صفات النسوة السوء تعودنا منذ نعومة أظافرنا أن نجتمع ونتسامر ونتحاور ومرت الأيام والسنون وظلت عاداتنا تنمو وتكبر مع عمرنا وكانت ليالينا تجمعنا ونستعرض أحوال السياسة ثم نتركها بسرعة لنعيش مع الثقافة والفنون، فكنا نتلمس خطواتنا على ضفتي نهر الثقافة. كان نادي المسرح العتيق ببورسعيد يجمعنا في حب وحرص وشوق الى معرفة كل ما هو جديد فكان النادي صومعة اللقاء وملاذنا الى هدوء الحوار وسلطنة السمع لأم كلثوم وعبدالوهاب وسيد درويش وبتهوفن وتشيكوفسكي وخاتشادوريان رواد الموسيقى العالمية. مرت السنون وتوفى من توفى ومرض من مرض ومازلنا مجموعة صغيرة مواظبة على اللقاء والحوار معتمدين في تنقلاتهم على عكاز السعادة. أطلق عليه عكاز السعادة لأنه يساعدني على عبور الطريق وصعود الأرصفة المرتفعة بدون داع دائما.. مش عارف ليه مصممين يعملوا ارتفاع الرصيف ما يقرب من نصف متر. مصيبة المحليات وفساد المحليات ملهاش حل غير في محافظ قوي له شخصية قوية أمين على بورسعيد وشعب بورسعيد له قرار حازم وله هيبة القائد المتمكن من أدواته وبصراحة التسيب المنتشر في كل المصالح يحتاج الى ادارة قوية مخلصة تقيم العدل بين من يعمل ومن لا يعمل ويسرق ويرتشي. أنا هربت من العمل السياسي لأنني زهقت وبصراحة مصر بتضيع لو ظلت النخبة والقوى السياسية تسير بهذا الأسلوب ولم تفعل الشريعة الثورية. حكومة بايظة مخترقة ورئيس حكومة يعمل بسياسة الاحتواء التي ستدمر مصر.. زهقت من النفاق والتسلق والكذب والتجميل والسكوت وغض الطرف عن الأخطاء والخيانة المقنعة حتى داخل الأحزاب. زهقت ويئست من الاصلاح وأنا أرى خلافات ومصالح شخصية وتوازنات.. السياسة القذرة تطفو على السطح لمصلحة أشخاص واتجاهات ومصر تخرب والشعب غالبيته جوعان وجاهل ومريض.. وأنتم تتقاضون الألوف المؤلفة شهرياً والكل يئن من الجوع.. حرام عليكم. إذهبوا الى الجحيم وتحرك يا سيسي فأنت الرجل الذي يستطيع أن يصحح الأوضاع ويمهد الطريق لبناء مصر بعيداً عن عواجيز الفرح والخونة عملاء مبارك والإخوان أنقذ الشباب وأنقذ مصر يا سيسي من فضلك. يا سلام.. والله أنا كنت بكتب مقال بعيد عن السياسة الملخبطة ولكن قلمي جرفني الى الكلام.. أعذرني عزيزي القارئ فإن قلبي يدمي علي مصر وأنا كهل ذاهب ولكن أتمنى أن أطمئن على احفادي وعلى مصر حبي الوحيد. كانت هناك جلسة جميلة جمعتني بالأخ الفاضل محمد الأمين المثقف القارئ الشاعر المرهف الحس الهامس بكل ما هو جميل.. شخصيته يعرفها أرباب الثقافة والكتب والشعر والفنون علامة من علامات بورسعيد الثقافية. كان الحوار وكانت الذكريات والترحم على من تركونا نعاني الأيام من زمن فقدت فيه المحبة والوفاء والانتماء وفقدت فيه الثقافة والفنون. زمن العشوائية التي تحتل كل ركن من أركانه والقمامة تغطي الطرق والميادين والغش والتدليس والإجرام والفهلوة القذرة تطغي على الأمانة والمحبة والجمال. دار الحديث بيننا وفاجأنا بكتاب دُرة الكتب طبع قبل عام 850 ه، تأليف شهاب الدين محمد بن الأبشيهي عنوانه: «المستطرف في كل فن مستظرف». استعرض علينا باب «في صفات المرأة السوء نعوذ بالله تعالى منها». عزيزي القارئ صممت أن تقرأه معي لتقارن وتتعلم أن الحياة هى الحياة مهما طال الزمن حتى ولو بعد 585 عاماً فالمرأة هى المرأة. في حكمة داود عليه السلام: إن المرأة السوء مثل شرك الصياد لا ينجو منها إلا من رضي الله تعالى عنه. قيل المرأة السوء غل يلقيه الله تعالى في عنق من شاء من عباده. قيل لأعرابي كان ذا تجربة للنساء: صف لناشر النساء فقال شرهن النحيفة الجسم، القليلة اللحم المحياض، الممراض، المصغرة المبشوقة، العسرة المبشومة، السلطه، البطرة، النفره، السريعة الوثبة كأن لسانها حربه، تضحك من غير عجب، تبكي من غير سبب، تدعو على زوجها بالحرب، أنف في السماء، واست في الماء، عرقوبها حديد، منتفخة الوريد، كلامها وعيد، صوتها شديد، تفشي السيئات وتدفن الحسنات، تعين الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان، ليس في قلبها عليه رأفة، ولا عليها منة مخافة، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلت، وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت، كثيرة الدعاء، قليلة الإرعاء، تأكل لما، وتوسع ذما، ضيقة الباع، هتوكة القناع، صبيها مهزول، وبيتها مذبول، إذا حدثت تشير بالأصابع وتبكي في المجامع، باديه من حجابها، نياحة على بابها، تبكي وهى ظالمة، وتشهد وهى خائبة، قد دلى لسانها بالزور، وسال دمعها بالفجور، ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور. ويقال: إن المرأة اذا كانت مبغضة لزوجها فإن علاقة ذلك أن تكون قد قربها منه مرتدة الطرف عنه كأنها تنظر الى انسان غيره من ورائه، وإن كانت محبة له لا تقلع عن النظر إليه. قال بعضهم: لقد كنت محتاجاً الى موت زوجتي ولكن قرين السوء باق معمر فياليتها صارت الى القبر عاجلاً وعذبها فيه ناكر ومنكر وقال داود عليه السلام: المرأة السوء على بعدها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير والمرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب كلما رآها قرت عينه برؤيتها.. والله أعلم. يا سلام يا عم محمد الأمين عظم الله أجرك لقد عدت بنا الى زمن جميل وكلام جميل وحقائق تعيش أبد الدهر وياليت من يقرأ يتعظ وكل من تقرأ تتعلم كيف تعمل على أن تعيش سعيدة وفي حب ووئام مع زوجها.. آه زمن غريب وأيام تتوالى والانسان هو الانسان ولا باق غير وجه الله الكريم. عزيزي القارئ.. الكلام في الثقافة يريح النفس بعيداً عن سياسة السفهاء. المنسق العام لحزب الوفد