تحتفل مصر والقوات المسلحة، غدًا الأحد، بيوم الشهيد والمحارب القديم، تخليدًا لذكرى شهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الواجب الوطنى, حيث تم إعلان يوم 9 مارس عام 1969 يومًا للشهيد، إحياء لذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أثناء إشرافه على تنفيذ خطة تدمير خط بارليف, وفى وقت اشتداد المعركة انهالت عليه نيران العدو الاسرائيلى، ونتيجة تساقط هذه النيران انفجرت إحدى طلقات المدفعية والشظايا القاتلة وتفريغ الهواء بجواره؛ فتوفى عبد المنعم رياض متأثرًا بجروحه بعد 32 عامًا قضاها فى خدمة الجيش. ولد الفريق محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله فى قرية «سبرباى» إحدى ضواحى مدينة طنطا محافظة الغربية فى 22 أكتوبر 1919، ونزحت أسرته من الفيوم، وكان جده عبد الله طه على الرزيقى من أعيان الفيوم، وكان والده القائم مقام (رتبة عقيد حاليًا) محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، والتى تخرج على يديه الكثيرون من قادة المؤسسة العسكرية. فى طفولته درس فى كُتاب القرية، وتدرج فى التعليم حتى حصوله على الثانوية العامة من مدرسة الخديوى إسماعيل, وبعد انتهاء دراسته بالمدرسة الخديوية، التحق "رياض" بكلية الطب بناء على رغبة أسرته, ولكنه بعد عامين التحق بالكلية الحربية التى كان متعلقًا بها منذ طفولته. فى عام 1938 تخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم ثان, وفى عام 1941 أُلحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات فى المنطقة الغربية، حيث اشترك فى الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا, وفى عام 1744حصل على شهاده الماجستير فى العلوم العسكرية، وكان ترتيبه الأول, وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز فى انجلترا عامى1945، 1946, وكان يجيد عدة لغات منها "الإنجليزية واالفرنسية والألمانية والروسية). وحصل "رياض" على العديد من الأنواط والأوسمة، أهمها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ووسام نجمة الشرف، ووسام الجدارة الذهبى، كما حصل على تكريم من بعض الدول العربية على رأسها الأردنولبنان، حيث منحته الأردن وسام الكوكب الأردنى من الطبقة الأولى، بالإضافة إلى حصوله على وسام الأرز الوطنى بدرجة ضابط كبير من لبنان. تنبأ رياض بما تشهده الدول العربية من ضعف وانحدار فى هذه الفترة، وأشار إلى تطلع أمريكا لنهب ثروات العرب من خلال مقولته التى ألقاها لجنوده منذ 30عامًا حين قال: "إن بترول أمريكا سوف يبدأ فى النفاذ، وستطوق إلى بترول العراق خلال 30 عام تقريبًا". لم تنسَ مصر دور أبنائها الأوفياء ممن دفعوا أرواحهم فداء لهذا الوطن، ولم يكن لها أن تتناسى شهيد الكرامة والوطن "عبدالمنعم رياض"؛ فقامت بإطلاق اسمه على أكبر ميادين مصر فى وسط البلد بميدان التحرير، ووضع نصب تذكارى له بالميدان، بالإضافة إلى اعتبار يوم استشهاده يومًا تحتفل به مصر كعيد للشهيد.