علي بعد خطوات من ديوان عام محافظة القليوبية وتحديداً في ميدان الإشارة الذي يقترب جدا من استراحتي مدير أمن القليوبية ومحافظ القليوبية وعلي بعد خطوات قليلة أيضاً من مبني مديرية الأمن وأمام جهاز الأمن الوطني ببنها اعتادوا أن يجلسوا ليشموا الكلة علنا أمام الشرطة وأمام المواطنين دون أي تدخل فمن يجرؤ علي التدخل فرغم سنهم الصغيرة الا أنهم فعلا خارجون علي القانون يحركهم مجموعة ممن سبقوهم الي عالم الإجرام.. »الوفد« رصدت مجموعة من أطفال الشوارع يشمون »الكلة« علي بعد امتار من اماكن حساسة جدا بعاصمة القليوبية رصدت كاميرا »الوفد« مجموعة من الأطفال أجبرتهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية علي اللجوء إلي الشارع. اقتربنا منهم فلم تبد عليهم أي استجابة، كان المشهد واضحاً جدا وهم يضعون علب الكانز الفارغة المليئة بالكلة بعناية في أكمامهم ويشمونها بهدوء.. اقتربت منهم فكانت نظراتهم تحمل نوعا من الخوف والقلق الذي تبدل الي ابتسامة حين قدمت لهم قطعا من الحلوي وسألتهم عن أسمائهم فسألوني بشكل غريب عن وظيفتي فقلت: »أنا صحفي« ابتسم الأطفال وأجابوا: »إحنا قاعدين هنا جنب الحكومة« وكأنهم يشعرون بالأمان من قربهم من تلك الأماكن التي سبق ذكرها سألناهم عن سبب وجودهم في الشارع فرووا لنا بعضا من مآسيهم. يقول أحمد محمد وهو في حالة من اللاوعي أنا رحت مؤسسة رعاية أحداث وهربت لما ضربوني وأنا أبويا ميت وماليش حد أعيش معاه فبنام في مداخل العمارات والمنازل. أما محمود السيد قال وهو يبكي »أبويا مات وأمي سابت البيت ونفسي يكون عندي شقة وألعب زي باقي العيال« بس هنعمل إيه ومافيش حد سأل فينا. أما خالد فقال أنا مليش غير الشارع هروح فين والدنيا عمالة تلطش فيا، واستطرد أحمد دعبس قائلاً: »أبويا ميت، وأمي عايشة بس أنا بنام في الشارع ونفسي يبقي عندي فلوس وعجلة وشقة فيها سرير وما أشحتش من الناس واضاف قائلاً أيوة أنا بشم كلة.. أعمل إيه يعني.. قاعد لوحدي وبنام في الشارع ومعنديش بيت ولا مكان أروح له والله أنا عاوز أرجع البيت بس مش عارف بيتنا فين لأن أمي عزّلت«. وقال طفل آخر - رفض ذكر اسمه - الحكومة عارفاني وعارفة إني بأشم كلة مع العيال هنا والناس كلها عارفة أنا هنا بقيت أشهر من تامر حسني لأن أبويا مات وأمي سابت البيت، فهربت للشارع، ثم بدأ باستنشاق جرعة من الكلة كانت كفيلة بإنهاء الحديث معه.