السيسي: حلم مصر النووي يراود أبناءها منذ منتصف القرن الماضي واليوم نراه يتحقق    أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    اليوم.. الرئيس السيسي يستقبل رئيس كوريا الجنوبية لتعزيز التعاون الثنائي    ترامب يعلن عن عقد لقاء مع زهران ممداني غدا في البيت الأبيض    الأرصاد تحذر قائدي المركبات من شبورة كثيفة وانخفاض حاد في مستوى الرؤية    اليوم.. حلقة نقاشية حول السرد التفاعلي ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما    أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 20-11-2025 في الأقصر    البث المباشر لانطلاقة الجولة الثامنة من دوري أدنوك.. مواجهة مبكرة تجمع خورفكان وشباب الأهلي    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    شوقي حامد يكتب: الزمالك يعاني    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    المطربة بوسي أمام المحكمة 3 ديسمبر في قضية الشيكات    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوزك منكد عليك.. اعملي مدونة!!
نشر في الوفد يوم 22 - 06 - 2011

لو جوزك منكد عليكِ.. اعملي "مدونة" واشفي غليلك فيها من صنف الرجال !.. ولو مراتك منكده عليك أنت كمان أعمل مدونة تحدث فيها عن شرور النساء وأكنس فيها عليها السيدة ! ،
ولو كنت مطلقة و"مفروسة" من ظلم الرجالة.. دشني مدونة فضفضي فيها واشرحي تجربتك وخبراتك مع الزواج لبنات حواء كي لا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقعت فيه وانصحيهم أزاي يختاروا !.
أما لو كنتِ مغتاظة من الأزواج وتجاهلهم لمشاعر ورغبات الزوجات والزواج عليهن أحيانًا مثنى وثلاث، ونفسك تشوفي فيهم يوم.. اعملي أيضًا مدونة أتكلمي فيها براحتك عن "جنس الرجالة الطفسين إياهم" ، واخطبي فيها عن حرية المرأة وحكمة الدين في تعدد الزوجات لا فتحه علي البحري لمن يشاء !.
ولو هتتجنني بقى من طمع بعض الأزواج في مرتبات زوجاتهم وأخذها منهم تحت شعار "ثقل حمل الأسرة عليهم وضرورة تعاون الزوجة في النفقات"، بحجة أن "القُفّة أم ودنيين يشيلوها أتنين".. فلا تترددي.. خشي اعملي مدونة فورًا وتحسري على "انتهاء عصر الرجولة"!.
وطبعًا لو سنك كبر ولم يتقدم لك أحد من العرسان ، أو كنتِ مطلقة ومطمع لطلبات زواج غريبة مثل رعاية أبناء الزوج أو زواج المسيار أو الزواج السري وغيره ، أو هتتجنني من تصرفات "خطاب" اليومين دول ، وطريقتهم الغريبة في طلب عروسة كاملة الأوصاف بشقتها ولوازمها وفوق البيعة ولد وبنت لو أمكن.. فأكيد لازم تعملي برضه مدونة تشرحي فيها تجاربك مع "عرسان" آخر زمن وطلباتهم العجيبة كما فعلت أحدي المدونات وأصبحت مدونتها فكرة للمسلسل الاجتماعي الكوميدي (عايزة اتجوز)!!.
المدونات الاجتماعية تكسب!
هذه ليست نكتة ولكنها حقيقة.. وماذ ذكرته سابقا هو بعض ما تكبته بعض الفتيات والسيدات علي مدوناتهم النسائية الاجتماعية ، فليس صحيحًا أن المدونات -"البلوجرز"- في العالم العربي أغلبها سياسية.. لا.. العكس هو الصحيح علي الأقل قبل ثورة 25 يناير بسنوات ، فأغلب المدونات خصوصا النسائية تبدو اجتماعية أو شخصية ، وهي عبارة عن "هايد بارك" خاص بكل فتاة أو سيدة، أو مذكرات علنية مكتوبة - بدون الاسم الحقيقي طبعًا لصاحبتها- تفضفض فيها وتشكو وجيعتها من الرجال، سواء كانوا الأزواج أو الخطاب الذين لم يأتوا أو الوحدة والغربة والوحشة.
