تحت عنوان "الأزمة التركية- المصرية: أردوغان يغرز أصابعه بأعين القيادة العسكرية المصرية"، قال الصحفي الإسرائيلي "تسفي برئيل" في مقال نشرته صحيفة "هاآرتس" العبرية: "إن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان رفع إشارة رابعة لمصر، مشيرا إلى أن التوتر بين الدولتين بدأ بمطالبة أردوغان بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي"، مؤكدا أن طرد السفير وخفض التمثيل الدبلوماسي هي خطوة استعراض قوة سياسية شديدة لم تتخذها مصر حتى مع إسرائيل. وزعم "برئيل" أن إشارة رابعة تحولت الآن إلى عمل شنيع في أعين خصوم الإخوان المسلمين، وأن الدولة تلاحق كل من يرفع علانية أصابعه الأربعة حتى لو كان لاعب كرة قدم مشهور أو بطل مصر في الكونغ فو. وأضاف أن رئيس وزراء تركيا أردوغان انضم لمن يرفعون إشارة رابعة وأبدى في كل خطاب علني تأييده المطلق لتنظيم الإخوان المسلمين، الأمر الذي جعله كمن يرفع أصابعه الأربعة في عيون مصر وقيادتها العسكرية. وأشار الكاتب إلى أن التوتر بين مصر وتركيا بدأ في أغسطس الماضي عندما طلب أردوغان إطلاق سراح مرسي، ثم وصفه ما حدث بمصر بالانقلاب، الأمر الذي أثار غضب الدوائر الليبرالية بمصر، كما طالب أردوغان الولاياتالمتحدة بوقف المساعدات الأمريكية للقاهرة أو على الأقل التدخل من أجل إطلاق سراح مرسي. وأضاف أن أردوغان لم يكتف بذلك حتى بعد استدعاء مصر لسفيرها لدى أنقرة للتشاور، حيث تطاول على شيخ الأزهر "أحمد الطيب"، مشيراً إلى أن مصر أدانت تصريحاته ولكنها ضبطت النفس واكتفت بتجميد اتفاقية التجارة التي وقعها أردوغان مع مرسي وكذا إلغاء المناورات العسكرية المشتركة، وقررت مكاتب التجارة المصرية بتجميد الصفقات مع تركيا وشجعت مواطني مصر على عدم التعامل مع شركات جوية تركية والامتناع عن زيارة أنقرة. وتابع الكاتب بأن أردوغان استمر في مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على إطلاق سراح مرسي، لدرجة أن القيادة المصرية قررت خفض التمثيل الدبلوماسي بين مصر وتركيا وطرد السفير وتجمييد التعاون العسكري، مؤكداً أن تلك الخطوة هي استعراض للقوة السياسية وهي خطوة لم تتخذها مصر حتى مع إسرائيل. وأردف بأن مصر اعتادت سحب سفيرها من إسرائيل للتشاور لفترات طويلة استمرت أحياناً لسنوات لكنها لم تطرد سفير إسرائيل من قبل.