يرى محللون أن توقيع اتفاق بين إيران والدول الكبرى حول برنامج طهران النووي على الرغم من اعتراضات إسرائيل، بالإضافة إلى التسوية الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي التي تستثني المستوطنات من اتفاق تعاون علمي، يثبت فاعلية الضغوط الممارسة على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ويصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى إسرائيل مساء الأربعاء في زيارته الأولى منذ توقيع اتفاقية جنيف حول البرنامج النووي الإيراني في 24 من نوفمبر الماضي والاتفاقية الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي بعد ذلك بيومين. وانتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي وصف اتفاق جنيف "بالخطأ التاريخي".وقال عريقات مساء الجمعة امام مجموعة من الدبلوماسيين والصحافيين في القدسالشرقيةالمحتلة بعد مرور عام على حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة ان الاتفاق مع إيران هو "اتفاق جيد". وأشار عريقات "ما حدث في جنيف هو اتفاق جيد ونموذج جيد أيضا من الممكن تطبيقه هنا أيضا" مشيدا أيضا "بالمبادئ التوجيهية" للاتحاد الأوروبي التي تستثني المعاهد والشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ويرى عمر البرغوثي أحد مؤسسي"حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل" التي تعمل على مستوى دولي من أجل المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية للدولة العبرية أن "المبادئ التوجيهية" الأوروبية في اتفاق هورايزن 2000 العلمي تعد "خطوة أولى في الاتجاه الصحيح". وقال البرغوثي "على الرغم من غطرستها الاستعمارية التي لا مثيل لها، اضطرت حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية إلى النزول من عليائها وقبول واقع الاتحاد الاوروبي الجديد الذي لا يمكنه مواصلة العمل بشكل طبيعي مع المؤسسات والبنوك الاسرائيلية المشاركة في الاحتلال". وأضاف أن "ضغوطات المجتمع الدولي على الحكومات وبيروقراطية الاتحاد الأوروبي كانت أهم عامل وراء التعزيز النسبي" للمطالب الأوروبية. وكان ممثل الاتحاد الأوروبي لعملية السلام اندرياس راينيكه حذر خلال لقاء مع وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء الثلاثاء في بروكسل من انه في حال فشل مفاوضات السلام فان حملة وضع ملصقات خاصة على منتجات المستوطنات والتي تدعمها بالفعل غالبية الدول السبع والعشرين، مقابل دولتين اعترضتا عليها منذ ادراجها في فبراير عام 2012، ستواصل اكتساب الدعم. وكتبت صحيفة هآرتس اليسارية أن إدراج "المبادئ التوجيهية" في اتفاق هورايزن 2000 العلمي الذي وقعته إسرائيل "يثبت بشكل قاطع أن التهديد بالمقاطعة يعمل بشكل جيد حتى مع إسرائيل". وقالت الصحيفة "لقد حان وقت المقاطعة"، مشيرة إلى أنه "نجح ذلك مع إيران وسينجح أيضا إسرائيل". وبحسب الصحيفة فان كيري نفسه "سيدرك في نهاية المطاف بانه طالما لا يدفع الاسرائيليون ثمنا للاحتلال او يتجاهلونه، فانهم لن يضعوا حدا له". وانتقد موشيه ارينز وهو من حزب الليكود اليميني في مقال في الصحيفة نفسها ان "قرار الحكومة الاسرائيلية بالخضوع لتحذير (وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين) اشتون" حول هورايزن 2000 على الرغم من انه "من وجهة نظر مادية حول المكاسب والفوائد فان اسرائيل ستكون الرابحة على الارجح". لكنه اوضح "كيف يمكن قياس الثمن لاسرائيل فقط من الناحية المادية؟ ما رايكم بثمن صورة اسرائيل ومشاعر كل هؤلاء الاسرائيليين المقيمين خارج خطوط الهدنة عام 1949". من جهته، قال روجير كوهين وهو صحفي في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الاتفاق مع ايران قد يدفع اسرائيل الى التكيف مع بيئتها الاقليمية الجديدة بما في ذلك التعاون مع الفلسطينيين. واضاف "كان من المهم جدا ان يقوم الرئيس اوباما بوضع علامة كما فعل عبر هذه الصفقة. علامة قد تحفز تفكيرا استراتيجيا جديدا في اسرائيل"، مؤكدة ان "اسرائيل قلقة بالفعل من عزلتها لن تجازف بضربة عسكرية انتحارية ضد إيران".؟".