أصدر أمس حزب الوفد بيانا بعنوان: »لماذا التحالف الديمقراطي من أجل مصر!« وفيما يلي نص البيان: عندما قررت مجموعة من الأحزاب السياسية الاستجابة إلي الدعوة التي وجهها حزبا " الوفد" و " الحرية والعدالة" للمشاركة في التحالف الديمقراطي كان رائد الجميع وهدفهم هو العمل معاً من أجل حشد القوي الديمقراطية لتفعيل عملية التحول الديمقراطي وبناء مصر الجديدة التي قامت من أجلها الثورة. وقد كانت البداية في "الائتلاف الوطني من أجل التغيير" والذي دعا حزب الوفد لتكوينه في فبراير 2011 وبعد ايام قليلة من قيام ثورة الشعب وشبابه، وشارك فيه مع حزب الوفد جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب التجمع والناصري والوسط والغد والكرامة والجبهة الديمقراطية ، اتحاد شباب الثورة وائتلاف شباب الثورة كما شارك فيه عدد من نواب الشعب والشخصيات العامة. وقد استمر هذا التحالف بمشاركة أغلب أعضائه لمواجهة الظروف المستجدة علي البلاد بعد نجاح الثورة وإسقاط رأس النظام البائد وكبار معاونيه، وظهور دور الثورة المضادة واستمرار الانفلات الأمني وزيادة حدة أعمال البلطجة التي هددت أمن الوطن والمواطنين. ومع اشتداد الجدل السياسي حول الطريق الأفضل للانتقال السلمي إلي دولة المواطنة والقانون وإنهاء الفترة الانتقالية وتسليم مسئولية إدارة شئون البلاد إلي سلطة مدنية منتخبة ديمقراطياً، فقد انعقد عزم مجموعة أحزاب سياسية في مقدمتها الوفد والحرية والعدالة إلي تنشيط ذلك الائتلاف. فدعا حزب الوفد إلي اجتماع انعقد يوم 14 يونية 2011 في بيت الأمة بمقره الرئيسي وبحضور اثني عشر حزباً، وتم في الاجتماع مناقشة وثيقة " مبادرة التحالف الوطني من أجل دولة المواطنة والقانون" والتي ساهم في صياغتها عدة أحزاب شاركت في سلسلة " حوار من أجل مصر" التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمون منذ يوليو 2010 وكان آخرها الحوار الذي انعقد يوم 16 مارس 2011 لتدارس أسلوب حشد القوي الوطنية لحماية ثورة الخامس والعشرين من يناير وشاركت فيه أحزاب وقوي سياسية عديدة. وتبلورت فكرة التحالف في وثيقة أعدها ممثلو الأحزاب والقوي السياسية المشاركة في الحوار صاغتها لجنة مشتركة برئاسة دكتور وحيد عبد المجيد وهي التي ناقشها وأقرها ممثلو ثمانية عشر حزباً اجتمعوا في مقر حزب الحرية والعدالة يوم 21 يونية 2011 وتم تسميتها وثيقة " التوافق الديمقراطي من أجل مصر" والتي تتضمن المبادئ الدستورية الرئيسة التي توافق عليها المجتمعون لتكون إطاراً يحدد نظام الحكم ومبادئ الحرية والعدالة والمواطنة والقيم التي يجب تضمينها في دستور البلاد الجديد، كما اتفق المجتمعون علي ضرورة إضافة فقرة إلي الوثيقة تحدد شكل نظام الحكم [ رئاسي، برلماني، أم مختلط] وحدود صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور الجديد، علي أن تجري مناقشة تلك الفقرة المضافة في الاجتماع القادم للتحالف يوم 4 يوليو القادم. وتعتبر صيغة "التحالف الديمقراطي من أجل مصر" تعبيراً عن الرغبة المخلصة التي يشترك فيها أعضاؤه لتهيئة كل الظروف المساعدة علي تحقيق التحول الديمقراطي وإنجاز أهداف الثورة في إقامة دولة الديمقراطية والحرية والعدالة، دولة المواطنة والقانون. وفي سبيل هذه الغاية الوطنية النبيلة، اتفق أعضاء الاتحاد علي مبادئ الديمقراطية والدولة المدنية لحشد القوي الوطنية في عمل سياسي وطني مشترك يوفر القدرة علي مواجهة مطالب التحول الديمقراطي والنهضة الاقتصادية والتنمية الوطنية الشاملة في مرحلة الخمس سنوات التي تبدأ مع تشكيل مجلسي الشعب والشوري الجديدين، وهي أهم وأدق مراحل الوطنية المصرية في تاريخها الحديث، والتي لا يقوي فصيل سياسي واحد علي تحمل مسئولياتها والنهوض بتبعاتها. إن التحالف الوطني من أجل حكومة وحدة وطنية هو صيغة للعمل الوطني المشترك لا يقصي أي فصيل أو تيار سياسي وطني طالما التزم بمدنية الدولة وسيادة القانون و المواطنة كمبادئ فوق دستورية لا يجوز لأي حزب أو تيار سياسي الخروج عليها. وفي ذات الوقت، فإن للتحالف هدفًا وطنيا نبيلاً ثانًا وهو جمع الأحزاب السياسية علي القواسم المشتركة فيما بينها والتي تؤكد علي مدنية الدولة والحرص علي قيام دولة ديمقراطية حديثة أساسها المواطنة والحرية والعدالة.