تنشر "بوابة الوفد" التقرير النهائى الذى أعده المجلس القومى لحقوق الإنسان واستعرض اليوم بمؤتمر صحفى بأحد فنادق القاهرة وسط حضور إعلامى على المستوى الدولى والمحلى وحضور كافة أعضاء المجلس. وتلا ناصر أمين, عضو المجلس، ملامح التقرير حيث أكد أن التقرير استعرض الانتهاكات التى رصدتها البعثة الخاصة بالمجلس وفقًا لما توصلت إليه من معلومات وشهادات حية وتسجيلات فيديو تلقتها اللجنة، وحددت مسئولية الأطراف عنها، وخصص التقرير عددًا من المحاور الرئيسية، أبرزها: رؤية حول الأحداث، والانتهاكات التى وقعت أثناء الاعتصام، وأثناء فضه، والتوصيات، وموقف المنظمات والهيئات المحلية والدولية، وتجارب بعض الدول فى فض الاعتصامات، مثل تركيا، إسبانيا، بريطانيا، اليونان، أستراليا، البرازيل، والولايات المتحدةالأمريكية، ومواقف الدول العربية من الاعتصام وفضه. وتابع أمين :استعرض التقرير أحداث يوم الفض بأنه بدأ فى السادسة صباحًا بتحرك قوات الأمن إلى المناطق المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وإغلاق شارعى يوسف عباس والطيران بالأسلاك الشائكة، وإحاطة كل مخارج الميدان بالتمركز على طريق النصر أمام جامعة الأزهر، وفى الجهة الأخرى بين مبنى طيبة مول، وميدان الساعة، وفى شارع الطيران عند مبنى هيئة التأمين الصحى فى اتجاه شارع مصطفى النحاس، وفى الجهة المقابلة بعد مدخل شارع صلاح سالم، وحددت طريق النصر من ميدان رابعة فى اتجاه النصب التذكارى ممرًا آمنًا لخروج المعتصمين. وفيما يلى نص تقرير تقصى الحقائق: أولا الإنتھاكات المرتكبة التى صاحبت الاعتصام وعملیة فضھ - 1 الإنتھاكات التى ارتكبت أثناء فض الإعتصام : - 1 1 القتل خارج إطار القانون - وثق التقریر وكذا الشھادات ،وقوع بعض الجرائم التى أودت بحیاة بعض المواطنین الذین تواجدوا لأسباب مختلفة باعتصامى رابعة العدویة والنھضة ، وغالبا ما كانت أسباب حالات القتل ناتجة عن تعذیب او إستعمال القسوة وهو ما تعززه شھادات الناجیین من التعذیب داخل الاعتصام ، حیث وردت الى مصلحة الطب الشرعى المصرى فى تواریخ متفرقة سابقة على تاریخ فض الاعتصام عدد من الجثامیین وصل لعدد6 حالات بمحیط اعتصام رابعة العدویة وحالتین بحدیقة الاورمان داخل اعتصام النھضة ، وثلاثة حالات فى مقلب قمامة بمنطقة العمرانیة ، لیكون إجمالى حالات القتل 11 حالة جمیعھا تعزى سبب الوفاة الى تعرض الضحایا الى تعذیب شدید أودى بحیاتھم بحسب تقریر مصلحة الطب الشرعٮى، وهو الأمر الذى یعد انتھاكا صارخا للحق فى الحیاة ، المحمى بموجب العھد الدولى للحقوق المدنیة والسیاسیة ، والذى ینص صراحة على حق الانسان فى الا یحرم من حیاتھ تعسفیا، وكذا اعتبار ذلك فعلا مجرما بموجب أحكام قانون العقوبات المصرى . 