يتواصل مسلسل الحلقات الإرهابية التى تستهدف السياحة المصرية، بالرغم من الجهود المستميتة من الحكومة لتنشيط السياحة مرة أخرى بعد ركودها عقب ثورة 25 يناير، ومهاجمة الإرهاب الذى تضخم فور إقصاء الفصيل الإرهابي من الحكم. فاليوم استهدف مجهولين حافلة سياحية بعبوة ناسفة أثناء مرورها بمنفذ طابا بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وقد أسفر الحادث الإرهابى عن وقوع 3 قتلى و14 مصابا. فمنذ أوائل التسعينيات، كان السياح الأجانب الهدف المعتاد من قبل الجماعات المتطرفة حيث كانت تلك الجماعات المعارضة للحكومة المصرية تعتقد أن الإضرار بالسياحة سيؤثر علي الحكومة المصرية وبالفعل استهدفت السياح الأجانب وأضرت بالقطاع السياحى المصرى آنذاك. مذبحة الأقصر1997 كان أسوأ هجوم ارهابي وأكثره دموية قبل تفجيرات شرم الشيخ، حيث قتل 58 سائحا أجنبيا معظمهم سويسريون و 4 مصريين كانوا فى زيارة لتفقد آثار معبد الملكة حتشبسوت قرب مدينة الأقصر. وكان لهذه العملية تأثير سلبى على السياحة فى مصر، وأقيل على إثر هذا الهجوم وزير الداخلية اللواء حسن الألفى، حيث هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين، كانوا متنكرين فى زى رجال أمن، مجموعة من السياح كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحرى، وقتلوا 58 سائحا فى خلال 45 دقيقة. ثم حاول المهاجمون الاستيلاء على حافلة لكنهم لم يتمكنو من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات وكان التقرير الرسمى يدعى أنهم يئسوا من المقاومة وقرروا الانتحار. تفجيرات طابا 2004 تلك التفجيرات التى أودت بحياة ما لا يقل عن 34 شخصا وإصابة أكثر من 150 بجراح أغلبهم إسرائيليين، فى منتجعين سياحيين فى شبه جزيرة سيناء المصرية قرب الحدود مع إسرائيل فى التاسع من أكتوبر. قد وقع أولى الانفجارات فى فندق هيلتون طابا، حيث انفجرت سيارة مفخخة قرب واجهة الفندق. وأصيب نحو 140 من نزلاء الفندق فى الانفجار، غالبيتهم بصورة طفيفة، وتم نقل 90 منهم إلى مستشفى "يوسيفتال" فى إيلات الذى أعلن عن حالة طوارئ قصوى. وقال شهود عيان، وبيان لوزارة الداخلية المصرية: إنه شوهدت سيارة متفحمة أمام الفندق، ما يؤكد تفجير سيارة مفخخة. وتواجد فى فندق هيلتون طابا وقت الإنفجار 820 من النزلاء وطاقم الفندق، منهم 120 مصريًا والبقية من جنسيات أخرى، غالبيتم من إسرائيل. وأعلنت الجماعة التى تطلق على نفسها (كتائب التوحيد الإسلامية) مسؤوليتها عن العمليات فى بيان نشرته فى منتدى "الإصلاح" على الإنترنت، وهو منتدى كثيرا ما يستخدمه المتشددون الإسلاميون، وقال البيان: "قام أربعة من إخوانكم الاستشهاديين بتنفيذ هذه العملية البطولية... على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة وقاموا باختراق وكرا من أوكار الدعارة والفساد وقتلوا المئات من العلوج." وقالت الجماعة: إنها شنت الهجوم للثأر للشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذى اغتالته إسرائيل في آزار الماضى. وتوعدت بأنه "ما هو إلا أول طلقة مباشرة في وجه اليهود حيث إن ضرباتنا لن تتوقف حتى إخراج هؤلاء الكفار من أرض