د. مغازي البدراوي ما يحدث في سيناء المصرية يكشف عن حقيقة واضحة لا تحتمل الشك، وهي أن جماعة الإخوان جاءت للحكم في مصر، بدعم كبير من الجهات الأميركية، التي تقف وراء الإرهاب والتطرف الديني، في كل أنحاء العالم وتستخدمه لتحقيق أهدافها، وجماعة الإخوان والتنظيم الدولي، الذي تنتمي إليه، جزء لا يتجزأ من هذه المؤامرة الكبرى، التي تضم ضمن عناصرها كافة التنظيمات والجماعات الأخرى، مثل القاعدة وطالبان والجهاد، وغيرها من الجماعات، التي تنتشر الآن تحت مسميات مختلفة. والمتابع لما يحدث في سيناء الآن وعلى مدى الشهور الخمسة الماضية، له أن يتساءل: ماذا كان يمكن أن تكون عليه مصر لو دام حكم الإخوان فيها أكثر من ذلك؟ ما كشف مؤخراً عن الاتصالات بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، والمحادثات الهاتفية بين الرئيس المخلوع مرسي، وزعيم القاعدة الظواهري، أمر لا يحتمل الشك أو التكذيب، وأحاديث الظواهري المنتشرة على شبكة الإنترنت تؤكده، وما يحدث في سيناء يؤكده أكثر وأكثر.. إنه المخطط الكبير لنقل مركز الإرهاب والتطرف العالمي إلى قلب الشرق الأوسط، وفي سيناء بالتحديد ليكون شوكة في ظهر مصر تحول دون نهوضها واستقلالها، وفي نفس الوقت يكون ضماناً لأمن إسرائيل، الذي وعدت جماعة الإخوان الأميركيين بضمانه علناً وصراحة على لسان قادة الجماعة.. وليس هناك ضمان لأمن إسرائيل أكثر من زرع الإرهاب في سيناء وملئها بتنظيماته وفرقه مثل القاعدة وغيرها، هذه التنظيمات، التي مارست الإرهاب والقتل في معظم دول العرب، والمسلمين، وفي أوروبا، وغيرها، لكنها وعلى مدى عمرها الطويل، لم تطلق ولا رصاصة واحدة على إسرائيل. بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، واجه اليمين المحافظ في الولاياتالمتحدة أزمة كبيرة في تحقيق مخططاته العالمية، التي كانت تعتمد في الأساس على وجود عدو كبير، يهدد العالم، ويتيح لها شن الحروب، وبيع السلاح وزرع القواعد العسكرية في كل مكان، ووجدوا ضالتهم الكبيرة هذه في الإرهاب الدولي، الذي ألبسوه أقنعة دينية مزيفة، وتصوروا أن هذا العدو الوهمي والمخفي المعالم والحدود، لن يقدر أحد على قهره وردعه، لكنهم تناسوا شيئاً هاماً للغاية، وهو أن هذا العدو الرهيب يحتاج لقوة وإمكانات كبيرة لدعمه، وتمويله، وضمان بقائه، خاصة أنه يعمل من أجل المال والمصالح الخاصة، وليس من أجل الدين أو المبادئ والأوطان. سيناء التي كانت على مر العصور مقبرة للغزاة، سوف تكون، بإذن الله، مقبرة للإرهاب الدولي، ولن تستطيع القوى الخفية، التي صنعته ودعمته أن تحميه، وتضمن له البقاء، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات، التي تحدث على الساحة الدولية، وتراجع النفوذ والقوة الأميركية، وصعود قوى جديدة على الساحة، تعاني هي الأخرى هذا الإرهاب الدولي، ولن تتوانى في دعم مصر للقضاء عليه. نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية