أثبتت السياحة الداخلية بما لايدع مجالاي للشك بأنها الحصان الأسود وفارس موسم عيد الأضحي المبارك هذا العام وبخاصة علي قطاع السياحة بالبحر الأحمر. وبعدما كانت السياحة الداخلية في نظر الكثيرين من أصحاب القري والفنادق والشركات السياحية سياحة ثانوية غير مؤثرة كما لم تكن محل إهتمام الكثيرين من رجال السياحة إلا أنها أي السياحة الداخلية أثبتت في موسم عيد الأضحي المبارك عكس ذلك وأنقذت الحركة السياحية والتي تعاني من الركود منذ فترة حيث ساهمت في نمو الحركة السياحية وزيادة معدلات الإشغال السياحي بنسبة كبيرة وصلت إلي80% وبالتالي أنقذت الكثير من القري والفنادق والمنتجعات السياحية من الإغلاق وشبح الإفلاس الذي كان يطاردها منذ فترة والأهرام المسائي من جانبها إلتقت البعض من رجال السياحة والقائمين علي هذا القطاع حيث حاورتهم لمعرفة أهمية السياحة الداخلية ومدي تأثيرها وأبرز سلبياتها وكيفية النهوض بها لتحقيق الازدهار لقطاع السياحة عموما. في البداية يقول عمرو عبدالله- مدير قرية سياحية السياحة الداخلية ذات أهمية كبيرة حيث يتم الإعتماد عليها كليا حينما تسقط السياحة الخارجية نتيجة لبعض الأحداث السياسية التي تجتاح البلاد في بعض الأوقات, ولكن لابد من تنميتها بالتوازي مع السياحة الخارجية طول العام حيث يجب علي الشركات والنقابات العاملة بالسياحة الداخلية أن يعملوا علي تنمية وتنشيط وإستقرار معدل السياحة الداخلية بمعدل لايقل عن20% علي الأقل, وذلك حتي يطمئن قطاع السياحة ويتمتع بالاستقرار والإعتماد علي أن السياحة الداخلية عنصر من العناصر الأساسية إلا أنه وبالمقابل فإن هذه الطفرة في إزدهار السياحة الداخلية ونموها تواجه الفنادق مشكلة أساسية متمثلة في سلوك المصريين في التعامل مع المنشآت السياحية ولذلك فلابد من التوعية لسلوك المصري في تعامله مع المنشأة السياحية شأنه في ذلك شأن السائح الأجنبي كذلك فلابد من تنمية الوعي والثقافة السياحية لطلاب المدارس والجامعات. حتي تتقبل المنشآت السياحية التعامل مع السياحة الداخلية بنفس المنطق الذي تتعامل به مع السياحة الخارجية. ويقول عمر عبدالسميع صاحب شركة سياحية ووكيل غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر السياحة الداخلية بالفعل تساهم في رفع نسب الاشغال السياحي وتؤدي في نفس الوقت إلي الرواج السياحي ولها أهمية كبيرة وذات تأثير مهم في قطاع السياحة عموما فأهميتها تتمثل في أنها البديل القوي والمناسب في حالة لاقدر الله حدث إخفاق في السياحة الخارجية كما حدث في تلك الفترة وأيضا فهي تؤدي إلي تقليل الانفاق علي السياحة الخارجية وتحافظ علي العملة الصعبة في الداخل كما أنها تؤدي إلي زيادة الإنتماء لدي الفرد المصري عندما يعرف تاريخ بلده من خلال المزارات السياحية الموجودة في الأقصر أو في القاعدة البحرية بمدينة سفاجا أو بانوراما6 أكتوبر, فيعرف خلال ذلك تاريخ الجيش المصري مما يؤدي إلي احترامه له, كما أن السياحة الداخلية تساهم في تقليل نسبة البطالة من خلال زيادة الإشغال وتؤدي إلي زيادة الإنتاج بشكل غير مباشر. وعن كيفية الاهتمام والنهوض بالسياحة الداخلية يؤكد عمر عبدالسميع أن