أيام قليلة وتدخل مصر مرحلة جديدة بانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد أن أسقط الشعب المصري نظام حكم جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي بعد أن وقفت القوات المسلحة المصرية بجانب الإرادة الشعبية الجارفة التي خرجت وملأت الميادين للتعبير عن رفض نظام حكمهم. ومن ثم خرج المشير عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ليعلن خارطة الطريق التي تضمنت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وانتخابات برلمانية جديدة،ومنذ هذا اليوم أصبح للمشير السيسي مكانة كبيرة في وجدان كل مصري نتيجة دوره العظيم في مساندة ثورة 30 يونية وتصديه لمخطط تقسيم الدولة التي كانت تسعي إليه جماعة الإخوان لتكن هناك حالة من الحب بين المشير والشعب. ومن هنا جاء مطلب غالبية المصريين بترشح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية وسط طموحات المصريين بأنه سيكون رجل المرحلة المقبلة لما يتمتع به من شخصية حاسمة وقوية وصادقة ودهاء وذكاء أصبح جلياً في تعاملاته الداخلية والخارجية. ولكن نتيجة هذه الشعبية خرجت أصوات تنادي بأن السباق الرئاسي يكاد يكون محسوماً في حالة ترشح المشير السيسي نتيجة التأييد الشعبي الواضح له وهذا شيء طبيعي، لكن مناداة البعض بعدم ترشح آخرين ضد المشير في حالة ترشحه فهذا لايليق بمكانة الدولة المصرية بعد ثورة الشعب في 30 يونية بل يتنافي مع الأعراف الديمقراطية. والسبب في ذلك هو أحقية الشعب المصري في الاختيار بين أكثر من مرشح وبرنامج،وإعطاء شرعية انتخابية للمرشح الفائز بغض النظر عن فرق الاصوات بين المرشحين الآخرين، والظهور أمام العالم الخارجي بأننا دولة بها انتخابات رئاسية قوية بين مرشحين أقوياء وأن مصر بها من الشخصيات من هم كفاءة لتولي المنصب وليس شخصا واحدا فقط. ويقول جورج إسحق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إن الشعب المصري من حقه أن يختار بين أكثر من مرشح قائلاً «ما يقال عن المرشح الأوحد هو بمثابة إعطاء شيك علي بياض للرئيس القادم وهذا لن يسمح به الشعب المصري علي الإطلاق خاصة في ظل الشارع الثوري الذي ينتظر تحقيق طموحاته». وأضاف إسحق أن الحديث عن مرشحي الانتخابات الرئاسية يتعلق بمن سيتمكن من تنفيذ آلية الترشيح للرئاسة وهي الحصول علي 25 ألف توكيل من الشعب المصري وبالتالي لم يعد الترشح مقصوراً علي شخص قانوناً حتي يتحدث البعض عن عدم ترشح آخرين في حالة ترشح المشير السيسي. وقال إسحق «لا أحد ينكر شعبية المشير السيسي وهذا لايعني أن يكون الترشح مقتصراً عليه ولابد أن يعبر مشهد الانتخابات الرئاسية عن عظمة مصر وشعبها في 30 يونية ولابد أن تكون صورة الانتخابات الرئاسية معبرة عن المشهد الديمقراطي الحديث التي تمر به مصر الآن خاصة في ظل اهتمام العالم الخارجي بما يحدث في مصر». ووصف إسحق ما يقوله البعض حول عدم ترشح أي مرشح آخر ضد المشير السيسي في حالة ترشحه هو حالة من النفاق الزائد-بحسب قوله قائلاً «الشعب المصري لن يعطي أحداً شيكاً علي بياض والمرشح وبرنامجه هو الفيصل ومن حق المواطن أن يختار بين أكثر من مرشح في ظل انتخابات حرة ونزيهة». وتقول الدكتور كريمة الحفناوي القيادية بالحزب الاشتراكي المصري إنه لا احد ينكر الدور البطولي الذي قام به المشير عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وانحيازه لإرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونية ضد نظام حكم جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي. وتري الحفناوي أن ما يردده البعض بشأن ترشح المشير السيسي في الانتخابات يعني حسم الأمر بالنسبة له دون أن يكون هناك داع لخوض أي مرشح آخر الانتخابات نتيجة الشعبية الجارفة للفريق السيسي هو أمر لا يليق بمكانة الدولة المصرية –بحسب قولها. وتشير الحفناوي إلي أن الانتخابات الرئاسية القادمة لابد أن يتنافس فيها مرشحون أقوياء لهم برامج محددة علي أن يكون الاختيار وفقاً للمرشح والبرنامج الذي يري فيه الناس تحقيق أهداف الثورة التي قاموا بها وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وتستكمل الحفناوي «نحن في عهد مبارك كانت هناك مكاسب تمثلت في أن يكون انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر بدلاً من الاستفتاء عليه ومن بعدها شاهدنا انتخابات رئاسية ترشح فيها كثيرون من بينهم الدكتور نعمان جمعة والدكتور أيمن نور وبالتالي لانريد التنازل عما وصلنا إليه». وتؤكد الحفناوي علي ضرورة وجود مرشحين أقوياء في الانتخابات الرئاسية سواء ترشح المشير السيسي أم لا حتي تكون هناك شرعية للمرشح الفائز قائلة «قد يري البعض أن الفريق السيسي لايحقق طموحاتهم وبالتالي لايجب أن يكون الناخب مجبرا علي مرشح واحد أو أنه لايذهب للانتخابات».