دعت منسقة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا. ودعت آموس المجلس إلى إصدار قرار فوري بهذا الخصوص، وقالت إنه من غير المقبول أن يستمر النظام ومسلحو المعارضة بارتكاب انتهاكات فاضحة. واضافت في تقرير قدمته إلى مجلس الأمن « أنه من غير المقبول ألا يتخذ المجلس إجراءات بعد مضي أربعة شهور على مطالبة أعضائه باتخاذ تلك الإجراءات، فحقوق الإنسان المنصوص عليها في القوانين الدولية ما زالت تنتهك». وتابعت «جميع الأطراف مقصرة في تحمل مسئوليتها، نحن ندرك أن حربا تدور هناك، لكن حتى الحروب لها قوانينها التي يجب أن تراعى». وتوقع سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين التوصل الي نص في المحادثات التي أجريت أمس. ويعبر مشروع القرار العربي الغربي عن نيته لفرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تعرقل وصول المساعدات وكذلك في حالة عدم تنفيذ مطالب محددة في القرار خلال 15 يوما من اقراره. وقالت السفيرة الأمريكية سامانثا باور إن القرار يجب أن يكون له تأثير حقيقي. وقالت للصحفيين «بالنظر الى خطورة الوضع على الأرض فإن عدم التوصل إلى قرار أفضل شىء سيىء. إننا نبحث عن نص يكون له تأثير حقيقي على الأرض.» ويندد مشروع القرار العربي الغربي ايضا بانتهاك السلطات السورية والجماعات المسلحة لحقوق الإنسان ويطالب الحكومة بوقف كل اشكال القصف الجوي العشوائي للمدن والبلدات والاستخدام العشوائي للقنابل والصواريخ والأسلحة ذات الصلة. ويدين أيضا الهجمات الإرهابية المتزايدة ويدعو إلى انسحاب جميع المقاتلين الأجانب من سوريا. وقالت باور «لدينا مشروع قوي، ونحن الآن منهمكون في مناقشات وبالنظر إلى الحاجة الملحة والاحتياجات الحيوية العادلة للأبرياء من الرجال والنساء والأطفال على الأرض في سوريا فإننا نريد المضي قدما بهذا القرار في أسرع وقت ممكن». ويدرس الأعضاء الغربيون بمجلس الأمن منذ نحو عام قرارا بشأن المساعدات لسوريا. وبعد أشهر من المحادثات تبنى المجلس أخيرا بيانا غير ملزم في الثاني من أكتوبر يحث على تيسير وصول المساعدات لكن البيان لم يؤد إلى تقدم يذكر في النواحي الإدارية. وقالت آموس «منذ تبني ذلك البيان اشتد الصراع. وما تحقق من تقدم محدود للغاية وغير متكافئ وبطيء بطئا شديدا. ولم نستطع توصيل مساعدات كافية والكثير من المناطق ما زال يصعب الوصول إليها». ووجدت آموس صعوبة في وصف هدنة لإجلاء الناس عن مدينة حمص القديمة بأنه تقدم. وقالت «قمنا بإجلاء 1400 شخص. ولكن يوجد قرابة ربع مليون شخص يجب إجلاؤهم إذا نظرت إلى كل الموجوين في الأحياء المحاصرة.» وقالت باور ان 80 في المائة من المناطق المحاصرة تسيطر عليها الحكومة السورية وان بيان مجلس الأمن بشأن توصيل المساعدات الذي صدر في اكتوبر تشرين الأول تم تجاهله بشكل ممنهج. من ناحية أخرى، حذر الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي من أن الفشل احتمال ماثل أمام عينيه في محادثات السلام المتعثرة بين طرفي الحرب الاهلية في سوريا وقال: إن الولاياتالمتحدةوروسيا وعدتا بالمساعدة على تحريك المحادثات. واجتمع الابراهيمي مع دبلوماسيين كبار من روسياوالولاياتالمتحدة الدولتين الراعيتين للمحادثات التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع على أمل أن تتمكنا من دفن خلافاتهما العميقة والتأثير على المعارضة والحكومة السورية لمواصلة مفاوضات السلام وعدم التعنت. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف «أكدا من جديد دعمهما لما نحاول انجازه ووعدا بأنهما سيساعدان هنا وفي عاصمتيهما وغيرها في تحريك الموقف بالنسبة لنا لاننا حتى الان لا نحرز تقدما يذكر في هذه العملية». وردا على سؤال بعد الاجتماع عما إذا كانت العملية كلها قد فشلت قال: «الفشل يحدق بنا دائما.» وأضاف «فيما يتعلق بالأممالمتحدة لن نترك بالتأكيد أي سبيل لنطرقه إذا كانت هناك إمكانية للمضي قدما. وإذا لم يكن الأمر هكذا سنعلن ذلك.» وسئل عما إذا كانت مواقف الجانبين المتحاربين قد تقارب قال الابراهيمى: «أعتقد ان كل جانب أصبح معتادا اكثر قليلا على وجود الجانب الآخر. لا أعتقد ان صداقات تطورت بينهما بعد.» وقال مسئول أمريكي «العمل الشاق في هذه الدبلوماسية مستمر وستواصل الولاياتالمتحدة دعم هذا العمل.» ولم يتسن على الفور الاتصال بالمسئولين الروس. وانعكس الخلاف في وجهات النظر بين روسيا والقوى الغربية بشأن اصدار قرار من الاممالمتحدة حول تقديم المساعدات للسوريين على الطرفين السوريين في محادثات السلام في الوقت الذي استمر فيه القتال وظل عشرات الالاف تحت الحصار على أمل وصول امدادات إغاثة من الخارج. وقالت روسيا إنها قدمت مشروع قرار في الاممالمتحدة بشأن مكافحة الارهاب في سوريا وخطة لتحسين توصيل المساعدات وذلك في خطوة تمثل تحديا للدول الغربية في مجلس الامن التي اقترحت صياغة أخرى رأت موسكو إنها ستفتح الباب أمام التدخل العسكري الغربي. وقال أنس العبدة أحد قيادات وفد المعارضة «ما شهدناه حتى الان ان النظام ليس جادا. من الأفضل أن يسارع الروس لفرض ضغوط كافية على جانب النظام السوري. وهم في وضع يؤهلهم لذلك.» كما قال دبلوماسيون غربيون إنهم يأملون أن تتمكن موسكو من الضغط على حكومة دمشق ويخشى البعض ألا تجرى جولة ثالثة من المحادثات في وقت قريب بعد استكمال محادثات الاسبوع الجاري.