أثار قرار مجلس الوزراء، أمس، بتأجيل الدراسة على مستوي الجامعات والمدارس، التساؤلات حول كيفية تأثير التأجيل على الطلاب، وكيف سيتم حذف جزء من المناهج دون الخلل بالمادة العلمية التى من المقرر تعريف الطالب بها فى كل مرحلة عمرية، فضلاً عن الخلل بالعملية التعليمية ذاتها؟. وفى هذا الصدد استطلعت "بوابة الوفد" آراء عدد من المعلمين وأساتذة الجامعات للتعقيب على قرار التأجيل. قال عبد الناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، إن قرار مجلس الوزراء أمس الأربعاء، بتأجيل الدراسة ل 8 مارس المقبل، سيؤثر علي المناهج الدراسية والمخرجات التعليمية بالترم الثاني سلبًا، موضحا أنه سيؤدي إلي نتيجة عكسية لضغط الطلاب لعدم اختصار المنهج التعليمي. وأكد إسماعيل, أنه دائما وفي جميع الظروف التى تمر بها البلاد سواء السياسية أو الأمنية أو الصحية أو السياحية، التعليم هو من يدفع ضريبتها. وأشار رئيس اتحاد المعلمين المصريين إلى أن الأسر المصرية التي تدفع الكثير من الأموال في المدارس الخاصة لم تستفد بها هذا الترم، متسائلا "هل تمكنت وزارة التربية والتعليم من خطة لتعويض هذه الأسر؟. فيما أوضح "حسن على" رئيس نقابة المعلمين المستقلة أن المشكلة فى تأجيل الدراسة تكمن فى عدم استعداد بعض المدارس لاستقبال الطلاب، إذ أنه تبين وجود كثير من المدارس خالية من الوحدات الصحية التى تقوم بدور التوعية للطلاب بمرض الإنفلونزا الموسمية. وأشار "على" إلى أن تأجيل الدراسة أو عدم تأجيلها لن يؤثر على الطلاب، من منطلق أن المناهج من الأساس غير مفيدة للطلاب، مادامت المناهج تعتمد فقط على الحفظ والتلقين فإنه من السهل حفظ القدر الذى سيتم تقريره والامتحان فيه دون التأثير على سير العملية التعليمية، مؤكدا أن استفادة الطالب من التعليم منعدمة فى الحالتين. وطالب رئيس نقابة المعلمين المستقلة فى هذا الصدد بضرورة تغيير المناهج لتصبح ملائمة للعصر الحالى، وتخرج جيلًا قادرًا على البحث العلمى، ومناهج تساعد فى اكتشاف الإبداعات لدى الطلاب، كى يأتى التعليم ثماره الحقيقية. كما أضافت د.سهي عبد الرحمن أستاذ الصحافة بقسم علوم الاتصال بوسائل الإعلام جامعة عين شمس، أن الخوف من تأجيل الدراسة هو عدم كفاية الوقت المقرر للتيرم الدراسى لتدريس المناهج التى من المفترض أن يدركها الطالب فى المرحلة الدراسية. و توقعت عبد الرحمن، أن يكون سبب التأجيل انتشار فيروس الإنفلونزا الموسمية، أو إنفلونزا الطيور ومن الممكن أن يكون بسبب أعمال الشغب التى يحدثها الشباب بالجامعات وتعبيرهم عن رأيهم بشكل خطأ. و فى سياق متصل قال الدكتور فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن اخفاء السبب الرئيسى وراء تأجيل الدراسة يعنى انعدام جزء من شفافية الموضوع، إذ أننا لا نعرف السبب الحقيقى سواء لدوعى أمنية أم صحية نظرا لانتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية. وأضاف أبو زيد بشأن تأثر الطلاب بضغط المناهج، أنه يرى الحل فى امتداد الدراسة بالكليات لمدة شهر على سبيل المثال على أن تنتهى فى منتصف يونيو بدلا من منتصف مايو، مشيرا أنه فى حال أن يكون لمجلس الوزراء رأى آخر فعليه وضع البدائل و إظهار الأسباب الحقيقية وراء التأجيل.