2 1 التعذیب واستعمال القسوة - وفقاُ لشھاد ات اطل عت اللجنة عل یھا ، تعرض بعض ا لمواطن ین ا لذى تو اجدو ا داخل أو بمحیط اعتصام رابعة العداویة لأسباب مختلفة ، لحالات تعذیب واستعمال قسوة من قبل المجموعات التى كانت تتولى تأمین الاعتصام ، حیث كان یتم اقتیاد الضحایا الى أماكن غیر معلومة داخل الاعتصام یعتقد بأنھ خصصت لذلك ،یتم بداخلھا التحقیق مع الضحیة للشك فى علاقتھا بأجھزة الأمن أو كونھا مدفوعة من قبلھا ، وقد تعرض الضحایا للضرب المبرح بوسائط مختلفة خلفت آثار تعذیب أثبتت فى بعض المحاضر الرسمیة المحررة للناجیین ، وهو الأمر الذى یعد انتھاكا صارخا للحق فى السلامة الجسدیة وحق الانسان فى عدم التعرض للتعذیب أو استعمال القسوة وفقا لاحكام العھد الدولى للحقوق المدنیة والسیاسیة ووفقا لأحكام الاتفاقیة الدولیة لمناهضة التعذیب ، فى حین أن تلك الافعال لا تمثل تعذیبا وفقا لاحكام القانون المصرى لأنھا صدرت من غیر الموظفیین المكلفین بالخدمة العامة ، وینظر الیھا بإعتبارها جرائم ضرب أو استعمال القسوة . وهو مایدعو المشرع المصرى الى ضرورة مراجعة النصوص العقابیة المتعلقة بتعریف التعذیب وفقا للاتفاقیة الدولیة لمناهضة التعذیب. 3 1 الاحتجاز القسرى والقبض غیر القانونى : - تعرض العدید من المواطنین لحالات القبض من قبل ادارة الاعتصام ، سواء لاسباب التحقیق من قبل مجموعات تأمین الاعتصام على النحو سالف الذكر ، أو ضد بعض الاشخاص الذین كانوا یقدمون خدمات للاعتصام أو قیامھم بأعمال معیشیة معینة أجبروا على تسلیم هویاتھم الشخصیة لشل قدرتھم على التحرك الا بمعرفة مجموعات تأمین الاعتصام، وهو ما یمثل احتجازا تعسفیا مخالفا للقانون، لا یجب أن تمارسھ الا السلطات العامة وفقا لقانون یمنحھا ذلك الاختصاص، وهى جمیعا أعمالا تمثل اعتداء على حق الانسان فى الا یقبض علیھ أحد الا بقانون ومن قبل سلطات مخول لھا ذلك، وكذا تمثل اعتداء على الحق فى الحریة والتنقل ، وهو مایمثل انتھاكا لاحكام العھد الدولى للحقوق المدنیة والسیاسیة وكذا أحكام القانون المصرى . 4 1 استغلال الأطفال فى الصراعات السیاسیة: - استخدمت جماعة الاخوان المسلمین ومؤیدیھا الأطفال في الصراع السیاسي مع معارضیھم، بأن قاموا بالحشد الجبرى للاطفال داخل اعتصام رابعة العداویة، فقاموا بتنظیم مسیرات نموذجیة مكونھ من مجموعة من الأطفال استقدموا من دور رعایة اطفال تابعة لھم تحمل لافتات "أطفال ضد الانقلاب" وشارك فیھا عدد من الأطفال لا تتعدى أعمارهم العاشرة وهم یرتدون الأكفان البیضاء ( شعار یرمز الى الموت)، رافعین لافتات "شھید تحت الطلب"، وهو ما یعد انتھاكا صریحا لاحكام الاتفاقیة الدولیة لحمایة حقوق الطفل، والتى تحظر وبشكل مطلق استخدام الاطفال او استغلالھم فى أیة صراعات سیاسیة أو عسكریة، كما انھا تحظراستخدام الاطفال فى أعمال تتنافى مع طبیعتھم وادراكھم، وهو ما یخالف القانون المصرى، خاصة نص المادة 291 من قانون الطفل التي تمنع استغلال الأطفال بأى صورة، والمادة 64 من قانون الاتجار البشر لعام 2010 التي تحظر الاستغلال السیاسي للأطفال ،وتلقینھم خطاب ًا سیاسی ًّ ا بھدف استما لة أطر اف أخرى. 5 1 حمل المدنیین للسلاح داخل الاعتصام: - وثقت اللجنة عبر تقاریر منظمات مصریة وبعض الشھادات ، أن اعداد من الأسلحة شوهدت داخل الاعتصام، وهو أمر فضلا عن كونھ فعلا مجرما ینفى عن الاعتصام صفة السلمیة، الا أنھ یشكل تھدیدا خطیرا لارواح المعتصمین السلمیین الذین لم یتصل علمھم بوجود أسلحة وذخائر داخل الاعتصام ، ویمثل انتھاكا لحق التجمع السلمى المحمى بموجب المادة 21 من العھد الدولى للحقوق المدنیة والسیاسیة ، الذى یحظر استخدام الاسلحة أو حملھا وسط تجمعات المدنیین بغض النظرعن تكییف طبیعة الصراع السیاسى. 6 1 التحریض على العنف والحض على الكراهیة . - وثقت اللجنة عبر مشاهداتھا للعادید من المقاطع الفیلمیة المصورة، لبعض المتحدثین عبر منصة الاعتصام تضمنت كلماتھم العدید من العبارات التى تحرض على العنف والقتال والاستشھاد ، كما تضمنت بعض تلك المقاطع الاستعراضات شبة العسكریة التى كان یمارسھا بعض العناصر داخل الاعتصام ، بالاضافة لتناول العدید من الكلمات خطاب یدعو للتمییز على أساس الدین وإهانة بعض الرموز الدینیة الاسلامیة والمسیحیة. بما یمكن وصفھ بالحض على الكراهیة. وعلى المقابل رصدت اللجنة ممارسة ذات الخطاب الذى یحرض على العنف والكراهیة ضد المعتصمین دون تمییز عبر بعض القنوات الفضائیة وبعض وسائل الاعلام، وهى أعم ال تمثل ان تھ اكاً لأحكام العھد الدولى للحقوق الم دنیة والسیاسیة و الاتفاقیات الدو لیة المناهضة لكافة أشكال التمییز . 2 الإنتھاكات التى تمت أثناء فض الإعتصام : - 1 2 عدم امھال المعتصمین السلمیین فرصة كافیة لمغادرة الإعتصام : - بدأت عملیة الفض فى تمام الساعة السابعة صباحا بعد أن وجھت قوات الأ من نداءً الى المعتصمین بالإجلاء من مكان الاعتصام، وحددت لھم شارع النصر كممر آمن لھم، الا انھا لم تمھل المعتصمین السلمیین وقتا كافیا للإ جلاء بعیدًا عن مكان الأحداث ، حیث استمر الانذار لمدة 25 دقیقة فقط ، ومما زاد الأمر تعقیدا أن قوات الأمن كانت قد استعدت فعلیا لفض الاعتصام وكانت على موضع تماس مع الخطوط الأمامیة لتواجد المعتصمین، مما أسفر عن وقوع اشتباكات بین المعتصمیین والقوات حالت دون إمكانیة خروج العدید من المعتصمین الراغبین فى المغادرة السلمیة من الوصول الى ذلك بطریقة آمنة، وكان من الأحرى أن یتم الاعلان عن عملیة الفض قبل البدء فى تنفیذه بوقت زمنى كاف لتمكین المعتصمین السلمیین من الخروج الآمن دون التعرض الى الإصابة أو القتل، خاصة وأن أعداد المعتصمیین كان كثیرا وأن عملیة الفض تمت فى وقت مبكر، ولا یقدح فى ذلك أن قوات الأمن قد تعرضت لاستفزار من قبل المعتصمین لانھا مطالبة بضبط النفس، وهى صاحبة قرار الفض وكا ن لزوما ً علیھاان یكون هناك و قتاً كافیاً ومناسب ا بین بدء الند اء بالاخلاء وبین بدء عملیات الفض. 2 2 استخدام المدنیین كدروع بشریة من قبل العناصر المسلحة: - أكدت العدید من الشھادات التى وثقتھا اللجنة وأیضا ما اطلعت علیھ من مقاطع الكترونیة مصورة على وجود العدید من العناصر المسلحة داخل الاعتصام ،كما أنھا وثقت أیضا فى ذات السیاق شھادات واطلعت على أدلة تؤكد استخدام تلك الاسلحة ضد قوات الأمن المكلفة بتنفیذ قرار فض الاعتصام، واتخذوا مواضعا لاطلاق النیران من بین المعتصمین السلمیین، بأن صنعوا منھم دروعا بشریة وهدفاً م باشرًا لنیران قوات الأمن، وهى أفعال فضلا ع ن أنھا تمثل خروجاً على أحكام القانون ا لمصرى