تسببت الدكتورة فايزة ابوالنجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في نشوب ازمة كبيرة بين الحكومة المصرية وصندوق النقد والبنك الدوليين بسبب تصريحاتها بشأن رفضها الحصول علي قروض من البنك الدولي والصندوق ، زعمت "ابوالنجا" ان هناك شروطاً يضعها البنك والصندوق للحصول علي قروضهما لا تتناسب مع المصلحة الوطنية في الوقت الحالي ، ومارست وزيرة التعاون الدولي دور البطولة الوهمية وتحدثت بلسان شباب الثورة لتعلن ان مصر ترفض إملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين في النظام الحالي، وأن الحكومة الحالية لا تخضع لأي شروط من البنك الدولي أو صندوق النقد ، وقالت إن مصر لا تستمع إلا لصوت مصلحتها فقط أولا وأخيرا، وأن مساعدات الدول الصديقة لا تخضع لشروط تمس بسيادة مصر ، وان الحكومة المصرية تعتبر المشروطيات من الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها ، موضحة ان القروض ليست هبة او منحة من طرف لآخر . وسارع مسئولو صندوق النقد لنفي ما صرحت به وزيرة التعاون الدولي ، واكدت راتنا ساهاي، نائبة مدير الشرق الأوسط وآسيا الوسطي في الصندوق ان الصندوق لم يفرض شروطا علي مصر مقابل تقديم مساعدات ، وأوضحت ان المؤسسة الدولية تؤكد اتفاقها التام مع الأولويات الاقتصادية التي تحددها السلطات المصرية المسئولة للحفاظ علي الاستقرار الاقتصادي. وحصلت "الوفد" علي نسخة من خطاب الدكتورة فايزة ابوالنجا الي مسئولي البنك الدولي يفضح تضارب موقف وزيرة التعاون الدولي ما بين تصريحاتها الرافضة لشروط البنك الدولي ، في حين يؤكد الخطاب الذي ارسلته بتاريخ 2 مايو الماضي ترحيبها بموقف البنك من تمديد اقتراض مصر وتفهمها للوضع الاقتصادي الحالي في ظل الاضطرابات الشعبية الاخيرة التي وقعت في مصر - علي حد قولها- ، بما يعني ان الدكتورة "ابوالنجا" قد اعلنت سابقاً موافقتها علي القرض بدون شروط !! ومن جانبه، انتقد مصدر مطلع بوزارة المالية موقف وزيرة التعاون الدولي وأكد في تصريحات خاصة ل"الوفد" أن الاتفاق الجديد بين مصر وصندوق النقد الدولي مهم للغاية لأنه يمنح مصر شهادة مهمة في الوقت الحالي من أكبر مؤسسة اقتصادية في العالم تؤكد جدارة الاقتصاد المصري مما يشجع المستثمرين الدوليين وصناديق الاستثمار العالمية علي معاودة عملها في السوق المصرية ، خاصة اذا كان رصيد الاستثمار الأجنبي الوافد لمصر خلال الخمسة اشهر الماضية قد بلغ صفراً !! ، واشار الي ان قيمة القرض ليست مالية فقط ، موضحا أن قروض البنك الدولي تمثل 7٪ فقط من إجمالي التمويل المطلوب لتغطية عجز الموازنة العامة الجديدة ، كما ان الحكومة المصرية قد لاتحتاجها في حال اذا تحرك الاقتصاد واستعاد عافيته ، خاصة أن مصر سبق انها لم تحتج لأي مبلغ مالي من آخر برنامج تم توقيعه مع الصندوق عام 1998 . وأضاف المصدر ان إجمالي العجز الكلي المتوقع بالموازنة العامة الجديدة يبلغ نحو 170 مليار جنيه وتخطط وزارة المالية لتغطية هذا العجز من السوق المحلية بالدرجة الأولي حيث سيتم طرح أذون خزانة وسندات حكومية بقيمة 138.5 مليار جنيه ، تمثل نحو 81٪ من إجمالي العجز المتوقع بالموازنة الجديدة. أما بالنسبة للجزء الباقي من العجز وقيمته 32.2 مليار جنيه والذي يمثل نحو 19٪ فقط من إجمالي قيمة العجز الكلي بالموازنة فسوف يتم تمويله من مساعدات وقروض تحصل عليها مصر من مؤسسات تمويل إقليمية ودولية مثل البنك الدولي بقيمة 13.5 مليار جنيه ، وبنك التنمية الأفريقي بقيمة 6.150 مليار جنيه ، ومن الاتحاد الأوروبي بقيمة 4.305 مليار جنيه ، ومن دول الخليج العربي بقيمة 8.303 مليار جنيه .