كشف مصدر مسئول في قوى 14 آذار اللبنانية، عن أن المفاوضات حول تشكيل حكومة لبنانية جديدة وفقا لمبادرة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وصلت لمرحلة دقيقة . وقال المصدر، إن تيار المستقبل لم يعلن موافقته على الطرح الذي قدمه وليد جنبلاط بتشكيل حكومة بصيغة "8+8+8" مع بعض التعديلات أي ثلث الحكومة لكل من قوى 14 آذار و8 آذار والتيار الوسطي ، ولم يعلن رفضه أيضًا. وذكر أن تيار المستقبل يقترح تشكيل حكومة سياسية من غير الحزبيين في محاولة وذلك على مايبدو لتجنب مشاركة التيار بشكل مباشر مع حزب الله في الحكومة في ظل تورط الحزب بالحرب السورية . وأوضح المصدر، أن المستقبل يريد سلة متكاملة تتضمن عددًا من الأمور منها البيان الوزاري وألا يتضمن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وضمان عدم وجود الثلث المعطل، معربًا عن اعتقاده بأنه سيتم حل هذه الإشكاليات وقد يتجه تيار المستقبل للموافقة، إلا أنه أكد الأمور مازال بها بعض العوائق . ولفت إلى وجود توافق لدى قوى 14 آذار برفض وجود ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي تعطي الشرعية لسلاح حزب الله ، موضحا أنه مناقشات لمعالجة هذه الإشكالية في البيان الوزاري ولكن لم يتم الإتفاق على أي منها. وأشار إلى أن هناك محاولات من قبل البعض في تحالف 8 آذار إلى إحياء الثلث المعطل بصيغ مختلفة، وهو أمر تعترض عليه قوى 14 آذار. يذكر أن تفاصيل الحل المقترح لأزمة السياسية تشكيل الحكومة اللبنانية المتعسرة منذ إبريل الماضي لم تعلن حتى الآن ولكن ما رشح من معلومات يفيد بأنه يتضمن تشكيل حكومة يمتلك كل طرف فيها الثلث أي 14 آذار و8 آذار والتيار الوسطي وهو التيار الذي يضم الرئيس ميشال سليمان والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام . وتفيد معلومات بأن هناك مقترحا بأن يختار الرئيس اللبناني وزيرا شيعيا بموافقة حزب الله ، وهو ما يسمى في الوسط السياسي اللبناني "الوزير الملك" بحيث يكون حلا وسطا بين المطالبين بضرورة عدم حصول أي طرف الثلث المعطل (الثلث + واحد الذي يتيح لمن يمتلكه حل الحكومة وتعطيل اجتماعاتها وقراراتها) وهم في الأغلب فريق 14 آذار والتيار الوسطي ، وبين المطالبين بضرورة الحصول على الثلث المعطل الذي يسمونه الثلث الضامن وهو فريق 8 آذار في الأغلب وسبق أن استخدمه في إسقاط الحكومة. كما أنه من ضمن المقترحات أن تتضمن حصة كل فريق وزراء سياسيين وآخرين غير سياسيين، كحل وسط بين مطالبة تيار المستقبل والجزء الأكبر من تحالف 14 آذار بحكومة حيادية ، وبين مطالبة 8 آذار بحكومة سياسية جامعة تعبر عن وزن التكتلات في البرلمان. ومن جانبه أكد النائب اللبناني ابراهيم كنعان أمين سر تكتل التغيير والاصلاح في البرلمان اللبناني الذي يتزعمه العماد ميشال عون أن المفاوضات جارية لتشكيل حكومة جامعة والاتصالات الأخيرة أدت إلى حدوث اختراق ولكنها لم تؤد الى تفاهم تام بعد على كل التفاصيل . وشدد كنعان على سعي تكتله للتوافق وألا يحدث اي عزل لأي طرف في هذه المرحلة في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تفترض تحصين الساحة الداخلية . واعتبر أن تشكيل حكومة أمر واقع سيؤدي بها الى حكومة تصرف أعمال لا تحظى بثقة المجلس النيابي .. داعيا إلى تعاون جميع الفرقاء وتسهيل تشكيل حكومة جديدة جامعة دون شروط تعجيزية من أحد. وعن استمرار الحديث عن حكومة أمر واقع .. قال كنعان "لا حكومة امر واقع فاما ان تكون الحكومة ميثاقية ودستورية أو لا تكون" ، محذرا من حكومة تؤدي الى انقسام بين اللبنانيين ولا تحظى بثقة المجلس النيابي وتزيد الشرخ . وأوضح أن المعايير الدستورية والوطنية تؤدي الى اجابة بسيطة عما هو مطلوب بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتمكن من ممارسة صلاحياتها بعد نيلها الثقة . وأكد كنعان أن تكتله مع ممارسة رئيس الجمهورية واي مسؤول لصلاحياته كاملة ولكن ذلك يجب أن يتم تحت سقف الدستور والميثاق والمصلحة الوطنية لأن غير ذلك يؤدي إلى المزيد من الشرخ في مرحلة تحتم التلاقي.