هذا القائد قدم للوطن روشتة انقاذ ووضع رقبته علي كفه ووجه لطمة علي وجه الإدارة الأمريكية في لحظة فارقة في تاريخ مصر حين ساند الإرادة الشعبية الحاشدة في 30 يونية ليوم الخلاص من حكم الإخوان الخونة. ولم يكن ذلك من فراغ بل كان رصداً لانتهاكات وملف مليء بالتورطات والتفريط في الوطن مثل محاولة التفريط في حلايب وشلاتين ومحور قناة السويس وجزء من سيناء. ولقد أدركت القيادة العسكرية مدي خطورة «مرسي» علي الأمن القومي فحين ذهب هشام قنديل إلي سيناء لاحظ قائد الحرس ان مجموعة ملثمة مسلحة تتعقب الموكب ولكن «قنديل» قال له لا تخف فهم معنا ومن هنا أدركت القيادة العسكرية مؤامرة تكوين الجيش الثوري علي شاكلة الحرس الثوري بإيران لإحلاله بالجيش المصري واحداث التفكيك داخل الجيش وكذا الداخلية للسيطرة علي أعمدة الدولة وقوتها. فحين رشح المشير «طنطاوي» «السيسي» لقيادة الجيش كان يقينه في قدرته علي مواجهة الزحف الإخواني ولتأكده من قدرته علي فض مؤامرات الإخوان وإظهار الوجه القبيح للشعب ولأن «طنطاوي» كان يريد الخروج الآمن منعاً للمساءلة المالية له وللضغوط الأمريكية التي تعرض لها سلم الأمر للإخوان بالرغم ان «شفيق» كان الفائز في نتيجة الانتخابات ولكن التيار كان أقوي فكان لابد من قائد لديه قرون استشعار للخطورة الخفية ورصدها وليس أفضل من رئيس المخابرات الحربية «السيسي» لتلك المهمة التي أحرزها بنجاح. ان تلك المقدمة إنما من أجل أن ندرك انه ليس من السهل ترك ذلك المكان في ذلك التوقيت الصعب للفريق صبحي صدقي رئيس الأركان قبل أن تستتب الأمور بوزارة الدفاع فالموقف حرج نظراً لضغوط أمريكا بعدم الترشح وضرورة مصالحة الإخوان كشرط جوهري مقابل الورقة التي تلعب بها أمريكا باسم تسليح الجيش المصري الذي هو معظمه أمريكي منذ اتفاقية كامب ديفيد والتي دفعت «السيسي» لمحاولة الخروج من هيمنة الأيدي الأمريكية باللجوء للمعسكر الشرقي وزيارة روسيا لإيجاد البديل في التسلح أو علي الأقل عمل موازنة وإحلال جزئي حتي يمكن التخلص من الهيمنة الأمريكية وكذلك زيارات صبحي صدقي للإمارات من أجل دعم التسليح حتي تتمكن مؤسسة الدفاع من التحرر من الضغط الأمريكي بتسليح الجيش فهي خطة محكمة من أمريكا حتي تهيمن علي حركة التحول السياسي بمصر وفرض سيطرتها علي اتخاذ القرار والذي يحفظ أمن إسرائيل أولاً بالمنطقة فإن كان إنقاذ مصر واجبا وطنيا فقرار الترشح اختيار وضرورة. ولكن التوقيت المناسب يترك ل«السيسي» فهو في مأزق سياسي خارجي يحاول فيه الوصول لأنسب الحلول لصالح الجيش والشعب. فقرار للتأجيل لاعلان الترشح لأول مارس حسب اعلان عمرو موسي لذلك عقب لقائه مع «السيسي» كان عن دراسة للموقف الراهن من كافة الأوجه. ان العملية الديمقراطية تحتاج لإرسائها بنزول مرشحين ببرامج انتخابية فلا مانع من ترشح حمدين صباحي وسامي عنان وكذا علي المرأة أن تشارك في تلك التجربة لما يكفله لها الدستور من حق لمن تجد في نفسها القدرة علي ذلك فعلي الأقل لاكتساب الخبرة والممارسة الفعلية لحقوقها الدستورية فلمن يتساءلون عن تأخر «السيسي» في اعلان ترشحه أقول إنه ليس دلالاً بل تريث لاختيار الوقت المناسب، ولإيجاد الحلول للضغوط الأمريكية والمؤامرات الخارجية والداخلية التي تحاول عرقلة خارطة المستقبل وإفساد المطلب الجماهيري لما يرونه من خطورة علي مصالحهم لو أصبح «السيسي» رئيساً لمصر. ميراندا موسي