فی ما ی تعلق بمقاومة ا لسلطات، الا أنھ ا تم ثل ایضا فیما یتعلق ب استخ دا م الاسلحة من وسط المدنیین انتھاكا ً صارخاً لاحكام القانون ا لد ولى لح قوق الانس ان. 3 2 عدم كفایة الدراسة وعدم تأمین الممر الآمن : - تقوم فكرة إیجاد ممر آمن للمعتصمین السلمیین الى التقلیل الأقصى من عدد المصابین والقتلى مع احتمالیة وجود مقاومة للسلطات من قبل بعض المعتصمین، والجدیر بالذكر ان الممر الآمن الذى حددتھ وزارة الداخلیة فى خطة الاخلاء وهو (طریق النصر) قد وقعت بھ العدید من الاشتباكات التى استمرت لساعات طویلة فى یوم الفض، كما أن توافد المؤیدین للاعتصام من محاور عدیدة منھا الممر الآمن، قد حال دون تمكن معظم المعتصمین السلمیین من إیجاد مخرج آمن لھم من داخل الاعتصام، وعلى الرغم من وجود مخارج أخرى تمكن المعتصمین من الخروج منھا تمثلت فى شارع الطیران فى اتجاه صلاح سالم بعد الساعة الحادیة عشر صباحا، وأنور المفتى منذ الساعة الخامسة مساء، الا أن إخفاق قوات الأمن فى تأمین الممر الآمن المعلن عنھ، قد أربك المعتصمین وجعلھم فى مرمى تبادل إطلاق النیران بین العناصر المسلحة وقوات الأمن، ، وكان من الأجدر بوزارة الداخلیة وهى تحدد مخارج آمنھ أن تدرس ابتداء احتمالیة وقوع اشتباكات فیھ ،وأن توفر مخارج بدیلة وأن تعلن عنھا بشكل واضح وتؤمنھا على نحو ملائم وذلك لتقلیل الخسائر فى الارواح الى الحدود القصوى . 4 2 مقاومة السلطات وانعدامالتناسبیة - دلت الشھادات التى وثقتھا اللجنة، وكذا الاجراءات المتخذة من قبل السلطات، وسیاق الاحداث إبان عملیة فض الاعتصام، أن الاشتباكات المسلحة قد وقعت على نطاق واسع وكثیف بین قوات الأمن والعناصر المسلحة بالاعتصام، وأن تلك الاخیرة قد بادرت باطلاق النیران من خلال أسلحتھا تجاه القوات المكلفة بتنفیذ أمر الاخلاء للمیدان وفض الاعتصام. كما دلت تقاریر مصلحة الطب الشرعى فیما یخص أسباب الوفاة عبر تحدید أنواع الأسلحة المستخدمة والمسببة للوفاة، وكذا أعداد القتلى الناتجة عن تلك الاشتباكات، الى أن قوات الأمن وإن توافرت لھا حالة الضرورة فى استخدام القوة المسلحة نظرا لاندلاع عملیات مقاومة لھا من قبل العناصر مسلحة، وحافظت على تناسبا نوعیا من حیث طبیعة الاسلحة والاعیرة الناریة المستخدمة (یراجع تقریر الطب الشرعى حول الاعیرة الناریة المستخدمة)، الا أنھا قد اخفقت فى الحفاظ على ضبط النفس فى بعض الأحیان أخلت بالتناسبیة من حیث كثافة اطلاق النیران تجاه مصادرها بشكل لا یتناسب والھدف من المھمة الداعیة لاستخدام الاسلحة الناریة، وهو اسكات مصادر اطلاق النیران تجاه الشرطة (یراجع تقریر الطب الشرعى بشأن اعداد القتلى من الجانبین)، وهو الامر الذى یعد انتھاكا لمدونة قواعد وسلوك الموظفین المكلفین بإنفاذ القانون، حیث تنص المادة الثالثة من مدونة قواعد سلوك الموظفین المكلفین بإنفاذ القانون على أنھ لا یجوز للموظفین المكلفین بإنفاذ القوانین استعمال القوة، إلا فى حالة الضرورة القصوى وفى الحدود اللازمة لأداء واجبھم. ویتعرض التعلیق على هذه المادة فى الفقرة الأولى منھ إلى بیان المقصود باستخدام