تعيش مدينة كفر الدوار أسوأ فترات تاريخها الطويل، حيث افتقدت البنية الأساسية وضاعت الخدمات، ومن يقوده حظه العثر الحضور الي المدينة قد يعتقد أننا عدنا الي عصور الظلام والجاهلية بعد انهيار الطرق التي أصبحت لا تصلح لسير الأفراد والسيارات وكذلك تحولت الشوارع الي أسواق عشوائية بعد أن افترشها الباعة الجائلون، وكذلك انتشار المئات من السيارات التي لا تحمل لوحات معدنية وأقام أصحابها العديد من المواقف. وتفتقد المدينة الي النظافة بعد انتشار تلال القمامة في جميع الأنحاء حتي وصلت الي ديوان الوحدة المحلية، ويستخدم الأهالي المعديات للتنقل من البر الشرقي الي البر الغربي لترعة المحمودية والتي تفتقد وسائل الأمان بعد إغلاق الكوبري العلوي للمشاة بحجة إعادة ترميمه وعدم صلاحية الكوبري الملاحي للعبور بعد أن تحول الي مكان للباعة الجائلين وكذلك الانهيارات المتعددة للكوبري العائم الذي لا يمر عليه أكثر من شهر حتي يسقط داخل المياه. «الوفد» تجولت بين شوارع المدينة التي اكتست بالحزن بعد أن طالتها يد الإهمال واللامبالاة وكأنها تعيش في عصور الجاهلية وأصبحت تحتاج الي تدخل عاجل لإعادة المدينة الي سابق عهدها قبل فوات الأوان. شوارع المدينة تحولت الي حفر ومطبات بعد انهيار الطبقة الأسفلتية خاصة شوارع الجيش والجمهورية وعزيز المصري والمحكمة والحدائق وأحمد عرابي وبورسعيد وجلال الدسوقي حيث يصعب سير السيارات بعد توقف أعمال الرصف وعمليات الحفر المتكررة لإصلاح أعطال شبكة الصرف الصحي التي تشهد أعطالا شبه يومية ولا يتم إعادة الشيء لأصله عقب عمليات الإصلاح، كما سيطر الباعة علي العديد من الشوارع المهمة والحيوية بالمدينة وافترشوها ببضائعهم من ملابس جاهزة وأوان منزلية وأحذية والخضراوات والفاكهة وكذلك الخردة والأجهزة الكهربائية المستعملة وأدوات السباكة والأبواب والشبابيك ومنعوا دخول السيارات تلك الشوارع مما أصاب المدينة بأزمة مرورية حادة، وكذلك عدم وصول المرضي الي عيادات الأطباء مما أصاب الأهالي بحالة من الاستياء الشديد بسبب صعوبة الوصول الي منازلهم وكذلك التلاميذ الي مدارسهم، فضلا عن انتظار الكارثة في حالة وقوع حريق لن تتمكن سيارات الإطفاء من الوصول الي النيران إلا بعد ساعات طويلة تلتهم فيها النيران المزيد من الأرواح والمنازل. واستغل السائقون غياب المسئولين عن المتابعة وقاموا بتحويل العديد من الشوارع والميادين الي مواقف عشوائية لسيارات الأجرة التي لا تحمل لوحات معدنية في الوقت الذي توقف فيه العمل داخل موقف السعرانية الذي تم تجهيزه علي أعلي مستوي وتكلف مئات الآلاف من الجنيهات من خزينة الدولة وأصبحت خرابة تنعق فيها الغربان وهو مثال واقعي لإهدار المال العام. في الوقت الذي تحولت فيه مواقف سيارات عزيز المصري التي تضم مواقف الاسكندرية والعامرية والقاهرة ودمنهور، الي بحيرة من مياه الصرف الصحي ويقوم السائقون بوضع العروق الخشبية والطوب والحجارة للوصول الي السيارات في غياب تام من المسئولين بمجلس المدينة. ويتكرر الأمر نفسه في مجمع مواقف شارع المحكمة، الذي يضم موقف الأحياء الداخلية بالمدينة، بالإضافة الي شرق الإسكندرية والعوايد الذي يفتقر الي تواجد مظلات تحمي الركاب والسائقين من الأمطار الغزيرة شتاء والشمس الحارقة في فصل الصيف وكذلك عدم رصف أرضية الموقف وافتقاده لوجود حمامات في الوقت الذي يقوم فيه السائقون بسداد قيمة الكارتة التي تصل الي مبالغ إجمالية مئات الآلاف من الجنيهات الشهرية دون أن يحصلوا علي الخدمات المستحقة، ويتساءل السائقون أين تذهب هذه الأموال كل شهر؟ كما تعاني المدينة من تلال القمامة التي انتشرت في جميع الشوارع سواء رئيسية أو جانبية حتي وصلت الي مبني ديوان عام مجلس المدينة وتحولت الي أماكن تجمع الحيوانات الضالة والحشرات التي أصبحت تهاجم الأهالي فضلا عن الروائح الكريهة والأدخنة المتصاعدة التي تسبب العديد من الأمراض للأهالي خاصة الأطفال مع قدوم فصل الصيف. وفي مظهر غير حضاري لايزال الأهالي يستخدمون المعديات عبر ترعة المحمودية للانتقال بين شطري المدينة بعد توقف الكوبري العلوي للمشاة منذ ثلاث سنوات بحجة إعادة ترميمه، وكذلك عدم صلاحية الكوبري الملاحي للعبور بعد انتشار الباعة الجائلين عليه والأعطال المتكررة للكوبري العائم أمام ديوان عام مجلس المدينة والذي لا يتحمل كثافة مرور المواطنين ويغوص في المياه هو ما يحدث كثيرا وبعدها تصاب المدينة بالشلل التام وتنقسم الي شطرين لا رابط بينهما.