أعلن الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ان بلاده قررت سحب قواتها من شبه جزيرة القرم. وقال تورتشينوف خلال اجتماع مع رؤساء الكتل النيابية ان لجنة الامن القومي والدفاع توصلت الى قرار بتوجيه تعليمات الى وزارة الدفاع للقيام بعملية اعادة انتشار للوحدات العسكرية المتمركزة في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي. وتابع ان الحكومة تلقت التعليمات بتأمين المساكن لعائلات الجنود ولأي شخص اجبر على ترك منزله بسبب الضغط والعدوان الذي تمارسه قوات الجيش الروسي المحتلة. ويشير اعلان تورتشينوف الى تغيير في موقف السلطات الاوكرانية التي كانت سمحت في الماضي للعسكريين باستخدام اسلحتهم للدفاع عن قواعدهم في القرم التي تحتلها القوات الروسية منذ اكثر من ثلاثة اسابيع. ويأتي هذا التطور بعد اقل من شهر على حصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تفويض باستخدام القوة بعد الاطاحة بالرئيس الاوكراني المقرب من روسيا فيكتور ياكونوفيتش في 22 فبراير الماضي. وسيطرت القوات الروسية والميليشيات الموالية لها أمس ايضا على القاعدة البحرية الاوكرانية في ميناء فيودوسيا في شرق القرم. وقال الرئيس الاوكراني «بالرغم من الخسائر الفادحة، فان الجنود الاوكرانيين في كييف قاموا بواجباتهم». واضاف «المهم انهم منحوا القوات العسكرية الاوكرانية الوقت لتحضير دفاعاتها، ولوضع الجيش في حالة تأهب للقتال، والبدء بتعبئة عسكرية محدودة». وأوضح المتحدث باسم القوات الاوكرانية في القرم فلاديسلاف سيليزنيف على صفحته في موقع فيسبوك ان القوات الروسية هاجمت القاعدة بمدرعات خفيفة ومروحيات وسمع اطلاق نار، مضيفا انه بعد ساعتين غادرت القاعدة 3 شاحنات تنقل الجنود الاوكرانيين موثوقي الايدي. ولم ترد اي معلومات حول ما اذا كانت وحدة مشاة البحرية في القوات الاوكرانية قاومت القوات الروسية في فيودوسيا. واقر وزير الدفاع الاوكراني ايجور تنيوخ بان الوضع معقد في القرم، مضيفا ان سفنا تم اعتراضها ومن ثم السيطرة عليها من قبل الروس مع ان كل القادة صدر لهم الامر باستخدام السلاح. وتظاهر آلاف من الاوكرانيين أمس الأول في ساحة الميدان بكييف للتعبير عن تخوفهم من تكرار روسيا عملية القرم في شرق أوكرانيا. وتحدث أمامهم الامين العام لمجلس الامن الوطني والدفاع الاوكراني اندريي باروبي، محذرا من ان القوات الروسية مستعدة لمهاجمة أوكرانيا في اي وقت، قائلاً ان هدف بوتين ليس القرم وانما أوكرانيا كلها. وتابع «قواته المحتشدة على الحدود جاهزة لشن هجوم في اي وقت. يمكن المحتل عبور الحدود كل يوم. في مخيلة بوتين المريضة، على أوكرانيا ان تكون جزءا من روسيا». أكدت وزارة الدفاع الروسية انها تحترم الاتفاقات المتعلقة بعديد القوات في المناطق الحدودية مع أوكرانيا. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن نائب وزير الدفاع اناتولي انطونوف ان وزارة الدفاع الروسية تحترم كل الاتفاقات الدولية في شأن حد عدد القوات في المناطق الحدودية مع أوكرانيا، موضحاً ان هذه المسألة أُثيرت مرارا خلال محادثات هاتفية بين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ونظيره الامريكي تشاك هاجل ووزير الدفاع الاوكراني ايجور تينيوك.