رغم أنه لم يحصل علي فرصة التواجد على «الكروازيت» العام الماضى ولم يشارك في مهرجان «كان»، إلا أن الفيلم الجديد للدانماركى لارس فون تراير مهووسة جنسية (Nymphomaniac) تواجد بقوة في مهرجان برلين وحظى بنسبة مشاهدة عالية ضمن فاعليات المهرجان. في الوقت الذي يعرض كاملاً في أوروبا الآن بساعاته الأربعة.. وأعتقد أنه لن يعرض في منطقة الشرق الأوسط نظراً لأنه فيلم شديد الإباحية ولا يخرج عن كونه حكاية نهم جنسى، بطلته «جو» التي لعبت دورها شارلوت جينسبورج، يعثر عليها رجل عجوز مغطاة بالدماء فيأخذها إلي بيته ليستمع إلي تفاصيل سيرة مقسمة علي 8 مقاطع، مليئة بالمشاهد الجنسية.. وبهذا العمل يختتم فون ترير ثلاثيته السينمائية حول الاكتئاب، التي ضمت «ميلانخوليا» 2011، و«المسيخ الدجال» 2009. وقد أثار المخرج الدانماركى لارس فون تير في الجزء الأول من ثلاثيته عاصفة قوية بسبب فيلمه (المسيخ الدجال) الذي تدور أحداثه حول تحول سيدة محبطة إلي حد الجنون.. وتضمن الفيلم مشاهد عنيفة.. والطريف أن لارس قام بإهداء فيلمه إلي المخرج السوفيتى أندرى تراكوفسكى الشهير بأعماله الميتافيزيقية (علم ما وراء الطبيعة). وقام ببطولة الفيلم الممثل الأمريكي ويليام دافو والممثلة تشارلوت جينزبورج، ويقومان بدور زوج وزوجة يكافحان من أجل التغلب علي مأساة وفاة ابنهما الصغير. وقال المخرج الدانماركى لارس فون تير إنه وجد فى «المسيخ الدجال» علاجاً للإحباط الذي أصابه. الجزء الثاني من ثلاثية «لارس فون تراير» «ميلانخوليا» تتعلق بنهاية العالم. فيقدم فيها معني مزدوجًا، مشيراً إلي كوكب يسمى «ميلانخوليا» يقترب من الأرض وعلي وشك أن يصطدم بها، كما أنه يشير إلي المعني النفسى «الميلانخوليا»، أى الكآبة السوداء التي تصاب بها بطلة الفيلم جوستين (أدت الدور الممثلة كرستين دونست) وبدأ الفيلم بسلسلة من المشاهد أحدها يتحرك حركة بطيئة لعدد من الشخصيات الرئيسية فيها وصوراً بطيئة الحركة أيضاً للكوكب الذي يتوقع أن يصطدم بالأرض. وتنتهي هذه المقدمة الجميلة بحدوث الاصطدام وتحلق في خلفيتها موسيقى «فاجنر» من أوبرا «ترستان وأيزولده». وكعادة «تراير» وكما في فيلمه السابق «ضد المسيخ» يقسم الفيلم إلي جزأين: الجزء الأول بعنوان «جوستين» وتؤدى دور البطولة أيضاً ممثلته المفضلة شارلوت جسنبرج التي استكملت معه الثلاثية بالفيلم المعروض في برلين مهووسة جنسية (Nymphomaniac) يشاركها البطولة ستيلان سكارسجارد، شيا لابوف، جامى بل، كرستيان سلاتر، ويليام دافون وصور الفيلم في كولون بألمانيا ويروي قصة امرأة تحكي قصتها مع الجنس منذ طفولتها وحتي بلوغها سن الخمسين.. وتقدم فيه أوما ثورمان دوراً جريئاً مثل دورها الشهير في فيلم (علاقات خطرة) لستيفن فريلرز الذي جسدت فيه دور سيسيل التي تعيش علاقة حب جامحة مع شقيقها فالمو (الممثل جون مالكوفيتش) ويبدو أن هذا المخرج عاشق لإثارة الجدل وليس بأفلامه فقط ولكن بتصرفاته، ففي مهرجان (كان) في عام 2011 أعلن أن لارس فون تراير مخرج غير مرغوب فيه نظراً لتصريحاته التي أطلقها حول إعجابه بأفكار هتلر النازية.. ولقد ولد «لارس فون ترير» في 30 أبريل 1956، بكوبنهاجن - الدانمارك. في سن الحادية عشرة بدأ «ترير» صناعة أول فيلم له بعد تلقيه كاميرا هدية، استمر بعدها في المشاركة في صناعة أفلام سينما مستقلة خلال دراسته الثانوية، حتي بدأ دراسته في مدرسة السينما في الدانمارك، وفيها كانت أول تجربة علنية له الفيلم القصير The Orchid Gardener عام 1977 بعدها بسبع سنوات كشف عن أول فيلم روائى طويل له The Element of Crime وبعدها توالت أعماله الفنية من أفلام ومسلسلات تليفزيونية. كما كتب العديد من الأعمال أيضاً. في عام 1992 شارك في تأسيس شركة إنتاج سينمائى مع المنتج «بيتر البيك جنسن». مع أفلامه الفيلم الدرامي الموسيقى Dancer in the Dark والذي فاز عنه بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان «كان». وتعتبر ثلاثية أوروبا Europa من أشهر أفلامه. الذي بدأ بدراما سفاح متسلسل مختل عقلياً في «Forbrydelsens element عنصر جريمة» والفيلم رشح لعدة جوائز بينها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائى. ونال في المهرجان ثلاث جوائز هي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل مساهمة فنية وجائزة التقنية العالية، كما سجل انحرافاً واضحاً عن خط السينما الدانماركية المعتادة. تبع الفيلم الأول الجزء الثانى والذي حمل عنوان وباء Epidemic الذي شارك أيضاً في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان». ويعد فيلمه «رقص في الظلام» واحدة من السيمفونيات البصرية، التي عزفت بأنامل الساحر الدانماركى «لارس فون تيرير» حيث حاز هذا الفيلم علي جائزة السعفة الذهبية لمهرجان «كان» 2000 يقدم هذا الفيلم تيمة ضياع الحلم الإنسانى علي الأرض الأمريكية، حلم الهجرة إلي الفردوس المفقود.. وجاء فضاء التيمة الإنسانية واحتداماتها بمثابة بوتقة لسيمفونية سمعية - بصرية امتزجت فيها الميلودراما بالتشكيل البصرى. ومن المعروف أن فيلمه المعروض الآن في برلين يستند إلي أحد الأمراض النفسية ومنه أخذ اسم الفيلم (Nymphomaniac) ويعتبر نوعاً من أنواع فرط الرغبة الجنسية لدى النساء. وهذه الظاهرة تحدث لسيدة من كل 2500 امرأة، آخر الدراسات تعتبر هذه الظاهرة مرضاً ويجب العلاج منه حتي لا يؤثر علي الحياة الزوجية. ولم يتم التعرف علي السبب العلمى لوجود الظاهرة أو المشكلة ولكن ترجح كافة الدراسات والفحوصات التي أجريت علي النساء التي تعاني من هذه الظاهرة إلي وجود اضطراب أو اختلال في التوازن العقلي والعاطفى لدي المرأة ويرجع أيضاً عند بعض النساء إلي أسباب وراثية.
