اهتمام إعلامى وشعبى لبنانى كبير بقرار الرئيس عدلى منصور ترقية الفريق أول عبد الفتاح السيسى إلى رتبة المشير اعتبارًا من أول فبراير المقبل، وكذلك بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى أكد تطلعه باحترام وإجلال لرغبة الجماهير فى ترشح السيسى للرئاسة. ويحظى السيسى بشعبية كبيرة بين كل طوائف الشعب اللبنانى، إذ يرونه امتدادًا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى يحظى شعبية طاغية فى لبنان، ولهذا لم يكن غريب أن تنظم العديد من القوى السياسية فى لبنان خاصة الناصرية تظاهرات أمام السفارة المصرية، دعما للثورة المصرية ولمطالبة السيسى بالترشح باعتباره مطلبًا عربيًا وليس مصريًا فقط - حسب المشاركين فى المظاهرات-. من جانبها، قالت صحيفة "المستقبل" اللبنانية "إن المشير السيسى نجح فى كسب شعبية واسعة لا ينازعه فيها أى سياسى أخر منذ ثورة العام 2011، التى أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك". وأضافت الصحيفة أنه خلف هدوئه الدائم الذى رأى فيه المصريون دليلًا على الثقة بالنفس، تختبئ شخصية ضابط عنيد خاض من دون أن يهتز مواجهة دامية مع جماعة "الإخوان المسلمين"، الحركة السياسية التى ظلت لعقود طويلة الأكثر تنظيمًا فى البلاد. وأشارت إلى أنه قد عزل الرئيس المنتمى إليها محمد مرسى فى الثالث من يوليو 2013، مؤكدًا أنه لبى بذلك "إرادة الشعب" بعد نزول ملايين المصريين إلى الشوارع يطالبونه بالتدخل لإنهاء حكم الإخوان. وتابعت الصحيفة " وحتى منافسيه المحتملين على مقعد الرئاسة مثل حمدين صباحى يعترفون بأن "شعبيته جارفة" وبأنه صار "بطلا شعبيا"، ولفتت الصحيفة إلى أنه خلافا للزعامات التقليدية، لم يكتسب السيسى هذه الشعبية معتمدًا على الخطب الرنانة أو اللهجة الحماسية، وإنما هو على العكس يتحدث دومًا بصوت خفيض وبنبرة هادئة، ويفضل اللهجة العامية البسيطة على العربية الفصحى. وأشارت إلى أن عبارة شهيرة قالها قبل شهور من عزل مرسى ومازال يرددها فى مناسبات عدة : "عندما أردتم (انتم المصريين) التغيير، غيرتم"، وفى مناسبة اخرى قال متوجها إلى الشعب المصرى "انتم نور عيوننا". ووفقا للصحيفة فإن مقربين منه يؤكدون أنه "لا يريد استنساخ تجربة عبد الناصر وسياساته" وانما يأمل ان "يحقق العدالة الاجتماعية التى سعى اليها" الرئيس المصرى الراحل. وذكرت الصحيفة أنه فى لقاء مع شخصيات عامة وفنانين عقد اخيرا رد السيسى على من يطالبونه بالترشح للرئاسة قائلا "هل انتم مستعدون لاقتسام اللقمة (الخبز)" مع من لا يملك قوته و"هل ستستيقظون مبكرا مثل رجال الجيش لتبدأوا العمل فى الخامسة صباحا؟" فى اشارة إلى انه يريد توزيعا عادلا للدخل ويدرك فى الوقت ذاته ان البلاد بحاجة إلى عمل شاق. ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم أن الرجل أمضى معظم سنين عمره ال 59 داخل ثكنات الجيش المصرى، إلا أنه لم يكن فى السنوات الأخيرة خصوصًا بعيدًا عن السياسة.