الإسلام." هجمات شرم الشيخ 2005 كانت سلسلة من الهجمات الإرهابية المتزامنة في 23 يوليو 2005، صنفت ب"أسوأ هجوم إجرامى فى تاريخ البلد" تم الإعداد لها من قبل منظمة القاعدة المتطرفة، استهدفت المنتجع المصرى الهادئ جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية، حيث توفي جراء هذه الهجمات 88 شخصاً معظمهم مصريون، وجرح ما يزيد عن 200 شخص من الانفجار. تزامن التفجير مع احتفال مصر بعيدها القومى ثورة 23 يوليو، استهدف الهجوم المنتجع الذى يعد أحد أهم المناطق السياحية في مصر حيث تعتبر شرم الشيخ من عواصم السياحة العالمية التى استثمرت بها مليارات الدولارات في مجال السياحة، وقد حققت التفجيرات غايتها وقتئذ حيث ألغي الآلاف من السياح حجوزاتهم وألغيت العديد من الرحلات. وقعت التفجيرات في ساعات الصباح الباكر في وقت كان فيه الكثير من السياح والمقيمين في المطاعم والمقاهي والحانات المنتشرة، فقد وقع التفجير الأول في منطقة البازار أو (السوق القديم) وأدت إلى مقتل 17 شخصا معظمهم مصريون حيث وضع إرهابى سيارته المفخخة قرب السوق بسبب وجود حاجز للشرطة. في الوقت الذى خبأت فيه القنبلة الثانية فى حقيبة ظهر وضعت بجوار فندق "الموفنبيك" قتلت 6 سياح على الفور. أما التفجير الثالث، فكان عبارة عن شاحنة مفخخة بالمتفجرات قادها إرهابى إلى بهو فندق (غزالة جاردنز أوتيل)، الذى يطل على خليج نعمة، فقتل نحو 45 شخصا من جراء تفجير بهو الفندق. كانت سلسلة التفجيرات قوية لدرجة أنها هزت النوافذ من على بعد أميال بعيدة، كما شوهد الدخان والحرائق تتصاعد من مواقع التفجيرات. تفجيرات دهب 2006 هي ثلاثة تفجيرات إرهابية متزامنة حدثت فى 24 أبريل 2006 بمنتجع دهب المصري، أودت بحياة 23 شخصا وجرح 62 آخرين معظمهم مصريون. أعلنت السلطات المصرية عن وجود علاقة بين مسلحين فلسطينيين وهذه التفجيرات. وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية: "إن رجالا من جماعة التوحيد والجهاد التى وُجهت إليها أصابع الاتهام فى هجمات سيناء تلقوْا التدريب في قطاع غزة" وأعلنت وزارة الصحة المصرية، أن عدد ضحايا التفجيرات الثلاثة التى ضربت منتجع دهب المصرى بلغت 18 قتيلا من بينهم 12 مصريا و6 أجانب، روسى وسويسرى ولبنانية وطفل ألمانى واثنان مجهولان، فيما أصيب 83 شخصا، من بينهم 55 مصريا و28 أجنبيا. وأوضحت المصادر الأمنية أن التفجيرات الثلاثة التى تمت فى منطقة السوق بمنتجع دهب فى السابعة والربع من مساء أول أمس بالتوقيت المحلى، نجمت عن ثلاث عبوات كانت محشوة بمواد متفجرة ومسامير، وأنها على الأرجح كانت مربوطة بموقتات، حيث انفجرت فى فاصل زمنى لم يتعد الثلاث دقائق، لكن الشرطة تحفظت على أشلاء عثر عليها في مكان الحادث، مشيرة إلى ان فرضية المتفجرات المؤقتة لا تنفي إمكانية وجود انتحاريين في المكان، وهو الأمر الذي سيحسمه تحليل الحامض النووى، وشكل الأعضاء البشرية التى نقلت إلى مستشفى دهب. وكان مصدر أمنى قد قال: إن هناك فرضية وجود انتحاريين على الأقل نفذا التفجيرات. وقد أبلغ مجدى راضى، المتحدث باسم مجلس الوزراء، وكالة اسوشييتد برس، أن الفرضية ليست مؤكدة حتى الآن.