قررت ميشيل باتشمان التى فازت بمقعد فى البرلمان عن ولاية مينيسوتا خوض الانتخابات الرئاسية القادمة فى 2012 ومعركة الحصول على ترشيح الحزب الجمهورى فى هذا الأمر لتتجاوز طموحات نائبة ألاسكا السابقة سارة بالين التى رشحت كنائب فقط للرئيس الأمريكى. ولم تكن ميشيل معروفة كثيرا لدى العامة مثلما كانت سارة بالين لكنها ذاع صيتها فجأة خلال المناظرات التلفزيونية التى أجريت فى 13 يونيو الحالى بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة عندما أكدت على الهواء أن باراك أوباما رئيسا لمدة واحدة فقط. وتبلغ ميشيل من العمر 55 عاما وتعتبر أول إمرأة تعلن عن ترشحها لسباق الرئاسة فى انتخابات 2012 وهى متزمتة دينيا ومحافظة جدا وتمثل الجناح المتطرف فى الحزب الجمهورى وخاصة بين نسائه وجعلت من خفض الحد الحكومى تخصصها المفضل. واعتبرت ميشيل أن الأزمة المالية العالمية تمثل هولوكوست بالنسبة للأمريكيين مما جعل الحزب الجمهورى ذاته يتردد فى ترشيحها. وأوضحت صحيفة لو فيجارو الفرنسية أن استطلاعات الرأى الأمريكية أكدت حصول ميشيل على 22% من جملة أصوات الجمهوريين للترشح للرئاسة فى مقابل 23% لمنافسها ميت رومنى . وأوضحت مجلة نوفيل أوبزرفاتور أن ميشيل تمتلك العيون النارية وردودها ذات كلمات قاتلة . ومنذ أن بدأت حملتها الانتخابية للرئاسة الأمريكية وتعليقاتها تشعل النيران وتجتذب عشاق إطلاق النيران على الأوضاع السياسية الذى دفعهم للتبرع لحملتها فورا . وأشعلت تصريحاتها ولقاءاتها الإعلامية الإعلام والجمهور . ولا ينافسها سوى ميت رومنى الذى لا يحقق إنجازا فعليا على مدى الحملات الانتخابية يمثل أضعف قائد طوال التاريخ السياسى المعاصر بالرغم مما يحققه فى استطلاعات الرأى الأولى . منذ عام 1952 واستطلاعات الرأى تحدد المرشح المختار قبل بداية الانتخابات ب18 شهرا على الأقل لكن هذا العام أثبتت استطلاعات الرأى أن 87% من الأصوات الناخبة لم تحدد بعد المرشح الذى ستختاره. انتخبت مشيل نائبة عن ولاية مينيسوتا وأنشأت لجنة حفلة الشاى فى مجلس النواب. وأكدت سارة بالين التى رشحت عام 2008 لمنصب نائب الرئيس صداقتها القوية مع ميشيل، فالاثنتين تتحدثان لغة واحدة خاصة فيما يتعلق بالدين والمحافظة والالتزام الدينى والأسرى . الاختلاف أن سارة بالين تحظى بشهرة واسعة منذ ترشحها وأصبحت من أشهر مقدمات البرامج الواقعية والتوك شو خاصة بعد تعاقدها مع شبكة فوكس الإخبارية . واستقالت من منصبها واشترت منزلا فى أريزونا وقدمت عدة برامج تناقش مشاكل الأسرة بالرغم من نشر مشاكلها الأسرية علنا واضطرارها الهروب من الصحفيين . ولم تحدد سارة ما إذا كانت ستضحى بالملايين من أجل خوض الانتخابات الرئاسية أم لا خاصة مع رفض 40% من الناخبين الجمهوريين لها. كما أن شعبيتها انخفضت حيث لا يفضلها 60% من الناخبين. أما ميشيل باتشمان فقد أثار رأيها فى زواج الشواذ وتبنيهم أطفال جدلا فهى ترى أن طفل الشواذ سيرى الشذوذ طبيعى ويسعى لتحقيقه بدلا من ممارسة الحياة الطبيعية . وعلقت على زيارة باراك أوباما إلى الهند بأن الرحلة تكلف دافعى الضرائب 200 مليون دولار يوميا، واعتبرت أن عملية التصحر والاحتباس الحرارى وسيلة لتغيير نمط حياة الأمريكيين لخفض إنتاج أشياء تنتجها الأرض بشكل طبيعى ! . انتخبت ميشيل فى نوفمبر الماضى للمرة الثانية وأصبحت زعيمة أكثر من 60 نائبا فى الكونجرس فى لجنة حفل الشاى وتطالب بالمركز الرابع فى التسلسل الهرمى لحزب الجمهوريين فى مجلس النواب. وأصبحت الممثل الرسمى لأمريكا الحقيقية فى رحلات النواب الخارجية، وبالنسبة للعامة بالين تمثل الإحساس والغريزة، أما ميشيل فهى النظام والانضباط. الترشيحات النهائية قد لاتنصف باراك أوباما ففى ولاية أيوا حيث ولدت ستحقق ميشيل نتائج طيبة وعلى المستوى الإقليمى فمنافسها تيم باولانتى لقمة سائغة فى يديها وسوف تسحقه ميشيل سريعا ويمكن سارة بالين أن تحقق إنجازا طيبا فى هذه المنطقة المتقلبة ومع ذلك تمثل ولاية أيوا مقياسا مناسبا . وفى نيوهامبشاير ستعانى ميشيل وسارة للفوز بالأصوات. أما فى الولايات الجنوبية ستتقدم إحداهما على الأخرى. فى الأوقات العادية كانت الاثنتان تفشلان ولكن مع أمريكا المقيدة والمهانة والغاضبة والراغبة فى تجاوز الكثير من الأوضاع المتأزمة وشديدة الخطورة فإن فرص سارة بالين وميشيل باتشمان كبيرة فى أن تكونا وجها لوجه فى التصفيات الأخيرة للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2011- 2012 مما يجعل الولاياتالمتحدة والعالم فى موقف لا يحسد عليه.