القوة وتفسیره، على انھ أمر یجب أن یكون استثنائیا فى حالة الضرورة، من أ جل منع وقوع الجرائم أو تنفیذًا لاعتقال قانونى أو المساعدة على ذلك، دون أن یتعدى هذا الحد، وتتطرق الفقرة الثانیة من التعلیق على أن الاستخدام للقوة یخضع أیضا لمبدأ التناسب مع الھدف المشروع المراد تحقیقھ. كما نصت المادة التاسعة من قواعد استخدام الشرطة للاسلحة الناریة على انھ یتعین على الموظفین المكلفین بإنفاذ القوانین عدم استخدام أسلحة ناریة ضد الأفراد، إلا فى حالات الدفاع عن النفس، أو لدفع خطر محدق یھدد الآخرین بالموت أو بإصابة خطیرة ، أو لمنع ارتكاب جریمة بالغة الخطورة تنطوى على تھدید خطیر للأرواح،أو للقبض على شخص یمثل خطرا من هذا القبیل ویقاوم سلطتھم، أو لمنع فراره، وذلك فقط عندما تكون الوسائل الأقل خطرا غیر كافیة لتحقیق هذه الأهداف. وفى جمیع الأحوال، لا یجوز استخدام الأسلحة الناریة القاتلة عن قصد إلا عندما یتعذر تماما تجنبھا من أجل حمایة الأرواح . 5 2 حرمان المصابین من الحصول على الاسعافات اللازمة - فى الیوم المحدد لفض الاعتصام خصصت هیئة الاسعاف المصریة ثلاثمائة سیارة اسعاف تحسبا لایة اصابات او وفیات قد تنجم عن اشتباكات اثناء فض اعتصام رابعة العدویة ، وكذلك تخصیص مائة سیارة اسعاف بشكل احتیاطى، بعضھا بمحیط رابعة العداویة وكانت ملحقة بمستشفى رابعة العدویة ویتم نقل -- الحالات غیر الحرجة الیھا ویتم نقل الحالات التى تستدعى ر عایة ادق الى خارجھا ،ولم تتمكن سیارات الاسعاف التى كانت موجودة خارج الاعتصام من الدخول الى داخل الاعتصام یوم الفض بسبب اندلاع الاشتباكات المسلحة وتبادل اطلاق النیران الكثیف، وهو الأمر الذى یحظر بالتبعیة دخول سیارات الاسعاف أثناء الاشتباكات، وخاصة بعدما لقى أحد قادة سیارات الاسعاف حتفھ نتیجة اطلاق النیران العشوائى، والذى حال دون تمكن باقى السیارات من النفاذ داخل الاعتصام الا بعد انتھاء العملیات المسلحة وسیطرة قوات الامن على المیدان، مما تسبب فى حرمان العدید من المصابین من انقاذ حیاتھم أو تلقى الاسعافات اللازمة. ثانیا مستخلصات التقریر - 1. إن عملیة فض وإخلاء اعتصام رابعة العدویة فى 2013/8/14 جاءت تنفیذا لقرار النیابة العامة المصریة والصادر من نیابة مدینة نصر الواقع بدائرتھا میدان رابعة العدویة، وذلك على أثر تقدم بعض المواطنین المصریین ببلاغات بتعرضھم لمعاناة شدیدة جراء الاعتصام الذى استمر حوالى47 یوما، یمثل إنتھاكا ً لحقوقھم المد نیة وا لسیاسیة والاق تصادیة و الاجت ماعیة، وخاصة الحق فى السلامة الجسدیة والحیاة الآمنة والحق فى السكن والعمل وحریة التنقل، فضلا عن تردد معلومات عن احتجاز وتعذیب مواطنین داخل الاعتصام أسفر عن مقتل بعضھم على أثر التعذیب الذى مورس بحقھم وفقا لتقاریر مصلحة الطب الشرعى المصریة فى تاریخ سابق على تاریخ فض الاعتصام . 2. إن عملیة فض وإخلاء اعتصام رابعة العدویة فى 2013/8/14 قد تمت بمعرفة قوات امن تابعة لوزارة الداخلیة المصریة فى إطار خطة وضعتھا الأخیرة. 