انتقد هنرى كسنجر وزير الخارجية الأمريكى السابق المنهج الذى تتبعه كل من روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية فى أزمة أوكرانيا، معتبراً أنه لا يساعد فى إنهاء الأزمة. وطرح 4 أفكار لعلاج أزمة أوكرانيا. واستنكر "كسنجر"، فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست"، طريقة طرح الأزمة الأوكرانية باعتبارها مواجهة حول ما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الشرق أو الغرب، مضيفاً: "الواقع هو أنه إذا استطاعت أوكرانيا البقاء بعد هذه الأزمة، فيجب ألا تكون مع جانب ضد الآخر، بل ينبغى أن تكون جسرا بين الجانبين". ومضى قائلاً: "يجب على الغرب أن يفهم أن أوكرانيا ليست مجرد دولة أجنبية بالنسبة لروسيا، فقد كانت أوكرانيا جزءاً من روسيا لعدة قرون لذلك فهناك تشابك فى تاريخهم منذ زمن بعيد"، مضيفاً: "عدد كبير من المعارك الهامة التى خاضتها روسيا من أجل حريتها بدأت بمعركة بولتافا عام 1709 التى كانت على الأراضى الأوكرانية". واستطرد قائلاً: "الاتحاد الأوروبى يجب أن يعترف بأن التوسع فى البيروقراطية والتبعية للعنصر الاستراتيجى فى السياسة المحلية فى التفاوض حول علاقة أوكرانيا بأوروبا ساهمت فى تحويل عملية التفاوض إلى أزمة، على الرغم من أن السياسة الخارجية هى فن تحديد الأولويات". وشدد "كسنجر" – فى سياق مقاله – على أهمية تعاون الجانبين الأمريكى والأوكرانى وأهمية السعى نحو مصالحة وليس الهيمنة، مضيفاً: "إن روسيا والغرب لم يعملوا على ترسيخ هذا المبدأ، بل أدى تعامل الجانبين إلى زيادة الموقف سوءاً". ورأى "كسنجر" أن روسيا لن تكون قادرة على فرض الحل العسكرى دون عزل نفسها فى الوقت الذى تشهد فيه حدودها مخاطر عديدة؛ أما بالنسبة للغرب، فإن شيطنة الرئيس "فلاديمير بوتين" ليست سياسة، بل هى ذريعة لعدم وجود طرف من الأطراف. وقال "كسنجر"، أيضاً، يجب أن يدرك "بوتين أنه مهما كانت شكواه، فإن سياسة الإملاءات العسكرية من شأنها أن تعيد إنتاج الحرب الباردة؛ على الجانب الآخر، فإن الولاياتالمتحدة يجب أن تتجنب معاملة روسيا باعتبارها شاذة". واقترج "كسنجر" أربع أفكار تتوافق – من وجهة نظره – مع القيم والمصالح الأمنية لجميع الأطراف وهى؛ أولاً: ينبغى أن تتمتع أوكرانيا بالحرية فى اختيار العلاقات السياسية والاقتصادية مع من تريد، بما فى ذلك مع أوروبا، ثانياً، يجب ألاّ تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلنطى" الناتو"، ثالثاً، أوكرانيا حرة فى تكوين حكومة تتوافق مع الإرادة التى عبر عنها الشعب، رابعاً، ينبغى أن تكون العلاقة بين أوكرانيا وشبة جزيرة القرم قائمة على أسس أقل توترا وتحقيقاً لذلك ينبغى أن تعترف روسيا بسيادة أوكرانيا على القرم.