع إليه أو اندفع فيه عبد الناصر إذلالًا أو إعلاءً للكبرياء الوطني؟!.. هل يعلم أ. سيد على ماذا فعل الإسرائيليون بالأسرى المصريين فى 67؟!.. إنه فعل وحديث تقشعر منه وفيه الأبدان.. وباختصار فإن المشروع القومى كان فعلًا وقولًا ابن زمانه ولكن فى عهد الوفد وحكوماته وزعمائه.. زمن الحرية والعدالة الاجتماعية بمفهومها الصحيح.. مازلنا نكرر بالوفد تحديدًا وباقى الأحزاب بالتبعية تمديدًا.. إن فاروق وليس عبد الناصر هو من أثارها!.. أما ما جاء عن الإخلاص الشديد لعبد الناصر ورفاقه للأمة المصرية، فالرد عليه ما ذكره علنًا ونصًا الزعيم الخالد عن كيفية جمعه للبعض منهم!!!... لا أطيل ولا أزيد ولا أريد.. عبد الناصر مسئول مسئولية صريحة عن فصل شمال الوادى عن جنوبه–الدولة المصرية دولة وادى النيل ومسئولية ضمنية عن فصل شمال السودان عن جنونه!.. وفى نهاية المقال أشير إلى ما أبداه أ. أسامة كمال لضيف برنامجه أ. عبد اللطيف المناوى فى حلقة أول مارس 2014 على قناة القاهرة والناس على صورة سؤال نصه 25 يناير ثورة أم مؤامرة؟! أجاب الضيف عليه على ثلاثة مقاطع خلاصتها–مع استنكاره لصيغة السؤال!–إنه لا يراها ثورة ولا مؤامرة!.. والحقيقة أنه راوغ فى الإجابة ولكن يحمد له على الأقل أنه لم يصفها أو يراها بثورة تجريدًا وتحديدًا ولكن الإجابة العلمية أنها لم تكن ثورة لعديد من الأسباب التى ترتكز عليها الثورات مهما تعددت أشكالها وأوصافها.. قولًا واحدًا إن كثيرًا ممن أثاروها ولا أقول رموزها ستطولهم يد العدالة قريبًا وإن ظنه البعض بعيدًا!!!.. الأستاذان أسامة كمال وعبد اللطيف المناوى ما جاء بحديثكما عن مقارنة 23/7/1952 بثورة 30/6/2013 غير وارد لأن الشعب كان فى حالة تيه وإذعان تحت ضغط المفاجأة والمبادأة.. مرة أخرى لأن من تصدى لحملها كان الفريق أركان حرب محمد نجيب.. لا يمكن مقارنة ما حدث فى 52 بما حدث فى ثورة يونيو 2013.. لا يمكن مقارنة الطين بالذهب.. والسلام على من أتبع الهدى..