3. إن عملیة فض وإخلاء اعتصام رابعة العدویة، قد جاءت فى اطار وسعى الحكومة المصریة المعاصرة لتاریخ الفض،الى تطبیق واعمال القوانین المصریة على جزء من اقلیم جمھوریة مصر العربیة، بعد ان قدرت مھلة للتفاوض مع المعارضین المعتصمیین قدرت ب46 یوما. 4. وضعت وزراة الداخلیة المعنیة بتنفیذ قرار النیابة العامة المصریة خطة (استنتجتھا اللجنة ولم تتمكن من الاطلاع علیھا)، تضمنت إطلاق تحذیرات للمعتصمین بضرورة إخلاء المیدان قبل البدء فى العملیات، وكذا تحدید ممر آمن عرفتھ بطریق النصر وهو أحد أوسع الطرق المتصلة بالمیدان فى اتجاه طریق الأوتوستراد. وفى سبیل ذلك دعت الوزارةالمذكورةبعضوسائل الإعلامالمصریة وبعضمنظمات المجتمع المدنى المحلیة لمتابعة عملیة إخلاء وفضاعتصام رابعة العدویة. 5. ان الاعتصام بمیدان رابعة العدویة الذى دعت لھ جماعة الاخوان المسلمین والقوى السیاسیة الموالیة لھا، قد بدأ اعتصاما سلمیا فى اطار نزاع سیاسى، الا انھ وفى وقت لاحق لتاریخ بدء الاعتصام فى 2013/6/28 وقبل 2013/8/14 تاریخ الفض (لم تستطع اللجنة تحدید الوقت على وجھ الدقة)، سمحت ادارة الاعتصام لعناصر مسلحة وافراد مسلحین یعتقد أنھم تابعون لھا، بالدخول لحرم الاعتصام والتمركز فى مناطق عدیدة متفرقة ، دون ان تخطر او تعلم او تنبة باقى المعتصمین السلمیین الممثلین للاغلبیة المشاركة فى الاعتصام، وهو الامر الذى نزع صفة السلمیة عن اعتصام رابعة العدویة، رغم اغلبیة المعتصمین السلمیین المشاركین بھ، الذین یعتقد أنھم ایضا یمثلون الاغلبیة العظمى من ضحایا عملیة فض الاعتصام نتیجة الاشتباكات المسلحة واسعة النطاق التى رصدها التقریر. 6. ان قوات الامن المكلفة بتنفیذ عملیة اخلاء المیدان، قد التزمت بتوجیھ نداء للمعتصمین عبر مكبرات صوت (تأكدت اللجنة من أنھ سمع بوضح داخل عمق الاعتصام ) تطالبھم بإخلاء المیدان ووجود ممر آمن لھم، إلا أنھا قد سارعت فى بدء تنفیذ الاقتحام بعد 25 دقیقة فقط من النداء، وهو وقت غیر كاف لخروج الاف المعتصمین فى الساعات الأولى من الیوم، ولا یقدح فى ذلك تعرض قوات الامن لاستفزاز من قبل المعتصمین، ولا رغبتھا فى انھاء العملیة فى اسرع وقت، قبل انضمام اخرین للاعتصام، لانھا أمور متوقع حدوثھا وكان یجب مراعاتھا فى الخطة والتعامل معھا، وهو ما یمثل إخلالاً جسیماً بتنفیذ خطة الفض مما تسبب فى حالة فزع وارتباك أعاق خروج المعتصمین. 7. ان سیاق عملیة الفض فى الساعات الاولى لھا قد أشار إلى أن الاشتباكات كانت تسیر فى نطاقھا المعتاد والمتكرر فى الأحداث السابقة حتى قرابة الساعة الحادیة عشر تقریبا، إلى أن بادرت بعض العناصر المسلحة وبشكل مفاجىء بإطلاق النیران باتجاه أحد الضباط التابعین لقوات الأمن كان ممسكا بمكبر صوت للنداء علیھم ومطالبتھم بضرورة إخلاء المیدان لیسقط قتیلا، وعلى أثر ذلك ردت قوات الأمن بإطلاق النیران باتجاه دار المناسبات حیث مصدر الإطلاق على الضابط القتیل، وعلى أثر ذلك اندلعت الاشتباكات المسلحة فى محاور عدیدة داخل المیدان بین قوات الأمن والعناصر المسلحة بشكل مستمر دون انقطاع حتى الساعة الواحدة ظھرًا تقریبا. 