قال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق: إن منصب رئيس الجمهورية أكبر من حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، ومع احترامى الشديد له لا يمتلك أى مؤهلات قوية لذلك، بدليل تذبذبه الشديد فى تصريحاته الصحفية تجاه خوض انتخابات الرئاسة فى مواجهة المشير عبد الفتاح السيسى، الأمر الذى جعلنا نشاهد أكثر من حمدين نتيجة تضارب هذه التصريحات. وأضاف نقيب الصحفيين الأسبق خلال حواره ل «الوفد»: «فاتورة المرشحين لرئاسة الجمهورية المطروحة على الساحة لا يوجد من بينهم من يستطيع الحصول على وفاق وطنى مصرى»، لافتاً إلى أن عمرو موسى المرشح السابق للرئاسة هو الأقوى لكنه عزف عن الترشح وأعلن تأييده للسيسى. وتابع: «عمرو موسى سيكون له دور كبير فى المعادلة السياسية خلال الفترة المقبلة ولن يترشح للرئاسة لعلمه بأن هذا المنصب يحتاج إلى جهد وشجاعة وشباب». وأكد «مكرم» أن المشير السيسي، أعلن بالفعل ترشحه للرئاسة مع الكاتب الصحفي الكويتي أحمد الجار الله، قائلاً: «بالفعل أجرى السيسي حواراً مع جار الله، ولأول مرة يحسم «السيسي» بصوته موقفه ويعلن ترشحه في انتخابات الرئاسة».. وإلى نص الحوار: بعض الإعلاميين والصحفيين المصريين «يعتبون» على المشير السيسى أن يعلن ترشحه رسمياً لرئاسة الجمهورية من خلال جريدة كويتية.. ما رأيك؟ - منذ ما يقرب من شهر ونصف الشهر طلب أحمد الجار الله رئيس تحرير جريدة «السياسة الكويتية» إجراء حوار مع المشير السيسي، ونجح في ذلك، لعدة أسباب على رأسها أنه صحفي نشيط وشاطر، كما تربطه علاقات جيدة بالجهات المصرية، تمكنه من إجراء الحوار، بالإضافة إلى أن «الجار الله» له مواقف جيدة مع مصر، فقد دافع عنها وطالب بضرورة عودة علاقة العالم العربي مع مصر في وقت أزمة المقاطعة العربية، كما أن الجهات المصرية تحفظ له الجميل، وبالتالي مكنته من إجراء هذا الحوار المهم فى هذا التوقيت شديد الحساسية. وما رأيك فى تعليق المتحدث العسكرى على الحوار بأنه اجتهادات صحفية؟ - بيان المتحدث العسكري، بأن ما نشرته جريدة «السياسة الكويتية» مجرد «اجتهادات صحفية وليست تصريحات مباشرة من المشير السيسي» وهي محاولة لامتصاص غضب الصحافة المصرية، وأؤكد لك أن «الجار الله» أجرى بالفعل حواراً مع السيسي وأعلن فيه عزمه الترشح رسمياً لرئاسة الجمهورية ولا يجوز أن نلوم أى صحفى شاطر على نشره انفراداً صحفياً. لو انتقلنا إلي الانتخابات الرئاسية المقبلة كيف ترى ظهور الفريق سامى عنان فى المشهد السياسى والتلويح بنزوله كمرشح رئاسى محتمل؟ - علي من يعتمد الفريق عنان وهو يخوض معركة انتخابية صعبة تشير كل الدلائل إلي أنها شبه محسومة للمشير عبدالفتاح السيسي بسبب شعبيته الطاغية، وهل يدخل في حساب عنان أنه يمكن أن يحوز على أصوات جماعة الإخوان وحلفائهم من أمثال جماعة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وأتباع السلفية الجهادية أم أن أصوات هؤلاء سوف تذهب إلي مرشح آخر أكثر قرباً لهذه الجماعات وإذا كان «عنان» علي يقين من أن أصوات هؤلاء يمكن أن تحمله إلي القصر الجمهوري فهل فكر جيداً في الثمن الفادح الذي يطلبه هؤلاء؟ أنني لا أتصور أن ترشيح «عنان» في مواجهة «السيسي» يمكن أن يؤثر علي وحدة المؤسسة العسكرية كما يعتقد البعض لأن الأوزان النسبية لكل المرشحين وسط جماهير الناخبين ليست طلاسم أو ألغازاً غير معروفة لكنها مدركة بوضوح بالغ من غالبية الشعب المصري، ولأن المؤسسة العسكرية أعلنت في مشهد تاريخي مساندتها ترشيح المشير السيسي ثقة في انتمائه الوطني وتقديراً لشجاعته عندما وعد بحماية حق المصريين في التعبيرعن رأيهم الحر في 30 يونية، ونجح بالفعل في حماية إرادة الشعب المصري ولأنه دخل في اختبار صعب مع قوي