تحولت مهنة الصحافة في الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، إلى كابوس يطارد العاملين فيها، بعدما قتل 5 إعلاميين منذ أكتوبر في المدينة الغارقة في دوامة من العنف اليومي. وتلقى صحفيون وإعلاميون في الموصل مؤخراً تهديدات بالقتل والتصفية، مما يدفع بالعديد منهم إلى ترك عملهم أو التفكير في المغادرة. وقال الصحفي سليم فاضل، البالغ من العمر 30 عاماً، ل"فرانس برس" "اضطررت إلى تغيير مكان سكني في الموصل وملازمة بيتي دون مغادرته بعد عمليات القتل التي طالت عدداً من زملائي مؤخراً.. لقد غادر زملاء لي الموصل نحو إقليم كردستان مع عائلاتهم أو خارج العراق هرباً من استهدافهم المحتمل خاصة وإن هناك شائعة في الموصل تقول إن الجماعات المسلحة أصدرت قائمة اغتيالات بأسماء 40 صحفياً". واغتال مسلحون مجهولون الأحد الصحافية العراقية في قناة "الموصلية" نورس النعيمي (19 عاماً) قرب منزلها في حي الجزائر في الموصل. ومنذ أكتوبر الماضي، قتل 5 صحافيين في العراق إلى جانب النعيمي ، بينهم 4 في الموصل أحدهم يعمل في قناة "الموصلية" أيضاً، ولم يعلن عن اعتقال أي من المتورطين في عمليات الاغتيال هذه. وقال فاضل "نستغرب ضعف القوات الأمنية والحكومة المحلية التي تبدو عاجزة أمام ما يجري من قتل واستهداف للصحافيين من دون أن تحرك ساكناً لتوفير الحماية لهم أو على الأقل اعتقال القتلة لمعرفة الجهات التي تقف وراءها". وتقول ممثلة الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين في نينوى بان العبيدي "للأسف الشديد فإن جهودنا لا تتعدى إصدار البيانات والشجب والاستنكار عند حدوث اعتداء أو تجاوز على أي صحفي في الموصل وذلك بسبب عدم اهتمام الجهات الحكومية المعنية بالأمر". وتضيف أن "50 صحافياً وإعلامياً لقوا مصرعهم في محافظة نينوى بأيدي مجهولين منذ العام 2003، إضافة إلى سقوط جرحى وإصابة آخرين بإعاقات جسدية". وقال عضو لجنة الثقافة في مجلس محافظة نينوى أضحوي الصعيب لفرانس برس "نعترف بعجزنا عن فعل ما بشأنه تأمين حماية الصحفيين في الموصل، بل إننا لا نتمكن حتى من حماية أنفسنا تجاه ما يتعرض له الجميع من استهداف منظم". وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" أشارت إلى أن "العديد من الصحافيين العراقيين يتعرضون يومياً للتهديدات، ومحاولات القتل، والاعتداءات، والمعاناة من أجل الحصول على تراخيص، والمنع من الدخول، ومصادرة أدوات عملهم"، موضحة أن الصحفيين في العراق "يعيشون في مناخ شديد التوتر، تتفاقم فيه الضغوط السياسية والطائفية".