على بعد 120 كم من القاهرة تقع قرية عمروس بالمنوفية، عروس وسط ما يحيط بها من قرى أخرى، نورها العلم والمتعلمين، وزينتها المساجد، فقد تصل نسبة المتعلمين بها إلى 100% و هذا ما لم يتوفر فى أى من القرى المحيطة. تحتوى على حوالى 12 مسجدًا، بخلاف المسجد الذى تبلغ تكلفته 7 مليون جنيه من نفقة الدولة، ولم يتم افتتاحه حتى الآن!. وعلى الرغم من أن هذه القرية بها كوادر طيبة وشباب جيد إلا أنها تواجه مشكلة خطيرة، ستودى بمستقبل هذه القرية ومن فيها إذا لم يتم التوصل لحل جذرى، وهو انعدام المواصلات، هذا ما قاله سامى محمد عوض الله، الذى فوضه أهالى قرية عمروس للتحدث بلسان حالهم. عرض سامى المشكلة من كافة الزوايا، والتى تكمن فى انقطاع خدمة المواصلات عن القرية من خلال قطع خطوط أتوبيس القطاع العام الذى كان يصل إلى القرية ليقل المواطنين ذهابا وإيابا. ويرجع تاريخ تأسيس هذه المحطة إلى عام 1992، إذ قام أهالى القرية ببناء المحطة من مالهم الخاص والذى تكلف حينها حوالى 10 آلاف جنيه، وتخدم هذه المحطة 4 مدن وما يقارب ال 60 قرية، أى ما يوزاى 50 أو 60% من المنوفية. فى بداية تشغيل المحطة كانت تابعة لشركة وسط الدلتا، و التى خصصت لها 6 خطوط ممدودة ب 12 أتوبيس فى 34 ميعاد مختلف، لتراعى كافة مواعيد المواطنين، و لكن عقب ضم شركتى وسط و غرب الدلتا إلى بعضهم البعض، تقلص عدد الخطوط المخصصة لقرية عمروس إلى خطين فقط، ليتقلص بالتبعية عدد الأتوبيسات ليصل إلى 4 فقط، و كان هذا منذ 8 سنوات تقريبا وفق رواية "سامى"، و رضح أهالى القرية للأمر الواقع و تقبلوه من أجل أن تستمر الخدمة. ولكن منذ ثلاث سنوات ساءت الخدمة كثيرا، فباتت المواعيد غير منتظمة، و كذلك لم يعد تواجد الأتوبيس حتميا، فيوما يأتى و آخر يتغيب، إضافة إلى أن الأتوبيسات التى أصبح يتم إرسالها تكون بدون شبابيك و أبواب، و كذلك متهالكة فى مقاعدها، بعد أن كانت ممدودة بسيارات مكيفة و "بالفيديو"، و من ثم انقطعت الخدمة تماما. وبعد هذا الانقطاع لم يجد أهالى القرية مفر من الخضوع إلى استغلال سائقى الميكروباصات، كى يصلوا إلى عملهم، تتراوح "أجرة" الميكروباص من 12 إلى 15 جنيه يوميا، فى حين أن الأتوبيس كان بين 6 ل7 جنيهات!، وتساءل "سامى" فمن أين يتثنى لمواطن القرية البسيط أن يدفع ما يقارب ال 30 جنيه يوميا فى المواصلات فقط؟! واستطرد عوض الله فى سرده..مضيفا أنه منذ 7 شهور تجمع بعض أهالى القرية، وسافروا إلى الإسكندرية لمقابلة رئيس شركة وسط وغرب الدلتا فى المحافظة اللواء سيد حرب، ووعدهم بتحسين الأوضاع، وعودة الخدمة مرة أخرى، ولكن دون جدوى!. والجدير بالذكر أنه مقيد على أجهزة الحاسب الخاصة بالشركة أن الخطين يؤدون عملهم، فى حين أن الخدمة منقطعة على أرض الواقع، وخاصة فى الخط الخاص بشبين الكوم، وكشف عوض الله أنه متعطل بفعل فاعل، وهو رئيس حركة والتشغيل فى فرع شبرا "عاطف خضر". والذى تم التحقيق معه فى هذا الشأن أكثر من مرة من قبل الشئون القانونية للشركة، كما تم عزله مرتين من منصب مدير فرع كنتيجة لتقصيره بشأن هذا الخط، الأمر الذى يؤدى لنتيجة وهى أن مدير الحركة هو الذى يمتنع عن التنفيذ و ليس الخطأ من مدير الشركة وإن كان خطأه هو عدم متابعته، وعدم فصله، مما دعى المواطن "سامى عوض الله" للتساؤل " هو مسنود من مين؟؟"، و "هى ليست تركة يعمل بها ما يشاء بل هى سيارة تابعة للدولة". و من جهة أخرى أبرز "سامى" الحجج التى تمت إثارتها لمنع عودة الخط، والتى كانت فى البداية أنها لا تأتى بإيرادات، فى حين أنه– وفقا لكلام المتحدث باسم القرية- منذ أن كانت أجرة الأتوبيس 3 جنيهات يوميا كان إيراده اليومى يترواح بين 600 إلى 700 جنيه، والآن الأجرة وصلت إلى 6 و 7 جنيه، و التى يصل معه الإيراد اليومى إلى قرابة ال 1500 جنيه، متوجها أيضا بسؤال للمسئولين.. هل إذا كان حقا لا يأتى بإيرادات لكن يترك يعمل لمدة 22 سنة متواصلة؟؟. الأمر الذى جاء الرد عليه من قبل المحصل المسئول عن الخط بأن طالب مدير عام منطقة القاهرة بعودة انتظام سير الأتوبيسات لمدة 20 يوما فقط، و يحاسبه هو شخصيا عن حجم الإيرادات التى سيجلبها هذا الخط. وأثار "سامى" نقطة أخرى وهى أن عودة هذه الخطوط فى هذا التوقيت ستعد دعاية قوية للتصويت ب"نعم" على الدستور الجديد، إذ يشعر أهالى هذه القرى بحرص الدولة والحكومة على خدمتهم، ومن ثم يتم انتخابهم، وتبنى آرائهم المؤيدة للدستور، مشيرا إلى أن فكرة قطع الطرق، وإشعال الحرائق باتت متواجد فى أذهان أهالى القرى حتى يشعر بهم المسئولين، إذا كانت هذه هى الطريقة الوحيدة للفت نظرهم لمشكلتهم. واختتم "سامى عوض الله" حديثه بأهم المطالب التى يريد تحقيقها، وهى ضرورة عودة خطين على الأقل وعملهم على مدار الأسبوع طوال اليوم، مضيفا أن الأهالى موافقة على أن تصبح أجرة الأتوبيس ب 8 جنيهات كى تعود الخدمة لهم مرة أخرى، ويرحمون من استغلال الميكروباصات. وهكذا سرد المواطن سامى محمد عوض الله معاناة أهالى قرية عمروس بالمنوفية، والتى بالرغم من قيام ثورتين للإطاحة بكافة عناصر الفساد إلا أن هناك بعض الأيادى تمتد لتخرب، وتستغل مناصبها لتزيد من جراح ومعاناة المواطن البسيط الذى فى ظل هذه الأوضاع ليس له إلا الله ليسمع شكوته!.