أستطيع أن أستخلص البرنامج الانتخابى للمشير عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسى من كلمته فى حفل انتهاء فترة الاعداد العسكرى لطلبة الكليات العسكرية أمس الأول، وهى ترقى إلى مستوى البرنامج الانتخابى المتكامل الذى يستحق التفاف المصريين حوله لتحقيق الاستقرار والتقدم لمصر عن طريق تكاتف الجيش والشعب والشرطة. يؤمن السيسى بدولة المؤسسات التى لا يستطيع ان يحكمها فرد بمفرده، وكشف عن درايته بكافة المشاكل المتراكمة منذ عشرات السنين والظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، ويعرف حل هذه المشاكل ولكن عن طريق تكاتف كل أبنائها، وأن أى شخص يختاره الشعب رئيسًا لن يستطيع أن يفعل شيئًا، ولابد أن تكون المسئولية مشتركة بينه وين الشعب فى ظل وجود حكومة قوية وبرلمان يراقب ويمثل كافة التيارات. ودعا السيسى إلى أهمية العمل والانتاج ووقف الاضرابات، وقال إن مصر لا يمكن أن تستمر فى تلقى المساعدات من الاشقاء، ولايقبل المصريون على كرامتهم أن يظلوا عالة على أحد من أجل استقرار قرارهم، وقال السيسى إنه اتخذ قراره بالتدرج فى إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية بعد تأكده من رغبة عدد كبير من المصريين فى ترشحه، وأنه كفرد فى المجتمع يحب بلده، ويحب المصريين فلن يدير لهم ظهره، وأن قراره النهائى بالترشح يؤكد اطمئنانه على ترتيب بيت وزارة الدفاع من الداخل فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها الوطن واقتضت القيود والظروف الصعبة أن يتمهل فى اتخاذ القرار، وانه كان عليه التزام أدبى نحو المؤسسة العسكرية لابد أن يؤديه، وأن يستأذن فى الانصراف لتلبية رغبة الشعب الذى حمله المسئولية التى لن يستطيع القيام بها إلا من خلال تضافر كل أبناء الوطن. كما يؤكد السيسى فى برنامجه الذى كشفته كلمته أن ما حدث يوم 30 يونية ليس انقلابًا قامت بعد القوات المسلحة ضد حكم الإخوان كما يزعمون، ولكنه قرار اتخذه الشعب بعد أن رفع الإخوان شعار يا نحكمكم يا نقتلكم، ورفض مرسى كل محاولات تصحيح الأوضاع واصراره على تحويل الخلاف السياسى إلى دينى انحاز الجيش للشعب فى تقرير مصيره، ولن يكون هناك تصالح مع الجماعة الإرهابية التى تلوثت أيديها بالدماء البريئة، قبل القصاص العادل للشهداء، واعتراف هذه الجماعة بأن ما حدث ثورة وليس انقلابًا ويحاكم كل المدانين أمام القضاء العادل. كما يؤمن السيسى بحق الشعب فى الاحتجاج على الحاكم الذى يقدم وعودًا براقة لا تحقق، ولذلك فإن برنامجه سيعتمد على مصارحة الشعب بالمشاكل المتراكمة منذ ثلاثين عامًا، ولن يضحك على الشعب بأنه سوف يحل هذه المشاكل عن طريق العصا السحرية، وسيطالب الشعب بأن يتحمل معه المسئولية ووضع الحلول المتدرجة لها والبدء بعودة الأمن، ومناقشة قضية العدالة الاجتماعية، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وضبط السوق. كما سيعمل السيسى على إعادة مصر إلى مكانتها الدولية وإقامة علاقات متوازنة على أساس الندية والتعاون المشترك، ولم الشمل العربى، وستكون لحقوق الانسان المصرى مساحة كبيرة عند السيسى واحترام سيادة القانون وتطبيقه على الجميع بدون استثناء، ومحاسبة المقصرين وقطع رقبة الفساد. وسيضع السيسى خارطة طريق يلتزم بها فى حل المشاكل المزمنة مثل المرور والنظافة والوقود، وستكون هناك مراجعة لكافة القوانين للقضاء على العشوائية واصدار القوانين المطلوبة لتنفيذ الدستور الجديد، ووضع خطط جذب الاستثمارات وتنشيط السياحة، وحل مشاكل المصريين فى الخارج وربطهم بالوطن. السيسى هو اختيار شعب لقائد أنقذه من عصابة إرهابية، فطالبه بأن يكمل واجبه فى إدارة مشتركة لشئون البلاد تؤسس لدولة قانون ديمقراطية.