واجه الجيش الأميركي في العراق خلال يونيو أعنف الأشهر الدموية منذ ثلاثة أعوام وذلك بعد تعرضه لسلسلة من الهجمات نفذتها ميليشيات شيعية مدعومة من إيران تعارض بقاءه بعد الموعد المحدد لانسحابه بنهاية العام. فمنذ مطلع الشهر الجاري قتل 14 جنديا أميركيا، ما يجعل يونيو الشهر الأفدح بالنسبة للقوات الأميركية منذ الشهر ذاته عام 2008، حينما قتل 23 جنديا أميركيا. ولا يزال الجنود الأميركيون المتمركزون في العراق مطالبين بالانسحاب بنهاية العام الجاري، لكن واشنطن تمارس ضغوطا على بغداد لإبقاء بعضا من قواتها بعد عام 2011. وقال رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي الذي عاد الاربعاء من واشنطن في كل لقاءاتي مع المسؤولين الاميركيين ابدوا رغبتهم ان يكون لهم وجود عسكري بعد عام 2011، لكنهم يقولون لابد من موافقة من الجانب العراقي. وكان بيان للجيش الاميركي قد اعلن الخميس ان ثلاثة جنود قتلوا الاربعاء في جنوب العراق. ونقل البيان عن المتحدثة باسم الجيش الاميركي قولها نؤكد مقتل الجنود الثلاثة في عملية عدائية. يشار الى ان الجيش الاميركي انهى رسميا مشاركته القتالية منذ سبتمبر الماضي حيث انسحب الى داخل قواعده. وكانت اعنف الهجمات تلك التي وقعت في السادس من الشهر الجاري حيث جرى هجوم بالصواريخ على قاعدة الوفاء في منطقة البلديات ما اسفر عن مقتل خمسة جنود. وتبنت كتائب حزب الله في العراق والتي تشرف عليها ايران الهجوم. وقال بيان على موقعها الالكتروني ان دوريات الاحتلال ما زالت تدنس ارضنا وكأن العراق بلد لا رجال فيه. لذا قررنا تدمير معسكر الاحتلال في منطقة البلديات بضربة قاصمة بسلاح الاشتر في اشارة الى اسم الصواريخ المستخدمة في الهجوم. واضاف البيان قتلنا وجرحنا بهذه الضربة العشرات من جنوده. وقال المتحدث باسم القوات الاميركية الميجور جنرال جيفري بوكانن ان المجاميع الشيعية المدعومة من ايران باتت تصعد اعمال العنف ضد قواتنا وضد اهداف اخرى. واضاف شهدنا تصاعد هذه الهجمات في جميع انحاء البلاد، لكنها تركزت في بغداد والمحافظات الجنوبية وتنفذها ثلاثة مجاميع هي كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق ولواء اليوم الموعود. واضاف بوكانن المجاميع الثلاثة مدعومة من قبل ايران. ويرتبط لواء اليوم الموعود بشكل مباشر بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يعيش في ايران للسنوات الاربعة الماضية. فيما انبثقت المجموعتان الاخريان عن جيش المهدي والذي دخل في حروب متكررة مع القوات الاميركية في 2004 و2008 والذي صنف من قبل البنتاجون بانه التهديد الرئيسي للاستقرار في العراق. واعلنت مجموعة من انصار الصدر الاسبوع الماضي استعدادها تنفيذ هجمات انتحارية ضد القوات الاميركية، كما هدد هو شخصيا برفع التجميد عن جيش المهدي اذا بقت القوات الاميركية بعد الجدول الزمني المقرر لها.