فبحسب دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في أبريل 2008 المصرية جاء أن : 18.9 % من جملة المدونات المصرية فقط ذات طابع سياسى ، و30.7% تهتم بمجالات متنوع ، و15.5 % من المدونات معنية بالشأن الشخصي و14.4 % مختصة بالفنون والثقافة و7 % ذات طابع دينى و 4.8 % اجتماعية ولا يتجاوز حجم المدونات المهتمة بالعلم والتكنولوجيا الحديثة 4 % من مجموع المدونات المصرية.
ومن غرائب هذه المدونات المصرية – والعربية - التي انتشرت بشكل موسع وبلغت في مصر فقط قرابة خمسة آلاف مدونة في غضون ثلاثة أعوام حتي 2005 أرتفعت إلي 160 ألفا في عام 2008 ، ويرجح أنها تضاعفت الآن عن هذا الرقم مرتين علي الأقل، أن هذه المدونات انتشرت بسبب ما نشر في بعض المدونات ذات الطابع السياسي لنشطاء سياسيين أو شباب فتحوا مدونات لنشر ما تخفيه وسائل الإعلام الرسمية ورفعوا سقف الحرية ، وتبادل الأفكار والآراء حول الإصلاح والحريات، وكانت أوائل هذه المدونات التي تناولت هذا الطرح مدونات شخصية أو نسائية واجتماعية باتت تحتل النسبة الأكبر من هذه المدونات في النقد السياسي ثم النقد المجتمعي .
ومع انتشار المدونات السياسية وظهور فوائدها في الكتابة بحرية وبدون قيود أو خشية معرفة من وراءها في أغلب الأحيان بسبب إخفاء اسماء المدونين غالبا وإتخاذ اسماء مستعارة ، بدأت تظهر (المدونات الاجتماعية) التي تحررها غالبًا نساء متزوجات أو آنسات عوانس أو مطلقات، يناقشن فيها قضايا اجتماعية خطيرة مثل الزواج والطلاق وشئون الأسرة والزواج العرفي والسري وأسباب الخيانة الزوجية وغيرها، والعلاقة بين الزوج والزوجة والحب والرومانسية ومشاكل الأسرة، بأساليب طريفة وهزلية وجدية في آن واحد!.
27 مليون مدونة شخصية
وأهمية هذا النوع الاجتماعي أنه عبارة عن "مفكرات" إلكترونية على شبكة الإنترنت تروي فيها فتيات وسيدات وشبان ورجال تجاربهم الشخصية الاجتماعية الحقيقية بحرية وبلا رتوش.. ويدوّن فيها الجمهور - زملاء المدونين من أصحاب المدونات الأخرى غالبًا- تعليقاتهم التي تبث بشكل مباشر ولحظة بلحظة على هذه المواقع الخاصة التي يسهل الإطلاع عليها، سواء عن الحب أو الزواج أو مشكلات الحياة وبلغة عامية ساخرة جذابة للغاية!.
والمدهش أنه كلما كان المجتمع أكثر انغلاقا من الناحية السياسية كلما زادت المدونات خصوصا النسائية ، حيث كشفت دراسة بعنوان (خارطة التدوين العربي) أعدها مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع التابع لجامعة هارفارد الأمريكية ونشرت عام 2009 ، أن السعودية تقع في المركز الثاني – بعد مصر - على مستوى الوطن العربي من حيث عدد المدونين، وأن عدد النساء السعوديات المدونات يزيد عن عدد المدونين الرجال ، وكشفت الدراسة أن معظم المدونات العربية ذات طابع شخصي، تتخذ أسلوب الملاحظة وكتابة اليوميات .