ذلك يأتي عن طريق زيادة الإعلام السياحي بأشكاله المختلفة والتوعية السياحية وذلك من خلال قنوات التوك الشو وتدريس منهج السياحة للأطفال في المرحلة الابتدائية كذلك من خلال الإعلانات في التليفزيون للتوعية السياحية وتغيير السلوك الخاطيء للأفراد ويضيف أنه ولكي تنهض السياحة الداخلية فلابد من التنسيق مابين أطراف المعادلة السياحية الثلاثة الفندق الشركة العميل علي أن يقوم كلا منهما بما له وماعليه فمثلا الفندق يقوم بالتعامل مع السائح المصري بنفس درجة التعامل مع السائح الأجنبي كذلك الشركة عليها أن تلتزم بما قد وعدت به العميل من خلال الفندق والسيارة التي يركبها ويلتزم العميل بسلوكه داخل الفندق سواء داخل المطبخ أو في غرفة النوم أو علي الشاطيء, فيجب أن يكون سلوكه حضاري وكذلك هيئته حتي في المطعم. ويضيف أيضا لابد من التنوع في الطيران وفتح باب الطيران الداخلي للطيران الشارتر وألا يكون حكرا فقط علي مصر للطيران كذلك فلابد من توحيد الإسعار بين الشركات حتي لايحدث تعارض بينهما وأن يؤدي ذلك إلي الاحتكارية إيضا والحديث مازال لعمر عبدالسميع لكي تنهض السياحة الداخلية في محافظة البحر الأحمر فلابد من الاهتمام بسياحة الويك إند وهي السياحة السريعة وخاصة في الأماكن القريبة من المدن مثل العين السخنة والقاهرة وأن يكون السعر أقل من السعر العادي وهذه العوامل لو طبقت بشكل علمي سليم ومدروس فإنها سوف تؤدي إلي إزدهار ونمو السياحة الداخلية. ومن جانبه يقول حاتم منير أمين عام غرفة المنشآت الفندقية بمحافظة البحر الأحمر تعتبر السياحة الداخلية هي السياحة البديلة للسياحة الوافدة الأجنبية, فبعض العائلات والأسر المصرية يرغبون في قضاء اجازاتهم في المناطق السياحية مثل البحر الأحمر وشرم الشيخ والعين السخنة ومن أتي منهم إلي مدينة الغردقة فإنه يقرر العودة إليها مرة ومرات لما تتمتع به من جو صحي نقي وطقس معتدل علي مدار العام وبعد إنشاء شبكة الطرق للمحافظة سواء للقادم من محافظة القاهرة أو من محافظات الصعيد فقد سهلت عملية التحرك والانتقال بالسيارات الخاصة وبالنقل الجماعي كرحلات مجمعة للجمعيات والنقابات والشركات لقضاء فترة اجازة علي سواحل البحر الأحمر, والمشكلة أمام الفنادق في ترحيبها بالسياحة الداخلية رغم تدني أسعار الليالي السياحية للسياحة الوافدة الخارجية إلا أن البعض يعتبر أن أسعار الليالي السياحية بالنسبة للمصريين مبالغ فيها أحياناي لكن يقابل تلك الأسعار ما يقدمه الفندق وخاصة الفنادق التي تتميز بالإقامة الكاملة وجبات ومشروبات علي مدي اليوم علاوة علي ماتقوم به بعض الأسر من إهدار لكميات كثيرة من المأكولات ويكون مصيرها أن تلقي في القمامة وهذه تكلفة زيادة علي الفندق, ولكن وعلي الرغم من ذلك فإن السياحة الداخلية ترفع من نسب وإشغال الفنادق في الأوقات التي تتسم بالإنحسار السياحي والمواسم المتخصصة وتقوم بعض الفنادق بقدر الإمكان بمنح حوافز لبعض شركات السياحة الداخلية للتعاقد معهم مثل إعطاء غرف بالمجان لمندوبي هذه الشركات أو منح رحلات بحرية أو سفاري ضمن برنامج الشركة مع إقامة الحفلات الترفيهية الليلية والمتنوعة علي مدار الأسبوع. رابط دائم :