" لم ينتصروا عليكم يا من ترفضون الاحتلال والذل ويا من فى قلوبكم وعقولكم العروبة والإسلام إلا بالخيانة." رسالة أذاعتها قناة الجزيرة للرئيس الراحل صدام حسين من مخبئه فى 30 إبريل 2003. وألقى بها اللوم على الخونة دون أن يحدد من يقصد، وكأنها تشير بأصابع الاتهام إليها " كمن يقتل القتيل ويسير فى جنازته". بدأت قناة الجزيرة فى مارس عام 1988 قوية وجريئة، وتطرقت فى تغطيتها فى ذلك الوقت إلى موضوعات لم تكن تجرؤ أى جهة إعلامية فى ذلك الوقت فى أى من البلدان العربية بمناقشتها، ولكنها لم تستمر فى ذلك كثيرا فسرعان ما كشفت عن وجهها القبيح إبان الحرب الأمريكية على العراق عام 2003. وفيما يلى رصد لجرائم الجزيرة فى حق الوطن العربى: اعتمدت الدول العربية جميعها على قناة الجزيرة فى تغطيتها لحرب العراق، ولكنها كانت دائمًا ما تضع السم فى العسل، ففى وقت نشوب أشهر المعارك فى الحرب العراقيةالأمريكية " معركة المطار" والتى انقسمت فيها الحرب إلى جزئين انتصر بها الجيش العراقى فى بداية المعركة، انتهزت الجزيرة توقف الإذاعة والتليفزيون العراقيين، وروجت لخبرين كانوا كافين بتدمير الروح المعنوية للجنود، أولهما إشاعة خبر مقتل الرئيس صدام حسين إلا أنه ظهر بعد ذلك فى ظهر يوم 8 إبريل فى الوزيرية والكاظمية، وظهر لهم ثانية فى اليوم التالى فى شارع 14 رمضان. ثانيا الترويج لخبر سقوط مطار بغداد قبل سقوطه بأسبوع بالرغم من انتصار الجيش العراقى فى بداية معركة المطار، إضافة إلى اشتراك صدام نفسه فى الحرب وقيادته لمدرعة دخل بها إلى المطار، ومهد كل ذلك للنهاية المأساوية المتمثلة فى تخاذل قيادة الصف الأول فى الحرس الجمهوري، التى أعطت تعليمات لقادة الصف الثاني، تفيد بانتصار الأمريكان وانتهاء المعركة، ووجوب الانسحاب والاختفاء استعدادًا للمعركة المقبلة طويلة الأمد مما تسبب فى سقوط بغداد فى 9 أبريل من العام 2003. لم تكتفِ الجزيرة بدورها فى مساعدة الأمريكيين على احتلال العراق وتفتيت الجيش العراقى، إلا أنها حولت الربيع العربى إلى خريف يتساقط منه شبابه كما تتساقط أوراق الأشجار، فمع إعلان قطر مساندة الناتو فى احتلال ليبيا بحجة تخليص الشعب الليبى من القذافى، لجأت قطر إلى سلاحها المسموم " الجزيرة " لتنفذ ما قامت به بالأمس مع العراق، حيث لجأت الجزيرة إلى استخدام الواعظ الدينى لمناشدة الشعوب العربية معتمدة على الفتوى الشهيرة للشيخ القرضاوى والتى بثتها فى معظم برامجها، والتى جاء فيها أن التحالف مع الناتو" حلال " وضرورة لردع ظلم القذافي. اشترك الجيش القطرى مع الناتو فى الحرب على ليبيا، وبررت الجزيرة أن القصف لن يضر المدنيين ولكنه نقطة ضغط لردع القذافى عن جرائمة، ليأتى يوم الأحد 20 مارس ليكون خطة جديدة لقناة الجزيرة فى بلد عربى آخر، عندما قام ما يسمى بالتحالف الدولى للمدنيين فى ليبيا، بقصف مدنيين وهوما تسبب فى مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء. ومن الفضائح المتكرره لقناة الجزيرة استضافتها ضيوف إسرائيليين دائمين فيها ، ومن له ميول التطبيع مع إسرائيل، ففى إحدى برامجها استضافت المحلل العسكرى " صفوت الزيات " والذى اعتبر أن امتناع المسلحين عن مهاجمة إسرائيل أمر رشيد وغاية فى الحكمة، مشيرًا إلى كرم العلاقات العامة الإسرائيلية عندما قامت بإغلاق الطريق 96 ، الواقع بين سوريا وفلسطين المحتلة، والمستخدم لإسعاف ونقل الجرحى والمصابين فى الاشتباكات بين الجيش السورى والمعارضة. وأكد" ضيف الجزيرة "على أن اعتداء إسرائيل الأخير على غزة عبارة عن ضربات جراحية، وأن ضرباتها لم تصب أى بريء أومدني، مضيفًا أن إسرائيل كانت تقدم الإسعافات للجرحى الغزاويين أحيانا. وفيما يخص عبث الجزيرة فى الشأن السوري، قالت بثينة شعبان–المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السورى بشار الأسد – فى إحدى حواراتها التلفزيونية–بأن أمير قطر وعدهم بأنه فى حالة الاتفاق معه، سيسكت الجزيرة والقرضاوى، وهذا يؤكد على استخدام قطر للجزيرة كسلاح لها ضد الدول العربية فى حالة رغبتها فى تحقيق شيء ما. أما موقف الجزيرة المتناقض مع مصر بشكل يدعول لتعجب والحيرة ، ما بين تأييدها الشديد لثورة يناير ورفضها الشديد لثورة يونيوو وقوفها بجانب النظام السابق بشكل مستميت، استخدمت فيه الجزيرة كل أسلحتها للانقضاض على ثورة الشعب ضد مرسى ب30يونيو لإفشالها، حيث ظهر جلياً حربها ضد مصر والنظام الحالى فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، عندما قامت بنشر صور لأطفال قتلى من سوريا على أنها حدثت فى مصر ، بجانب نشرها صورًا لبعض الأشخاص الحىروقين من سوريا ونسبتها أيضا لمصر .بخلاف ما بثته من تسريبات للمشير السيسى وفقاً لما أذاعته، وتركيزها على تظاهرات الإخوان بالرغم من تغاضيها عن الأعداد التى خرجت بالملايين إلى كافة ميادين مصر تطالب برحيل مرسى. ولم يقتصر كذبها على المشاهد عند هذا الحد، بل لجأت إلى استخفاف بعقل المشاهد أثناء تغطيتها لتظاهرت الإخوان، عندما قامت بنشر صورة لتظاهرة بالسويس، وأخذت نفس الصورة على أنها تظاهرة بالمنيا، لم يحدث هذا الأمر مرة واحده ولكنه تكرر عدة مرات، لتبعد أى اعتقاد بإمكانية الخطأ غير المقصود فى نقل الصورة. بالرغم من فشل كل محاولات الجزيرة فى تكرار السناريو العراقى مع مص، لكن يتبقى السؤال " ما الدافع الذى يجبر مؤسسة إعلامية على تدمير آخر ما تبقى للعرب من أمل " مصر " ؟ " .