وقد أشارت دراسات السوق - وفقًا لموقع Zdnet الألماني- أن عدد هذه المدونات الشخصية التي يتم إنشاؤها يتزايد بشكل سريع حول العالم، حيث تشير آخر إحصائية أن هناك الآن ما يقرب من 27 مليون مدونة شخصية حول العالم، أغلبها أشبه باليوميات الشخصية التي تجذب قليلاً من القراء.
وإذا كانت المدونات السياسية تعبر عن أحوال وتطورات سياسية معروفة، فالأكثر أهمية منها هو هذه المدونات الاجتماعية الشخصية التي تكشف بطن المجتمع العربي والمشكلات الخطيرة التي تواجه الأسرة المصرية، خصوصًا ما يتعلق بالعلاقة الأسرية والخيانة والزواج العرفي وخلافه بلا رتوش.. وإخفاء ما يرشحها لمادة جاهزة للتشريح من قبل بعض المحللين النفسيين والاجتماعيين.
فأهمية هذه المدونات الاجتماعية تنبع من أنها تنقل الواقع الاجتماعي الحقيقي بلا رتوش لحد استخدام ألفاظ عامية وخارجة أحيانًا أو منفتحة بصورة مبالغ فيها، وبالتالي فهي تنقل واقع المجتمع الحقيقي من داخله، وتعطي صورة عن الأمراض الاجتماعية المنتشرة، وتكاد تكون معين لا ينضب للباحثين الاجتماعيين لدراسة أمراض وأوجاع المجتمع الحقيقية.
بل إن بعض هذه المدونات يتضمن أقوال وحكم معبرة عن مشكلات المرأة، مثل قول مدونة: "لن أكون الرمال الثابتة التي تزورها الأمواج حين تشاء فقط"، و"ارحموا المرأة يرحمكم الله"، و"يا رجال العالم رفقًا بالقوارير.. حرام عليكو بقى أرجوكم الست مش ملطشة ولا حقل تجارب لتجاربكم"، والبعض منها يناقش مطالب متحررة للفتاة العربية، وأخرى تشرح العيوب الخطيرة في بعض الأزواج بما قد يدفع المرأة لهدم الأسرة أو طلب الطلاق أو قتل الزواج أو حتى الخيانة!!.
وربما لهذا يقول خبراء اجتماع وأطباء نفسيون أن بعض هذه البلوجرز أو المدونات التي تتنوع ما بين السياسة والثقافة والحب والمذكرات الشخصية تندرج تحت ما يمكن تسميته "التنفيس" أو الفضفضة" أو "الهرتلة" -أي كلام للتفريج عن الهم- أو "طق حنك" - أي كلام يرغب الشخص في التعبير عنه بالكتابة لإخراج ما بداخله.
ومن متابعتي لهذه المدونات أستطيع القول أن بعض هذه (المدونات) يُعَدّ نوعًا من التنفيس، ومحاولة للهرب من إحباط الحياة السياسية والاجتماعية، وضيق أماكن النشر، ومحاولة للقفز على الواقع الجامد والمتكرر أو "التابو" في حياة الإنسان، وأن الكتابة تفيد بالفعل في تحسين الحياة النفسية لهؤلاء، خصوصًا السيدات اللاتي يشعرن بالاضطهاد أو ظلم الأزواج أو اللاتي يقبلن بالعيش "في ظل رجل بدلاً من ظل حيطة"، وفي هذه الحالة ينطبق على البعض منهم بالفعل تعبير أن "الكتابة بديل عن الانتحار"!.
حيث تنشأ حالة من التضامن "الإلكتروني" بين هؤلاء الفتيات والسيدات المدونات، وحالة من الألفة والتضامن بين نساء عدة مدونات نتيجة تعقيب كل واحدة منهن علي أي "بوست" - مقال أو تدوينة- جديدة لزميلاتهن، بحيث تخفف كل منهن عن صاحبة المدونة وتشرح لها تجاربها بما يؤدي في نهاية الأمر لشعور المدونة المضغوطة والمحبطة بحالة من الحب المحيط بها، والاهتمام الذي تفقده ما ينعكس في نهاية الأمر على الشعور بعدم الوحدة في هذا العالم.