الهيمنة الدولية التي أرادت أن تشطب ثورة 30 يونية من حياة المصريين وترغمهم علي قبول جماعة الإخوان شريكاً في اللعبة السياسية رغم كل ما فعلوه!.. لكن السيسي صمد في وجه هذا التحدي. وأحب أقول إننى لا أنكر علي الفريق «عنان» حقه في الترشح لرئاسة الجمهورية بل لعل ترشحه يعطي للمعركة الانتخابية طابعها التنافسي ويزيد من سخونتها ويضمن حضوراً حاشداً إلي صناديق الانتخابات, لكن الخطر يكمن في أن تتصور جماعة الاخوان وأنصارها أنها يمكن أن تلعب علي إمكان وقوع خلاف داخل المؤسسة العسكرية يصل إلي حد الانقسام وهو أمر من المستحيل حدوثه لأن الجيش المصري مؤسسة احترافية لا شأن لها بالسياسة، ولأن المرشحين «السيسي» و«عنان» قد أصبحا منذ ترشحهما خارج إطار هذه المؤسسة مجرد مواطنين يتنافسان علي منصب رئيس الجمهورية في انتخابات نزيهة تحكمها إرادة الشعب المصري. ولكن حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى أعلن خوضه للانتخابات الرئاسية؟ - بصراحة منصب رئيس الجمهورية أكبر من حمدين صباحى، ومع احترامى الشديد له لا يمتلك أية مؤهلات قوية لذلك، بدليل تذبذبه الشديد فى تصريحاته الصحفية تجاه خوض انتخابات الرئاسة فى مواجهة المشير عبدالفتاح السيسى، الأمر الذى جعلنا نشاهد أكثر من حمدين نتيجة تضارب هذه التصريحات. والمرشحون لرئاسة الجمهورية المطروحة على الساحة لا يوجد من بينهم من يستطيع الحصول على وفاق وطنى مصرى، باستثناء عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين هو الأقوى، لكنه عزف عن الترشح وأعلن تأييده للسيسى. وأحب أن أشير إلى أن عمرو موسى سيكون له دور كبير فى المعادلة السياسية خلال الفترة المقبلة ولن يترشح للرئاسة لعلمه بأن هذا المنصب يحتاج إلى جهد وشجاعة وشباب. ما تعليقك على من يقول إننا بصدد عودة رموز نظام مبارك للمشهد السياسى مرة أخرى؟ - نظام مبارك لم ولن يعود مرة أخرى ورموزه يعيشون فى «الجحور»، هو «علشان» ظهر زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق أثناء إدلائه بصوته فى الاستفتاء، وكذلك دعوة أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق للاستفتاء على الدستور، معنى ذلك اننا نعيد إنتاج نظام مبارك أو عودة رموز نظامه للمشهد السياسى هذا كلام يردده تنظيم الإخوان من أجل «الصيد فى الماء العكر» لإحداث بلبلة بين المصريين وتعطيلنا عن خارطة الطريق. ما رأيك فى موضوع المصالحة مع الإخوان التى أطلقها البعض مقابل وقف العنف فى الشارع؟ - كيف يتحدثون عن مصالحة وطنية والإخوان تهدد وتتوعد المصريين يومياً وتطلب شروطاً مستحيل تحقيقها على أرض الواقع بخروج القيادات من السجون وهم على ذمة قضايا والأكثر من ذلك الاستمرار فى موجة العنف ضارباً عرض الحائط بأى مفاوضات، لذلك لابد من هزيمة الإخوان ب «الضربة القاضية» بمعنى أن نسد عليهم كل الثغرات ويجب أن نتعلم من ما حدث من أعمال إرهابية خلال الفترة الماضية حتى نسد عليهم الثغرات خلال الفترة المقبلة. ويجب مطاردة أنصار جماعة الإخوان الإرهابية فى كل شارع وحارة لما فعلوه من استباحة دماء الشعب ومحاولة هدم الوطن وترويع الآمنين إن ساعة الحساب قد حانت للجماعة الإرهابية، والشعب لفظهم وسينتصر عليهم ويهزمهم هزيمة نكراء قريباً، ولا يمكن للإرهاب أن يعود إلى صفوف المصريين بعد أن أثبتوا أنهم لا يعرفون الدين ولا الوطن، وإنما هم ينتقمون من الشعب وأقول لهم «اخبطوا رؤوسكم فى الحوائط فلا طريق أمامكم للعودة إلى الشعب المصرى». وهل تعتقد أن الأعمال الإرهابية ستتوقف؟ - العمليات الإرهابية التى يمارسها تنظيم الإخوان الإرهابي لم ترهب الشعب المصرى الذى خرج ليحتفل بذكرى ثورة 25 يناير وكذلك التصويت على الدستور بالملايين وسيخرج الشعب عن بكرة أبيه ليدلى بصوته فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليؤكد أن مصر مرت من عنق الزجاجة، وهذه الجماعة الإرهابية فى طريقها لعملية انتحار جماعى من أجل عرقلة إتمام خارطة الطريق، ولكن الشعب لن يسمح بذلك، ومن المستحيل أن تنتصر الجماعة الإرهابية على إرادة الشعب، ومهما فعلت فلن تستطيع العودة مرة أخرى إلى السيطرة على مقاليد الأمور فى البلاد. كيف ترى استهداف الشرطة والجيش تحديداً وإعلان أنصار بيت المقدس لجميع العمليات الإرهابية؟ - إن كان المطلوب من استهداف مديريات الشرطة وأقسامها وكمائنها الإبقاء علي المصريين في حالة انتظار وحياد، باعتقاد أن الناس لن تبالي كثيراً بمصير عدد من رجال الشرطة يسقطون كل يوم ضحية هذه الجرائم، فهذا هو الوهم الكبير الذي تعيشه جماعة الإخوان ومن يتبعهم، من من يطلقون على أنفسهم «أنصار بيت المقدس» فهم يعيشون ضمن عالمها الافتراضي غير الموجود علي أرض الواقع!.. لأن هؤلاء الضحايا الشرفاء جزء أصيل من أبناء هذا الشعب الذي يتلاحم مع شرطته ويدرك أنها تدفع ثمناً غالياً للحفاظ علي أمنه ويبذلون دماءهم فداء لحرية شعب لن يقبل عودة هذه الطغمة الفاشية الكافرة التي سمت نفسها زوراً جماعة الإخوان المتأسلمين، وإن كان المطلوب تكرار ما حدث في 25 يناير كي تسقط الشرطة ويصبح الشعب مستباحاً لقطعان خراف تلبس الآن جلود ذئاب وتنهار الدولة المصرية وتسود الفوضي ويعود المصريون مرة أخري إلي مصاعب مرحلة انتقالية أوشكت علي الانتهاء، فعلي جماعة الأشرار أن تعرف أن ذلك لم ولن يحدث. الشرطة ليست وحدها في الميدان فإلي جوارها يقف الجيش المصري بأكمله, شقيقان عظيمان مصممان علي حماية إرادة هذا الشعب وصون حقه في أن يرفض الرضوخ لحكم فاشي إرهابي لن يحقق أياً من أهدافه لأن وراء الشرطة والجيش شعباً عظيماً يعرف طريقه جيداً ويعرف أعداءه جيداً وسوف يطاردهم في كل شارع وحارة وزقاق. وإن كان المطلوب هو تخويف الشعب وإجباره علي عدم النزول فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فقد فات أوان الخوف وعرف المصريون أن الرد الصحيح علي الإرهاب هو الصمود في مواجهته، ولهذا سوف ينزل الجميع كما وعدوا الرجال والنساء والشباب والأطفال, يحدقون في وجه الإرهاب, يضعون عيونهم في عيونه ويبصقون في وجهه ويطاردونه حتي الموت لأنهم يعرفون أن الإرهاب رعديد جبان أكثر ما يخشاه هو حشود الجماهير ويعرفون أننا في حالة حرب وأن المعركة معركة حياة أو موت ضد مجرمين وقتلة لا دين ولا ضمير لهم، وما من حل آخر سوي استمرار المواجهة إلي أن يتم استئصال جذور الإرهاب. البعض يسأل ما الحل مع تنظيم الإخوان الإرهابى؟ - الحل هو «المراجعات الفكرية» كما حدث من قبل مع الجماعات الإسلامية ولكن قيادات الإخوان لا تريد أن تعترف بالهزيمة أو تعلن فشلها ومراجعة أفكارها، لأن وقتها أعضاء التنظيم ستحاسبهم حساباً عسيراً، ووقتها سيتحمل هؤلاء القيادات أسباب سقوط هذا التنظيم سواء داخلياً أو خارجياً ومن يتحمل مسئولية انهيار التنظيم الإخوانى لا أحد فى هذه القيادات يملك الشجاعة للاعتراف بالخطأ. وماذا تتوقع خلال الفترة المقبلة من هذا التنظيم الإخوانى؟ - أتوقع تعرض البلاد فى الفترة القادمة إلى عمليات اغتيال على أوسع نطاق موجهة إلى رجال الأمن والقضاء والإعلام من قبل الجماعة الإرهابية، موضحاً أنها معركة حياة أوموت بالنسبة لتنظيم الإخوان ولابد من إجراء محاكمات استثنائية سريعة لمن يثبت تورطهم فى هذه العمليات الإرهابية. كيف ترى العلاقة بين تنظيم الإخوان والسلفيين؟ - هجوم الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية وقيادات حزب النور على الإخوان يدل على عمق الخلافات الحادة بين السلفيين والإخوان ووصولهم إلى طريق مسدود.