في الآونة الأخيرة لفت نظري رؤية الفنان جورج البهجوري للوضع السياحي في مصر، الذي تؤكد المؤشرات أن الموسم السياحي «انضرب» لذلك فأنا أري أن الحلول العاجلة للخروج من الوضع السياحي الصعب الذي نعيشه حله في السياحة الداخلية، الذي يبدو أنه «الحل السحري» وليس المسكن الذي نلجأ إليه بين الحين والآخر. خاصة أن الكثير من دول العالم تعتمد علي السياحة الداخلية، وهذا ما يجب أن يكون في بؤرة اهتمامنا الآن.. لتخفيف الإنفاق علي السياحة الخارجية ذلك أن الكثير من العائلات عندما تحزم حقائبها للسفر تنشد جواً من الراحة وتغيير رتابة الحياة التي عاشتها السنة كاملة، أو عدداً من السنوات، فإذا توفر لها هذا الجو داخل البلاد فإنها سوف تفضله علي السفر للخارج. فإذا نجحت السياحة الداخلية في جذب هذه الأعداد الكبيرة من العائلات فإنها ستوفر الكثير من الأموال التي تنفق في هذا المجال، وهذا يتطلب مجهوداً لتجذب هذه الأسر وتشدها إلي المدن الداخلية والساحلية والمناطق السياحية كان لذلك أكبر الأثر في تعريف الأفراد بوطنهم ومنجزاته الحضارية الكثيرة التي تعتبر معرفتها جزءاً من الثقافة الوطنية المهمة ويترتب علي هذه المعرفة بأجزاء الوطن ومنجزاته الحضارية ارتفاع نسبة الانتماء للوطن والفخر به ومن ثم يصبح الأفراد وسائل إعلامية متحركة في هذا المجال، ثم إن الأطفال الذي ينشأون داخل الأسرة وينتقلون معها في رحلاتهم السياحية الداخلية يصبح ذلك السلوك جزءاً من تكوينهم وتصبح السياحة الداخلية سلوكاً دائماً لهم بدلاً عن السياحة الخارجية. وإذا نشطت السياحة الداخلية فإن المستقبل المنظور كفيل بتطور صناعة السياحة الداخلية ورسوخ تقاليدها والسياحة الداخلية ستجلب الكثير لمصر وسنتعش المجال، لكن يجب أن تكون هناك خطة لذلك فالكثير من الفنادق والقري السياحية لا يرغب في دخول المصريين لها، بسبب بعض السلوكيات ولذلك يرفعون سعر الغرف للمصريين بالحد الذي يزيد علي السعر المحدد للأجانب وهذا يتعارض مع العمل من أجل تنشيط السياحة الداخلي وتمكين المواطن من زيارة الأماكن السياحية. لذلك يجب وضع خطة عمل وآلية للتعامل مع موضوع السياحة الداخلية من حيث تقديم أسعار تشجيعية للمواطنين وتقديم برامج سياحية تناسب مختلف شرائح المجتمع، مع تطوير أفكارنا في كيفية التعامل مع السياحة الداخلية من أجل التطوير بالتعرف مثلاً علي أن ثقافة الشعوب تبدأ من السياحة، ونحن نملك فرصة ذهبية لنقل هذه الثقافة إلي العالم عن طريق مراعاة سلوكياتنا وأسلوب التعامل الحضاري في الأماكن السياحية التي يوجد بها الأجانب من جنسيات مختلفة، كذلك أن يكون لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة دور مؤثر وفعال بعيداً عن الطرق التقليدية المعتادة في عمل خطة لإعادة رسم خريطة السياحة المصرية عامة والسياحة الداخلية خاصة. ويبدأ ذلك من خلال قناعة لدي الجميع ممن يعملون بالحقل السياحي والقائمين عليها بأهمية السياحة الداخلية وأنها مورد مهم وداعم للسياحة المصرية، وكذلك لإنعاش الاقتصاد المصري.. أرجوكم لا تتعاملوا مع السياحة الداخلية من منطلق الداء الذي تبحثون له عن دواء ولكن من منظور أنها الأمل في الغد السياحي المصري.