هيمنت أجواء الترقب على الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في ظل معلومات عن نجاح المفاوضات بين تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون في حل العراقيل أمام تشكيل الحكومة برئاسة تمام سلام وخروجها للنور في الذكرى التاسعة لاغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، فيما استمر الغموض حول الأزمة الطارئة بين الحليفين داخل 8 آذار " حركة أمل والتيار الوطني " حول من يحصل على وزارة الأشغال. وقالت صحيفة " النهار" اللبنانية إن مجمل المؤشرات المتسارعة حتى ساعة متقدمة من ليل امس ، كانت تتجه الى طي الصفحة الاخيرة في الازمة الحكومية الاطول في تاريخ الازمات الحكومية في لبنان ، بما يعني أن مراسيم تشكيل حكومة سلام وقبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي يفترض أن تصدر قبل ظهر اليوم ، إستباقا لسفر رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل نبيه بري في جولة تستمر نحو اسبوع ، علما بأن سفره قبل تشكيل الحكومة يجعل تشكيلها متعذرا الى حين عودته. وأشارت الصحيفة إلى أن بري كان صارح زواره امس بأنه اذا لم تتشكل الحكومة قبل ظهر اليوم "سيكونون مضطرين الى انتظار عودتي لانني لن أرجئ الجولة" ، كما أن الدافع الآخر الى إصدار التشكيلة قبل الظهر هو موعد احياء ذكرى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه عصرا ، والذي ستكون فيه كلمة وصفت بأنها مهمة وبارزة لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري سيطل عبرها على القضايا الرئيسية في الوضعين الداخلي والاقليمي. وقالت الصحيفة إنه بدا واضحا أن الاندفاع البارز الذي سجل في الساعات الاخيرة والذي أتاح تذليل العقدة العونية التي إعترضت طويلا إتمام الاتفاق على التشكيلة الحكومية ، يعود الى التواصل المستمر بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، وهو التواصل الذي شكل كاسحة الالغام الاخيرة أمام الولادة المفترضة للحكومة اليوم. وأضاف لقد فتحت الثغرة الاساسية لدى موافقة العماد ميشال عون على إسناد حقيبة الطاقة الى حليفه في "تكتل التغيير والاصلاح" حزب الطاشناق ، على أن يتولى صهره وزير الطاقة الحالي جبران باسيل حقيبة الخارجية كما تسند الى "التيار الوطني الحر" حقيبة خدماتية أساسية هي الاشغال او التربية. ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الاشغال شكلت بابا للمنازعة بين حصة رئيس مجلس النواب اللبناني زعيم حركة أمل نبيه بري وحصة عون ، كما أثار إسناد الخارجية الى ماروني إشكالا لجهة وزارة الدفاع التي كان الرئيس اللبناني ميشال سليمان ينوي اسنادها الى الوزير السابق خليل الهراوي. وقالت الصحيفة إن سليمان لن يمانع في أن تكون حقيبة الدفاع السيادية التي هي لوزير محسوب عليه من الطائفة الارثوذكسية هو سمير مقبل الذي سيكون ايضا نائبا لرئيس الحكومة باعتبار أن الوزير الماروني الذي سيتولى حقيبة سيادية سيكون من حصة العماد عون ممثلا بالوزير باسيل الذي سيتولى منصب وزير الخارجية ، لكن هذا التوزيع مشروط بضمانة أكيدة أن التشكيلة الحكومية ستعبر مجلس النواب ، اما اذا ظهر أن هناك إحتمالا ألا تحظى الحكومة بالثقة النيابية فإن الرئيس سليمان سيتمسك بتمثيل سيادي بوزير ماروني هو الوزير السابق الهراوي. وأوضحت الصحيفة أنه حتى ساعة متقدمة من الليل كانت اتصالات التأليف تعكس تفاؤلا بولادة الحكومة الجديدة اليوم ، وقت كان مسار الحوار بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر" يحرز تقدما ملحوظا ، توّج خمسة اجتماعات بين مستشار الرئيس الحريري السيد نادر الحريري والوزير باسيل ، وسط معلومات أن البحث بين الفريقين يتجاوز موضوع الحكومة الى مرحلة ما بعد الحكومة بكل آفاقها. وذكرت " النهار" أن التشكيلة الحكومية غير النهائية كانت حتى ساعة متقدمة من ليل امس على النحو الآتي: الحقائب السيادية : سمير مقبل وزيرا للدفاع (ارثوذكسي) ، جمال الجراح وزيرا للداخلية (سني) ، جبران باسيل وزيرا للخارجية (ماروني) ، علي حسن خليل وزيرا للمال (شيعي).