المدونات.. مشاريع أديبات!
والمثير أنني لاحظت أن مدونات السيدات والفتيات، تتميز - مع سخونتها وسخريتها وتعبيراتها الصادمة- بالاعتدال وتحديد حدود الحلال والحرام، وذكر الموبقات الاجتماعية كنوع من التحذير المبكر منها ، لا كدعوة لها، بصرف النظر عن مدونات قليلة أكثر تحررًا في الكلام ونشر فضائح صاحبتها، والأهم أن لغة الكتابة تجزم بأن صاحبات بعض هذه المدونات هن "مشاريع أديبات"؛ بسبب اللغة الرفيعة التي يكتبن بها واحترافهن أسلوب الكتابة حتى لو كانت باللغة العامية.
وربما هذا هو ما دفع ثلاث مدونات نسائية للصدور العام الماضي وهي : "ارز باللبن لشخصين" لرحاب بسام و"عايزة اتجوز" لغادة عبد العال ، و"اما هذه فرقصتي انا" لغادة محمد محمود ، وإن اثارت هذه المدونات فور طرحها في الاسواق جدلا بين النقاد حول قيمتها الأدبية والتجاوز في قواعد اللغة العربية فيها (الكتابة بالعامية وبألفاظ الإنترنت).
ويبرر العديد من مشاهير المدونات أسباب هذا الاعتدال في الأسلوب -برغم أنهن يفضفضن في المدونة بحرية وبكلمات مبتذلة أحيانًا- بأن تفاعل جمهور المدونين والمدونات مع المشاكل المطروحة عبر هذه التدوينات وضع قيدًا على هذه الفضفضة والاسترسال في الشكوى بتعبيرات خارجة.
وقد عبرت صاحبة مدونة (أيوه خدامة) عن هذه القيود التي فرضها النشر بقولها: "المدونة ولدت بشكل غير اللي في بالى تمامًا، يوم كتبت لأول مرة لم أقصد التواصل بل قصدت البوح - وددت أن أفسح المجال لإفرازات طبيعية دون مجاملات أو انتقاء ألفاظ.. كنت سعيدة جدًّا لأني أستخدم ألفاظًا دخيلة على الذوق العام والآداب الرفيعة، وفي نفس الوقت تعبر عما تعجز عنه الألفاظ المنتقاة.. باختصار ظننت أني وجدت مضمارًا أكشف فيه عن الجزء القبيح الذي يحوم حبيسًا بداخلي".
ولكن - تضيف- "حدث ما لم يكن في الحسبان ووجدت جمهورًا راقيًا يصفق ويهلل وينتقد، ووجدت رقابة على خواطري ولغتي.. كنت أحسب أن التدوين هو البوح أكثر منه التواصل؛ لأن البوح يعني: التحرر من الأساتك (الروتين) ومساحيق التجميل - يعني الظهور بالوجه المغسول من دون "البان كيك" و"الآي لاينر".. أحيانًا يكون جميلاً، ولكنه غالبًا ما يكون قبيحًا أتحرج من مواجهة الآخرين به، ولكنه وجهي الحقيقي، أما التواصل فإنه يعني أطرافًا كثيرة وللكل حقوق عليك - حقوق الجيرة التدوينية، حقوق الدين والإنسانية، حقوق المجاملات، حقوق رد الزيارة"...