8. إن قوات الامن المنفذة لعملیة الاقتحام وان توافرت لھا حالة الضرورة فى استخدام الأسلحة الناریة وحافظت على التناسب النوعى بین الأسلحة المستخدمة، إلا أنھا أخفقت فى الحفاظ على التناسب فى كثافة الإطلاق على مصادر النیران من قبل العناصر المسلحة. . إن العناصر المسلحة داخل الاعتصام كانت تتحرك وتطلق النیران من وسط المعتصمین بما یمكن وصفھ باستخدامھم المعتصمین كدروع بشریة، جعلتھم فى مرمى نیران قوات الأمن طول فترات الاشتباكات، وقد عظم من هذا الخطر على المعتصمین السلمیین كون العناصر المسلحة التابعة للاعتصام لم ترتدى ز یاً معلوماً أو تحمل شاره تمیزها عن المعتصمین غیر المسلحین . 10.حددت قوات الأمن وفق خطتھا ممرا آمنا للخروج وأعلنت عنھ للمعتصمین، وهو طریق النصر، إلا انھا قد فشلت فى تأمینھ حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا، بسبب الاشتباكات التى اندلعت فى محاور عدیدة حول المیدان ومنھا الممر الآمن، بین قوات الامن وبعض المسیرات التى جاءت لتنضم للاعتصام من أعلى كوبرى 6 أكتوبر، وهو ما حدا بالمعتصمین الراغبین فى الخروج إلى البحث عن ممرات آمنھ فى الشوارع الجانبیة، التى تعرض بعضھم فیھا للإمساك بھم من قبل اللجان الشعبیة التى كونھا سكان منطقة رابعة وتسلیمھم لقوات الأمن، وهو الأمر الذى استخدمتھ ادارة الاعتصام فى تخویف المعتصمین الراغبین فى الخروج من المیدان لبقائھم دون انصراف حتى لا ینفض الاعتصام دونھم ، وهو ما عظم من حالات الارتباك والفزع لدى الراغبین فى الخروج. ولم تنجح القوات فى تأمین الممر الآمن إلا من الساعة الثالثة والنصف حتى السادسة وهو ما نقلتھ قناة on.tv المصریة على الشاشات التلفزیونیة . 11.حال اتساع محیط منطقة رابعة العدویة، واندلاع الاشتباكات المسلحة فى محاور عدیدة منھ، دون دخول سیارات الاسعاف التابعة لھیئة الاسعاف، بعد مقتل أحد المسعفین، وهو الأمر الذى أدى لعدم حصول العدید من المصابین على الاسعافات اللازمة أو النقل إلى المستشفى لإنقاذ حیاتھم. ولم تتمكن سیارات الاسعاف من الدخول الى المیدان الا بعد انتھاء عملیة الفض والإخلاء فى الساعة السادسة . 2012/8/14 یوم مساء 12.خلفت عملیة فض اعتصام میدان رابعة العدویة وما شابھا من اشتباكات مسلحة بین قوات الامن والعناصر المسلحة داخل الاعتصام حتى الساعة السابعة مساء یوم 2013/8/14، عدد 632 قتیل بینھم 624 مدنیا و8 من رجال الشرطة، (على النحو الوارد بالجداول المرفقة)، تم تشریح 377 جثة فقط والباقى صدرت لھم تصاریح دفن بمعرفة مفتش الصحة التابع لوزارة الصحة المصریة بناء على طلب ذوى الضحایا وتصریح النیابة العامة. ویعتقد أن معظم الضحایا المدنیین من المعتصمین الذین لم یتمكنوا من الخروج من دائرة الاشتباك المسلح. 13.فى رد فعل مباشر على عملیة فض وإخلاء میدان رابعة العدویة اندلعت أحداث عنف مسلح فى حوالى 22 محافظة احرقت بھا العدید من الكنائس والمنشآت العامة وهوجمت فیھا بعض أقسام ومراكز الشرطة استمرت لمدة أربعة ایام من صباح یوم 2013/8/14 حتى مساء یوم 2012/8/17، مما خلف 686 قتیلا منھم 622 مدنیا و 64 من جال الشرطة، (على النحو الوارد بالجداول المرفقة)