رغم اختلافنا حول أداء السفير ناصر حمدي رئيس هيئة تنشيط السياحة، إلا أننا نرفض إنهاء خدمته «انتدابه» بهذا الشكل، وكان علي وزير السياحة أن يقوم باستدعائه والاتفاق معه علي الخروج بشكل مشرف بدلا من إهانته «وهو بمثابة نائب وزير» بالتصريح للصحف أنه سيتم الإعلان عن خلو منصب رئيس هيئة تنشيط السياحة، وكان علي الوزير أن يتعامل معه وفقا للأعراف والتقاليد الدبلوماسية. رغم أسفنا الشديد لما تعرضت له السائحة الإنجليزية من اغتصابها بأحد فنادق شرم الشيخ إلا أن القرار الذي أصدره وزير السياحة بإغلاق الفندق جاء بالصدمة لباقي العاملين بالفندق فما ذنبهم وما ذنب المستثمر صاحب الفندق من ارتكاب فرد تلك الجريمة.. فهل لو حدث تحرش في مصنع أو جامعة أو مدرسة أو أي شركة حكومية أو مطار هل سيتم إغلاقها؟ أم أن المصري درجة «ترسو» في بلده ولكن عندما تحدث لأجنبي الدنيا «تولع» وهل لأن السيدة إنجليزية يحدث ذلك.. فالتحرش يحدث في أماكن كثيرة وفي أوروبا وأمريكا، وحتي إذا أثبتت التحقيقات أن الاغتصاب مؤكد حاسبوا المتهم حتي اذا وصل الحكم عليه بالإعدام.. ولكن لا أغلق الفندق، فمجرد إغلاقه هو اعتراف رسمي بالواقعة. سياسة التعامل مع المشاكل بالاستجداء واسترضاء الأجانب بشكل يمتهن الكرامة الوطنية ويمتهن كرامة مصر. نترقب للمرة العاشرة تصريح وزير السياحة بأنه سيجري تغييرات في المكاتب الخارجية مما يتيح الفرصة لشباب هيئة تنشيط السياحة لأخذ دورهم في تمثيل مصر بالخارج بدلا من الوجوه التي عفي عليها الزمن. مجهود مشكور من غرفة شركات السياحة أن تفكر في مضاعفة أعداد السائحين من أي سوق سياحي ولكن قبل كل شيء لابد من مضاعفة عدد مقاعد النقل الجوي أو الطيران المتاح.. لابد من مضاعفة عدد رحلات الطيران لأنه من الخطأ التفكير في خلق طلب علي مصر دون وجود مقاعد تستوعب طاقة النقل الجوي بين هذا السوق ومصر حتي تأتي الجهود بنتائج فعلية واقعية.