واللافت هنا ليس فقط اللغة الراقية والحرفية الرشيقة التي يكتب بها أصحاب المدونات الاجتماعية والتي تشي بأن كل واحدة أو واحد منهم هو بمثابة "مشروع" أديب أو أديبة أو كاتب سيناريو مدفون لا تظهر موهبته إلا في المدونة ويصعب إخراجه منها؛ لأنه أو أنها اختارت لنفسها الحديث من وراء حجاب، ويصعب أن تخرج هذه التعبيرات الجميلة إلا من خلال سرد معاناتها سرًّا!.
أنواع المدونات
وتختلف هذه المدونات الاجتماعية أو الشخصية – بخاصة النسائية- بحسب طبيعة المرأة خصوصًا المتزوجة في إخفاء نفسها، وتتنوع ما بين مدونات لسيدات متزوجات يشكين من مشكلات الحياة المختلفة (استيلاء الزوج على راتب الزوجة - مشاكل خروج الزوجة للعمل طوال اليوم - تجاهل الأزواج لمشاعر الزوجات العاطفية - جفاف الحياة الزوجية)، ومدونات لفتيات غير متزوجات يشكين صعوبة الزواج، وطرائف عن من تقدمن لهن من الرجال للزواج، فضلاً عن مدونات عامة تفيض حبًّا وحنانًا وأشواقًا وغرامًا لا يجد أصحابها -ربما لمكانتهم الاجتماعية والأدبية- مكانًا للتعبير عنه سوى في عالم التدوين!.
على أن هذا لا ينفي أن العديد من المدونات النسائية الاجتماعية تزخر بقصص أخرى غير ذاتية تتعلق بالتعليق على شئون المجتمع الأخرى مثل الحجاب في السينما أو التحرش الجنسي في الشوارع أو بعض الشئون السياسية الداخلية والخارجية أحيانًا بطريقة ساخرة للغاية ، وبعضها يربط بين المشاكل الاجتماعية والمشاكل السياسية.
ولكن بشكل عام المدونات النسائية تركز على مشاكل العلاقة بين الزوج والزوجة وشكاوى النساء من تجاهل الأزواج لهن، ومشاعر الفتيات مع تقدم العمر بهن دون عمل أو زواج، وثالثة تهتم بالحب والعشق والغرام وتروي تجارب حقيقية .
مدارس لتعليم الأزواج!
ونصيحتي للرجال هي أن يقرءوا هذه المدونات النسائية باهتمام ويتعلموا منها، فدروسها التي تلقيها المدونات بطريقة طريفة أشبه بالمدارس لتعليم الأزواج فن التعامل مع الزوجات أو النساء عمومًا!.
فهي تعكس وتصنف المشكلات العاطفية بين الزوج والزوجة وتحدد مواطن الخلل فيها، كما تشرح للرجال ببساطة "ما الذي تريده النساء؟"، ورغم أنها تسخر من الرجال وعدم اهتمامهم بكل ما تفعله النساء في أنفسهن للتجميل إرضاء للزوج، فهدفها يظل -كما تقول إحدى المدونات- هو: "معالجة العلاقة بين الأزواج ومحاولات إصلاح ذات بينهم هي النواة الأولى للنهوض بالمجتمع مما يترتب عليه تنشئة جيل خال من الأمراض والعقد يستطيعون الرفعة بشأن بلدهم.. وإننا كمدونين مصريين نحاول الاتفاق على أساليب راقية تقام بها البيوت".
مدوِّنة مثلاً مغتاظة من مشاعر الرجالة كتبت تقول: "هو فيه إيه؟؟ الله يخرب بيت الجواز .. البنت من قبل ما تبلغ الحلم وهي كل اللي فدماغها الفستان النيلة الأبيض والطرحة، وكل أحلامها في اليقظة والمنام الراجل اللي حتتجوزوا.. وبعدين تتحول المرأة إلى شيء هلامي لا يمكن توصيفه تحت أي كاتيجوري: كل صباح يا فتاح يا عليم تلبس أي حاجة من قعر الدولاب وطيران عالشغل وهي بنص دماغ... بعد الدوام تجري طايرة يا حبة عيني عشان تلحق الغدا بتاع اللافندي (الزوج) ولو كان فيه حتة عيل أو أتنين تلمهم في سكتها من عند أمها أو من حضانة الإيواء، ثم تدلف إلى سوق الخضار تجيبلها كيلو بسلة وفرخة وطيران عالبيت بهدومها وعرقها عالمطبخ؛ لأن الباشا (الزوج) في طريقه إلى العش الجميل.. يدخل الوحش (الزوج) فين الغدا... لسه عالنار؟ دانا على لحم بطنى من صباحية ربنا وهي يا عيني بتحايلو معلش يا "نظمى" ثواني وهيكون جاهز... يأكل سي نظمى ويتكرع ويدخل ينام ومش عايز أسمع حس حد من عيالك أنتِ فاهمة؟؟ "
وتضيف : "صحى الباشا: فين الشاي؟؟ ما تقوم... تعملو لروحك دي الولية من ساعة ما نمت وهي حمت وغسلت المواعين وغسلت ونشرت ورضعت وذاكرت للواد وأنت قافل على روحك ومشغل التكييف!...يقوم من النوم ويخرج... ويرجع الباشا الساعة 12 من... : قهوة, نادي, أمه, عزا, زوجة ثانية... المهم أنه عمل اللي هو عايزه وراجع يكمل عالفرخة المسكينة اللي لا يمكن تقدر ترفع أي حاجة حتى حواجبها ويبدأ في المطالبة بحقوقه الشرعية - نهار أسود ما حنا عارفين إنها شرعية بس فين الإنسانية؟" .
وتكمل صاحبة مدونة (أيوه خدامه) في سخرية : "كالعادة تنتهي القصة إنها (الزوجة) مابقتش رومانسية !
آه يا رجالة !
وفي "بوست" – تعليق- آخر تقول مدونة غاضبة على تجاهل الرجال لمشاعر الزوجات: "سهرنا الليالي.. وصرفنا دم قلبنا.. الست أم سارة رهنت النحاس عشان تركب شعر اصطناعي لأبو حسام.. وأم نور بقت تاخد ورديات زيادة في المستوصف عشان تجيب طقم سنان جديد عالزيرو لزوم إغراء أبو سعيد.. ومع هذا وجدنا أن نأبنا جه على شونة (أي بلا فائدة) وعاد جميع الرجال إلى سوء المعاملة بعدما سلبونا أعز ما نملك من نحاس وألمونيوم وأشياء أخرى لا تقدر بثمن (أهئ أهئ).. حتى طقم الأنترية اللي كان نفسي أنجده من أربعتاشر سنة فرتكت فلوس الجمعية بتاعته لزوم (الجيم) لأبو علاء ويا ريت تَمَر (جاء بفائدة)... ولذلك ولما سبق قررنا أن (نتنحى) تمامًا ونهائيًّا"!!
وتضيف احدي الغاضبات من الرجال : "الرجالة - أيتها الأخوات- دول عايزين الغجرية: فالغجرية.. أعزكم الله.. ست إن ما خافوا منها يخافوا من لسانها.. يعني ولية زي (كوندوليزا ريس) دي .. يقدر جوزها يرفع عينه فيها ولا يتجوز عليها؟؟ يستجري يخليها تخرج ويفتح روتانا كليب يتفرج على "بوس الواوا"؟ دي كانت شردحتلو وجابتلوا خالها اللي بيضرب بانجو في "هارلم" يقطعه خمسين حتة عالخمسين ولاية.. آه يا رجالة مالكومش إلا جوانتانامو؟!".
أما نصيحتي أنا الأخيرة فهي : اقرءوا المدونات النسائية عشان تعرفوا ما الذي تريده النساء؛ لأنهن يقلن فيها هذا بشفافية ووضوح وبلا رتوش أو ماكياج أو أسماء .. اقرءوا قبل ما تروحوا جوانتانامو !.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.